محمد صالح الخطيب
الفقيه الشافعي ، المربي الصادق .
محمد صالح بن أحمد بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد ، الخطيب ، الحسني ، القادري .
ولد في ثغر مدينة عكا يوم السبت 16 صفر 1313ه. حيث كانت أمه في زيارة ابنها ؛ شقيقه الأكبر الشيخ عبد الرحمن ، الذي كان إمامة للجيش العثماني فيها . ثم قدمت به أمه بعد عشرة أيام إلى دمشق ، فنشأ فيها إلى أن توفي والده العالم الشيخ أحمد سنة 1321ه ، فتولى شقيقه الأكبر المذكور تربيته والوصاية عليه ، فانتقل إليه في عكا ، ثم رحل معه إلى مدينة ( سیروز ) بالأناضول ، ثم مدينة ( اشتيب ) من جبال البلقان ، ثم إلى استانبول لا عين أخوه إمامة للمدارس الحربية المدفعية فيها ، ومحافظة على مكتبتها ومتحفها ، وبقي المترجم معه هناك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى حين دخلها الحلفاء . وبهذا يكون قد بقي برعاية أخيه سبع سنين زار دمشق خلالها مرة واحدة .
شارك في موقعة ميسلون سنة 1329ه مع أخيه الشيخ كمال الدين ، ووقع في الأسر ، ثم أطلق سراحه في اليوم التالي بينا استشهد أخوه .
ومع عمل المترجم في سلك التعليم كان يقوم بالخطابة نيابة عن أبناء عمومته ، وغيرهم من الخطباء في جامع الخريزاتية ، والشمسية ، والنورية ، والسيدة رقية ، والحبوبي ، إلى جانب أصالته في خطابة جامع القلعي بالخيضرية ، ثم جامع المرادي بسوق ساروجة .
كانت تراوده أحيانا فكرة ممارسة الأعمال الحرة والتجارة ، ففي سنة 1340ه. التحق بمحل الشيخ محمد القباني في البزورية ، وفي السنة التالية فتح دكان بجانب سوق السقالين بالبزورية ، وفي نهاية السنة سافر إلى الحجاز فتركها ، وكان الشيخ توفيق القواص مشاركا له في أعماله لفترة قصيرة .
عالم ، فقیه شافعي ، مرب صادق هادئ ، خلوق ، حکیم ، عمل على نشر الغة القرآن الكريم وتمكينها بين الناس ، وتذكيرهم بالسيرة النبوية ، وتعليهم أمور دينهم ، وما يلزمهم في دنياهم .
توفي سنة 1401ه.
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.