عارف الدوجي
عارف ، زاهد ، فقیه ، علامة .
عارف بن رشيد بن محمد بن محمود ، الصواف ، الشهير بالدوه جي أو الدوجي .
ولد في دمشق سنة 1305ه على وجه التقريب ، ونشأ في بيت دين وغنى الأب کریم ذي مكانة رفيعة بين تجار الغزل والنسيج ، بل إن أباه كان مفوض التجار ورئيسهم يرجعون إليه في حل مشكلاتهم ، وما يعرض لهم ويستشيرونه ، وهو من أسرة الصواف ، ولكن شهرة الدوجي ( وتعني بالتركية الجمال ) جاءته من أخوال أبيه السيد رشيد ؛ الذي نشأ يتية هو وأخوه صالح ، وربيا في بيت جدهما لأمها ، فغلب عليها لقب أسرته .
بدأ المترجم حياته بتوجيهات أبيه ورعايته ؛ فزوجه مبكرا في السادسة عشرة من أسرة كريمة ، وكان يشتغل معه في التجارة إلى جانب طلبه للعلم ، يوجهه وينشئه على الجد والدأب ، ژوي عنه أنه قال له ليلة زفافه : « غدا يابني ستكون في الدكان باكرا كما هي العادة » . وكان تجار دمشق وقتذاك يغدون إلى متاجرهم مع شروق الشمس أو قبل طلوعها ، كما أنهم يروحون إلى بيوتهم بعد العصر فلا يأتي المغرب إلا والأسواق مغلقة .
كان زاهدا همه التزود للآخرة ، حسن التبتل ، دائم الخشوع ، يشعر من يراه في عبادته أنه في مناجاة لربه . يدع خطل الكلام وهذره فضلا عن سيئه ولغوه . همه تلاوة القرآن الكريم ؛ فما زال لسانه رطبة بالذكر لا يفتر . وله حصة بين العشاءين لا يكاد يتركها إلا في الضرورات .
يحافظ على الصلاة في الجامع الأموي وخاصة صلاة الفجر ؛ التي يشرع بعد الفراغ منها بالذكر والتسبيح وقراءة الأوراد حتى انتشار الضحی .
توفي سنة 1370هـ.
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.