المرحوم السيد محمد بن سهل العلوي المدني رحمه الله تعالى
سهل الخلق والكلام سامي الرفعة والمقام، علوي المجد والنسب من قوم رفعهم الفضل على كاهل الحسب، فلا ريب أنه نال من العلوم أقصى مرامه، وتوطد من الفخار أعلا مقامه، وقد رأيت أن هذه الأبيات إليه منسوبة، وعلى رفيع ذكائه محسوبة، فدونكها فاجتل جمالها، فإن نسيم اللطف إلى صوب الحسن أمالها:
سلام من المضنى الذي ما سلاكم ... ولا قصده في الدهر إلا لقاكم
سلام عليكم في سلام مضاعف ... سلام محب قصده أن يراكم
سلام محب ماله من يعينه ... ولا مال عنكم قلبه لسواكم
بعثت سلامي نحوكم وتشوقي ... أسلي به نفسي وأرجو رضاكم
خيالكم في العين ما زال حاضراً ... وإن غبتم عني فقلبي فداكم
جفا جفن عيني فيكم لذة الكرى ... فلا العيش يهنا لي إذا لم أراكم
أروم اللقا والبعد يمنع دونكم ... فهيهات عيني عمرها أن تراكم
وإني على العهد القديم لثابت ... وما لي في الدنيا حبيب سواكم
مات في القرن الثالث عشر ولم أقف على تاريخ وفاته رحمه الله.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.