عبد اللطيف بن حسين بن عطية القاياتي
تاريخ الوفاة | 1258 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ عبد اللطيف بن الحاج حسين بن الشيخ عطية بن الشيخ عبد الجواد القاياتي من أولاد الشيخ ياسين القاياتي ينتهي نسبه إلى سيدي أبي هريرة الصحابي الجليل رضي الله عنه
المرشد الكامل المشهور، والفاضل الذي هو بكل فضيلة مذكور، نسل السادة الأمجاد، ونخبة القادة الأجواد، من ارتفع قدره في الأنام وسما، وطلع بدر علاه في أفق السما، وتوجهت له في المحبة القلوب، وتوسلت به ذوو الحوائج لنوال المطلوب، ودفع الكروب، فهو العامل الكامل، والفاضل المعروف بالفضائل.
ولد رضي الله عنه ببلدته المعروفة بالقايات، فلما صار عمره سبع سنين، وميز الشمال من اليمين، أقبل على قراءة القرآن، إلى أن أتمه بالتجويد والإتقان، وجه إلى الجامع الأزهر، والمحل الأنور، ثم دأب على الطلب، تمسك للتقدم بأقوى سبب، فأخذ العلم عن جملة أجلاء، وسادة قادة علماء، منهم الإمام عمدة الأنام، العالم التقي، والعامل النقي، المرشد إلى الله، والمعتمد على ملاه، الشيخ عبد العليم السنهوري نسبة إلى سنهور بلدة بالفيوم، ومنهم الهمام العلامة، والإمام الفهامة، الورع الزاهد، والناجح العابد، الشيخ محمد الشنويهي المدفون ببلدة شنويه من أعمال القليوبية وأخذ عن غيرهما من السادة الأعلام والقادة الكرام، وأجازوه بكل ما تجوز لهم روايته، وتعزى إليهم درايته، وكتبوا له خطوطهم، وقد شهدوا له بالكمال، وأنه من الأفاضل ذوي الرفعة والإجلال. ثم بعد تضلعه من العلوم، وتمكنه من تحقق المنطوق والمفهوم، رجع إلى بلدته القايات لإرشاد أهلها، وإبعادها عن جهلها، ونصرة الدين، وإرشاد الواردين والقاصدين، وزجر العصاة والمفسدين، فبذل جهده في العبادة والتقوى، وانتهت إليه في تلك الأماكن رئاسة العلم والإرشاد والفتوى، وسلك أحسن المسالك في الإرشاد، وعمر أماكن العبادة وشاد، وأقبل عليه الناس من كل جانب، وامتثلوا أمره امتثال الفرض والواجب، ومع كونه مطبوعاً على اللطف والجمال، كان كل من رآه ينظر إليه بعين الهيبة والإجلال، وكان شديد الغيرة إذا انتهكت المحارم، فلا تأخذه في الله لومة لائم، متمسكاً بالتقوى، والسبب الأقوى، ثم أنه اجتمع بقطب زمانه، وفرد وقته وأوانه، الولي الأمي، والعالم العامل اللدني، الشريف الصمداني، واللطيف الرباني، العارف بالله سيدي إبراهيم الشلتامي العمراني، فطلب منه الطريق فدله على أستاذه عبد العليم فرحل إليه في الحال، وطلب منه أن يتكرم عليه بطريق السادة ذوي الكمال، فلقنه الذكر وأمره بالتردد على الأستاذ الشلتامي لتقارب بلديهما فجد واجتهد، إلى أن حصل له الفتح والمدد، في مدة يسيرة وبرهة قصيرة، ثم أذن له بالتلقين، وإرشاد المريدين، فاشتهرت الطريق به الشهرة التامة، وحصلت منه الهداية العامة، وظهرت كراماته، وبهرت إشاراته، وكان في الكرم بحراً، وفي العلم والفضائل حبراً، ورعاً زاهداً، تقياً عابداً، متخلقاً بالأخلاق الأحمدية، متحققاً بالحقائق المحمدية، كثير التواضع والحلم، غزير العمل والعلم، حسن الخلق والخلق، جميل اللطافة والرفق. وقد أفرد مناقبه بالتأليف، ولده الروحي الجامع بين الشريعة والحقيقة، والناهج منهج السنة والطريقة، العالم الإمام، والجهبذ الهمام، سيدي الشيخ خليفة السفطي، أحسن الله قراه، وجعل الجنة مأواه ومثواه، ولم يزل يعلو مقامه، ويسمو احترامه، إلى أن دعاه داعي المنون، لمقامه العالي المصون، وذلك في رابع عشر صفر سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ودفن ببلدة القايات وبني لها بها مقام كبير، ومسجد عظيم شهير، بمنارة عالية، وعمارة سامية، والقايات " بقاف بعدها ألف ثم ياء بعدها ألف فتاء مثناة من فوق " بلدة من بلاد الصعيد تابع القطر المصري.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.