عبد الله بن مصطفى بن أحمد بن موسى الحلبي
الجابري
تاريخ الولادة | 1169 هـ |
تاريخ الوفاة | 1201 هـ |
العمر | 32 سنة |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ عبد الله بن مصطفى بن أحمد بن موسى الحلبي الحنفي الشهير كوالده بالجابري نسبة إلى القاضي جابر بن أحمد الحلبي والد أم جده أحمد
الفاضل الأديب الفقيه الكاتب البارع المنشئ، مولده في ربيع الأول سنة تسع وستين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم واشتغل بالتحصيل والأخذ، فقرأ على أبي الهدى صالح بن سلطان وأبي محمد مصطفى بن أبي بكر الكوراني وأبي المواهب إسماعيل بن محمد بن صالح المواهبي وسمع الكثير عليهم وعلى غيرهم، وأجاز له جماعة كأبي جعفر منصور بن مصطفى ابن منصور السرميني وأبي البركات عبد القادر بن عبد الللطيف البيساري الطرابلسي وغيرهم، وكان يكتب أنواع الخطوط مع الإتقان وكانت الأفاضل تشهد بنبله ونجابته.
وفي سنة أربع وثمانين ومائة وألف دخل دمشق مع والده وعمه، ونزل في دار بني المرادي، وكانوا يشهدون له بالنبل والفضل. وفي سنة أربع وتسعين دخل دمشق المرة الثانية قاصداً الحج بالنسك، ونزل أيضاً في دار بني المرادي عند خليل أفندي صاحب التاريخ، وكان أيضاً مع والده، وكان يعرف اللغات الثلاث العربية والتركية والفارسية، وكانت علماء الروم يحررون ما يكتبه من الترسل التركي ويقيدونه عندهم، ويشهدون بتفوقه ونبله. وكان مع والده يشتغل بتحرير الوثائق الشرعية والصكوك لدى قاضي قضاة حلب، وكان والده رئيس العدول والكتاب بالمحكمة الكبرى. ولما صار والده نقيب الأشراف بحلب والمفتي العام بها صار ولده المترجم مكانه رئيس الكتاب، وشهد الناس بأدبه وعقله، واحترمته الصدور والأعيان وكان ينظم القليل من الشعر، ومن كلامه مشطراً بيتي الجواليقي:
ورد الورى سلسال جودك فارتووا ... بزلال فيض فضائل ومراحم
فقصدت مقصدهم وجئتك راجياً ... ووقفت خلف الورد وقف حائم
حيران أطلب غفلة من وارد ... ولهان أرجو نجدة من راحم
فأقمت منتظراً ببابك واقفاً ... والورد لا يزداد غير تزاحم
وشطرهما أيضاً الأديب أبي بكر بن مصطفى الكوراني الحلبي:
ورد الورى سلسال جودك فارتووا ... وكأنهم ظفروا بمنهل حائم
فقصدته متتبعاً وراده ... ووقفت خلف الورد وقف حائم
حيران أطلب غفلة من وارد ... كي أرتوي وأنال عطفة راحم
فبقيت ظمآناً أكابد لوعة ... والورد لا يزداد غير تزاحم
وقد خمس تشطير الجابري الفاضل عبد الله بن عطاء الله الكتبي الحلبي:
يا ذا الذي عنه الأكارم قد رووا ... وعلى نداه ورحب كفيه لووا
وبك الملا كعب الأيادي قد طووا ... ورد الورى سلسال جودك فارتووا
من فيضكم بمكارم ومراحم
أموا من الأنواء صوباً هامياً ... يحيي مرابع للكرام خواليا
واخضل عود الدهر طلقاً باهياً ... فقصدت مقصدهم وجئتك راجيا
ووقفت خلف الورد وقف حائم
أتراك يا حظي الخؤون مساعدي ... أرد الظلال بمعصي وبساعدي
حتى م أبقى في عنا وتباعد ... حيران أطلب غفلة من وارد
ولهان أرجو نجدة من راحم
لأبدع إن جانبت ظلاً وارفاً ... أو كنت من حر الأوام مشارفاً
وافيت أثر الناس بيتك طائفاً ... وأقمت منتظراً ببابك واقفاً
والورد لا يزداد غير تزاحم
مات المترجم المذكور سنة ألف ومائتين ونيف.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.