السيد عبد الرحمن بن بكار الصفاقسي نزيل مصر
العمدة الجليل والنبيه النبيل، العلامة الفقيه الشريف والفهامة اللطيف، قرأ في بلاده على علماء عصره ودخل كرسي مملكة الروم فأكرم وانسلخ عن هيئة المغاربة، ولبس ملابس المشارقة مثل التاج والفراجة وغيرها، وأثرى وقدم إلى مصر وألقى دروساً بالمشهد الحسيني، واتحد مع شيخ السادات الوفائية السيد أبي الأنوار فراج حاله، وزادت شوكته على أبناء جنسه وتردد إلى الأمراء وأشير إليه، ودرس كتاب الغرر في مذهب السادة الحنفية، وتولى مشيخة المغاربة بعد وفاة الشيخ عبد الرحمن البناني، وسار فيها أحسن سيرة مع شهامة وصرامة وفصاحة لفظ في الإلقاء. وكان جيد البحث مليح المفاكهة والمحادثة واستحضار اللطائف والمناسبات، ليس فيه غلظة ولا فظاظة، ويميل بطبعه إلى الحظ والخلاعة وسماع الألحان والآلات المطربة.
توفي رحمه الله سنة تسع ومائتين وألف كما نقله الجبرتي.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.