السيد عبد الجليل بن مصطفى بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي
ولد سنة أربع وثمانين ومائة وألف، ونشأ في حجر والده فكان في العلم آية، وفي الآداب غاية، مع تقوى وعبادة، وأخلاق جميلة وزهادة، وعفة وديانة، وكمال وصيانة، وفضيلة مشهودة مشهورة، ومنزلة رفيعة بين الناس مذكورة، وأفعال حسنة، وأحوال مستحسنة، ومحاضرات غريبة، ومذاكرات عجيبة، لا يمله جليسه، ولا يروم فراقه أنيسه، يرى العزلة للدين أسلم، والابتعاد عن الناس أحسن وأحكم، فلله دره من فرد نادر، ناه عن المنكر والمعروف داع وآمر. ولم يزل على هذه الحالة الفاخرة، إلى أن دعاه داعي الآخرة، وذلك نهار الخميس أواخر شعبان سنة ألف ومائتين واثنتين وخمسين.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.