عارف أفندي بن محمد أفندي بن عثمان أفندي الجابي الدمشقي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1304 هـ
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • استانبول - تركيا
  • دمشق - سوريا
  • طرابلس الغرب - ليبيا

نبذة

السيد عارف أفندي بن المرحوم محمد أفندي بن عثمان أفندي الجابي الحنفي الدمشقي أحد المشهورين الأكابر، ومن عليه يدور محور المفاخر، المديد الباع الفريد الانطباع، الذي ملك زمام المحاسن، وافتخرت به السادات الأحاسن، ورقى إلى ما أحبه، وتيقظ إلى ما نفعه وتنبه، فبدأ من أول أمره سابقاً، ولمن سلفه من الأفاضل لاحقاً، مع صون لسانه عن كل قبيح، وترديه بكل رداء مليح، واشتهاره بكل كمال، وانتشار ذكره باللطف والجمال، واتباعه لرغائب السنة، وانتباهه للشكر على كل نعمة ومنة، فله لعمري القدر المبرور، والفخر الذي لا تبليه الدهور.

الترجمة

السيد عارف أفندي بن المرحوم محمد أفندي بن عثمان أفندي الجابي الحنفي الدمشقي
أحد المشهورين الأكابر، ومن عليه يدور محور المفاخر، المديد الباع الفريد الانطباع، الذي ملك زمام المحاسن، وافتخرت به السادات الأحاسن، ورقى إلى ما أحبه، وتيقظ إلى ما نفعه وتنبه، فبدأ من أول أمره سابقاً، ولمن سلفه من الأفاضل لاحقاً، مع صون لسانه عن كل قبيح، وترديه بكل رداء مليح، واشتهاره بكل كمال، وانتشار ذكره باللطف والجمال، واتباعه لرغائب السنة، وانتباهه للشكر على كل نعمة ومنة، فله لعمري القدر المبرور، والفخر الذي لا تبليه الدهور.
ولد بدمشق الشام ونشأ بها في حجر والده الهمام، فرباه على الكمال والأدب، إلى أن بلغ به المنى والأرب. ثم ذهب في حياة والده إلى الآستانة العلية فمكث بها زمناً طويلاً، ونال من المراتب التي وجهت عليه قدراً جليلاً، وتولى رتبة قضاء بغداد، ثم بعد موت والده في الشام رجع إلى الشام وعاد، فأحبه الخاص والعام، وحصل له من الشهرة ما لا يرام، وفاقت معاملته، وراقت مجالسته ومنادمته، والتفتت إليه الوزراء والأعيان، وأنزلته الأكارم من العين مكان الإنسان. وله غيرة غريبة ومروءة عجيبة، وخصال نبوية وصفات مصطفوية، ومجلسه ليس فيه سوى الفوائد العلمية، والمذاكرات اللطيفة الأدبية، بلسان يتحاشى عن كل عيب، وكلام خال عن الملام والريب، يتمنى جليسه أن لا يفارقه، ويود أن يكون مدى الأيام مشاهده وموافقه، وكان من أعز الناس علي، وله التفات في جل أموره إلي، يقصدني في كل مدة، مظهراً غاية المحبة والمودة. وقرأ من الفنون عدة، باذلاً في طلبه اجتهاده وجده، إلى أن بلغ مطلوبه ونال مرغوبه. وفي ثالث يوم من جمادى الأولى قام في الصباح فصلى الفلجر، وقرأ أوراده وسأل من المولى المنان الثواب والأجر، وبعد الضحوة الكبرى حصل له نوع انحراف، إلا أنه قليل مأمول الانصراف، وبعد صلاة الظهر شرب كأس حمامه، وكان هذا اليوم من الدنيا آخر أيامه، وكان موته فجأة من غير مرض، بل دعاه داعي المنية في الحال فأسرع إلى إجابة الأمر المفترض، وذلك سنة أربع وثلاثمائة وألف، فتأسف له الخاص والعام، وبادروا تشييع جنازته بكل اهتمام، رغب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه، توجه العموم بالدعوات إليه، ثم شيع جنازته الأكابر والأعيان والأصاغر والولدان، وحينما شاهدت هذا الحال، تذكرت قول من قال:
صروف الليالي لا يدوم لها عهد ... وأيدي المنايا لا يطاق لها رد
تسالمنا سهواً وتسطو تعمداً ... فإسعافها عسف وإقصادها قصد
عجبت لمن يغتر فيها بجنة ... من العيش ما فيها سلام ولا برد
أفي كل يوم للنوائب غارة ... يشق عليها الجيب أو يلطم الخد
أرى كل مألوف يعجل فقده ... فما بال فقد الإلف ليس له فقد
مضى طاهر الأثواب والجسم والحشا ... له الشكر درع والعفاف له برد
وأبقى لنا من طيبه طيب ولده ... ينوب كما أبقى لنا ماءه الورد
فبالرغم مني أن يغيبك الثرى ... ويرجع مردوداً بخيبته الوفد
سأبكيك جهد المستطاع منظماً ... رثاك وهذا جهد من ماله جهد
لئن كنت قد أمسيت عنا مغيباً ... فقد ناب عنك الذكر والشكر والحمد
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.

 

 

 

عارف بن محمد بن عثمان الشهير بالجابي
عالم وجبه قاض

نشأ في حجر والده الوجيه الكبير وحضر على بعض علماء دمشق، ولازمهم حتى نبغ في الفضائل والمعارف، برع في اللغة العربية والتركية.

قصد الآستانة وتولى عضوية مجلس التدقيقات الشرعية، ثم تولى القضاء الشرعي في طرابلس الغرب، نال رتبة قضاء الحرمين الشريفين، وتولى رتبة قضاء بغداد، ثم استقر في دمشق بعد موت والده.

عالي القدر عند الأمراء والعلماء، يقصده الناس لأنه يحب قضاء حوائجهم، وكانت له غيرة ومروءة، وخصال كريمة.

مات في دمشق 1304 هـ.

من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.

يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.