يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن بكر بن حمامة بن محمد بن رزين بن فقوس بن كرناطة بن مرين أبي يوسف

المنصور

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة685 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةالجزيرة - الأندلس
أماكن الإقامة
  • الأندلس - الأندلس
  • الدار البيضاء - المغرب
  • تازة - المغرب
  • فاس - المغرب

نبذة

يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن بكر بن حمامة ابن محمد بن رزين بن فقوس بن كرناطة بن مرين: من قبيلة زناتة، أمير المسلمين، المكنى بأبي يوسف، الملقّب بالمنصور، رحمه الله. حاله: كان ديّنا فاضلا حييّا، جوادا سمحا، شجاعا، محبّا في الصالحين، منقادا إلى الخير، حريصا على الجهاد. أجاز ولده في أوائل عام اثنين وسبعين وستمائة إلى الأندلس، ثم عبر بنفسه في سرار صفر من العام بعده، فاحتلّ بظاهر إشبيلية، وكسر جيش الرّوم المنعقد على زعيمهم المسمّى ذنونه، بظاهر إستجة في ربيع الآخر من العام.

الترجمة

يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن بكر بن حمامة ابن محمد بن رزين بن فقوس بن كرناطة بن مرين
من قبيلة زناتة، أمير المسلمين، المكنى بأبي يوسف، الملقّب بالمنصور، رحمه الله.

أوليته: ظهر بالمغرب أبوه الأمير عبد الحق، وقد اضطربت دولة الموحّدين، والتأث أمرهم، ومرجت عرب رياح؛ لعجز الدولة عن كفّ عدوانهم، فخرج الأمير عبد الحق في بحبوحة قومه من الصحراء، ودعا إلى نفسه، واستخلص الملك بسيفه، عام عشرة وستمائة، وكان على ما يكون عليه مثله، ممن جعله الله جرثومة ملك وخدم دولة، من الصّدق والدّهاء والشجاعة. ورأى في نومه كأنّ شعلا أربع من نار، خرجن منه، فعلون في جوّ المغرب، ثم احتوين على جميع أقطاره، فكان تأويلها تملّك بنيه الأربعة بعده، والله يؤتي ملكه من يشاء. وكان له من الولد إدريس، وعثمان، وعبد الله، ومحمد، وأبو يحيى، وأبو يوسف، ويعقوب هذا. ولمّا هلك هو وابنه إدريس في وقيعة رياح، ولي أمره عثمان ولده، ثم ولي بعده أخوه محمد، ثم ولي بعده أبو يحيى أخوهما. وفي أيامه اتّسق الملك، وضخم الأمر، وافتتحت البلاد. ولمّا هلك حتف أنفه بفاس في رجب من عام ستة وخمسين وستمائة، قام بالملك أخوه يعقوب المترجم به، وأرّث الملك بنيه.
حاله: كان ديّنا فاضلا حييّا، جوادا سمحا، شجاعا، محبّا في الصالحين، منقادا إلى الخير، حريصا على الجهاد. أجاز ولده في أوائل عام اثنين وسبعين وستمائة إلى الأندلس، ثم عبر بنفسه في سرار صفر من العام بعده، فاحتلّ بظاهر إشبيلية، وكسر جيش الرّوم المنعقد على زعيمهم المسمّى ذنونه، بظاهر إستجة في ربيع الآخر من العام. ثم عبر ثانيا، مغتنما ما نشأ بين الروم من الفرقة، فغزا مدينة قرطبة، وصار أمر العدو في أطواق الفرنتيرة، بحيث لا يوجد في بطن القتيل منها إلّا العشب أزلا ومسغبة، لانتشار الغارات، وانتساف الأقوات، وحديث الفتنة.
وسببها ما كان من تصيّر مالقة إليه، من أيدي المنتزين عليها من بني إشقيلولة، ثم عودتها إلى سلطان الأندلس، من أيدي رجاله، شيوخ بني محلّى، ثم تدارك الله المسلمين بصلاح ذات البين، واحتلّ بظاهر غرناطة، في بعض هذه الغزوات، فنزل بقرية إسقطمر من مرجها، واحتفل السلطان، رحمه الله، في برّه، وأجزل نزله، وتوجيه ولده إليه. وذكر سيرته شاعرهم أبو فارس عزّوز في أرجوزته، فقال:
[الرجز]
سيرة يعقوب بن عبد الحقّ ... قد حاز فيها قصبات السّبق
بغيتان، يقرأ الكتاب ... وتذكّر العلوم والآداب
يقوم للكتاب ثلث الليل ... وما له عن ورده من سبيل
حتى إذا الصباح لاح وارتفع ... قام وصلّى للإله وركع
وضجّ بالتّسبيح والتّقديس ... حتى يتمّ الحزب في التّغليس

يقرأ أولا كتاب السّير ... والقصص الآتي بكلّ خبر
ثم فتوح الشّام باجتهاد ... وبعده المشهور بالإنجاد
سؤاله تعجز عنه الطّلبه ... ومن لديه من أجلّ الكتبه
يعقد الكتب إلى وقت الضّحى ... ثم يصلّيها كفعل الصّلحا
ويأمر الكتّاب بالأوامر ... في باطن من سرّه وظاهر
ويدخل الأشياخ من مرين ... للرأي والتدبير والتّزيين
مجلسه ليس به فجور ... ولا فتى في قوله يجور
كأنهم مثل النجوم الزّهر ... وبينهم يعقوب مثل البدر
قد أسبر الوقار والسكينه ... وحلّ في مكانة مكينه
حتى إذا ما جاز وقت الظهر ... قام إلى بيت للنّدى والفخر
يبقى إلى وقت صلاة العصر ... يأتي إلى بيت العلى والأمر
وينصف المظلوم ممن ظلمه ... ولم يزل إلى صلاة العتمه
ثم يؤمّ بيتة الكريما ... ويترك الوزير والخديما
ثم ينام تارة، وتارة ... يدبّر الأمور بالإداره
ما إن ينام الليل إلّا ساهرا ... ينوي الجهاد باطنا وظاهرا
فهل سمعتم مثل هذه السّيره ... وهذه المآثر الأثيره
لملك كان من الملوك ... أو مالك في الدهر أو مملوك
كذاك كان فعله قديما ... بذاك نال الملك والتّعظيما
ومن الرّجز المسمى بقطع السّلوك من تأليفنا، في ذكره، قولي: [الرجز]
تبوّا هذا الأمر عبد الحقّ ... أكرم من نال العلى بحقّ
واستخلص الملك بحدّ المرهف ... لسن مجد عظيم الشرف
وكان سلطانا عظيم الجود ... وصدقت رؤياه في الوجود
فأعلى الأيام نور سعده ... ونالها أبناؤه من بعده
عثمان ثم بعده محمد ... ثم أبو يحيى الحمام الأسعد
تمهّد الملك له لما هلك ... وسلك السّعد به حيث سلك

وفتحت فاس على يديه ... والملك العليّ حلّه لديه
وكان ذا فضل وهدى وورع ... قد رسم الملك فيهم واخترع
ثم أتت وفاته المشهوره ... فولّي المنصور تلك الصّوره
وهو أبو يوسف غلّاب العدا ... وواحد الأملاك بأسا وندى
ممهّد الملك وموري الزّند ... وباسط العدل ومولي الرّفد
مدّت إلى نصرته الأكفّ ... والروم في العدوان لا تكفّ
فاقتحم البحر سريعا وعبر ... ودافع الأعداء فيها وصبر
ووقعت في عهده أمور ... وفتنة ضاقت لها الصّدور
وآلت الحال إلى التئام ... فما أضيعت حرمة الإسلام
حتى إذا الله إليه قبضه ... قام ابنه يوسف فيها عوضه
وفاته: توفي في شهر المحرم عام خمسة وثمانين وستمائة، بالجزيرة الخضراء ودفن بها. ثم احتمل بعد إلى سلا، فدفن بالجبانة المعروفة هنالك لملوك من بني مرين. ومحلّ هذا السلطان في الملوك المجاهدين المرابطين معروف، تغمّده الله برحمته.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.

 

المَنْصور المَرِيني
(607 - 685 هـ = 1210 - 1286 م)
يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة المريني الزناتي، أبو يوسف، السلطان المنصور باللَّه:
سيد بني مرين على الإطلاق. بربري، من أصل عربي. كانت له في عهد أخيه " أبي بكر " إمارة بلاد تازا وبطوية وملوية (في المغرب الأقصى) ولما مات أخوه (سنة 656 هـ وولي ابنه (عمر بن أبي بكر) كان يعقوب في رباط تازا. فأقبل إلى فاس، فجاءه الناس يبايعونه، فقاتل عمر (ابن أخيه) فنزل له هذا عن الأمر. وجددت البيعة ليعقوب. وكل ذلك في سنة 656 وهاجمه بنو عبد الواد فظفر بهم. ثم كان أول ما قام به إنقاذ مدينة " سلا " من أيدي الاسپانيول، وطردهم منها، بعد أن قتل كثيرا منهم. وفي سنة 660 أركب ثلاثة آلاف فارس من بني مرين، فعبروا البحر، ونزلوا للجهاد في الأندلس. وهو أول من فعل هذا من بني مرين. ثم زحف بجيش قوي لقتال " الموحدين " فهزم عساكرهم. وجاءه أبو دبوس (إدريس بن محمد) مستنجدا على حرب المرتضى المؤمني، في مراكش، فأنجده بخمسة آلاف احتل بهم أبو دبوس حاضرة مراكش، وتلقب بالواثق باللَّه. وتنكَّر للسلطان يعقوب، فهاجمه يعقوب، وقتله، ودخل مراكش (سنة 668) وعلى يده انقرضت دولة " الموحدين " بني عبد المؤمن (سنة 674) وكانت دعوة " بني مرين " ظاهرا، للحفصيين أصحاب تونس، فقطعها السلطان يعقوب. ثم بعث إليه المستنصر الحفصي بهدايا ثمينة مع طائفة من وجوه دولته تلطفوا به، حتى سمح بذكر المستنصر على منبر مراكش. وتوجه للفتح، فاستولى على طنجة وسبتة (سنة 672) وأراد انتزاع سجلماسة من أيدي " بني عبد الواد " فحاصرها، وقذفها بالنار وحصى الحديد والبارود، ففتحها (سنة 673) وصفا له المغرب كله. وكان قد استفحل شر الإفرنج في الأندلس، فقام لإنجادها بنفسه، فأجاز الجيوش من فرضة " قصر المجاز " سنة 674 ونزل بساحل طريف. وتوغل يفتتح الحصون ويثخن في الإفرنج. ثم عاد إلى الجزيرة الخضراء.
ومنها قام لغزو إشبيلية، فحاصرها، وإلى شريش فاكتسحها. ورجع. فمر بالجزيرة الخضراء، وبنى فيها المدينة المشهورة بالبنية وعاد إلى المغرب، فأقام بفاس. وأمر ببناء " المدينة البيضاء " ملاصقة لفاس، وانتقل إليها بحاشيته وذويه، واختط الناس بها الدور، وأجريت فيها المياه إلى القصور. وأمر ببناء قصبة " مكناسة " وعاد للجهاد في الأندلس (سنة 676) فانتهى إلى إشبيلية، وكان بها يومئذ ملك الجلالقة ابن أذفونش (1) (1295 - 1284) Sanche IV فقاتله السلطان، وفتك بجموعه. وتحول إلى جبل " الشرف " ودخل حصون " قطنيانة " و " جليانة " و " القليعة " وغزا وأغزى غيرها، ثم قصد قرطبة ودخل حصن " الزهراء " وحصونا أخرى. ومضى عائدا عن طريق غرناطة إكراما لصاحبها ابن الأحمر.
واجتاز البحر من الجزيرة الخضراء إلى المغرب (سنة 677) وغزا الإفرنج سنة 681 وسنة 683 وبنى كثيرا من المرستانات للمرضى والمجانين ورتب لها الأطباء. وكذا فعل بالجذمى والعمي والفقراء. وبنى المدارس لطلبة العلم. ووقف عليها الأوقاف. واستمر غازيا مجاهدا وبانيا مصلحا إلى أن توفي بقصره في الجزيرة الخضراء بالأندلس ودفن برباط الفتح .

-الاعلام للزركلي-