عتيق بن أحمد بن محمد بن يحيى الغساني
غرناطي، يكنى أبا بكر، ويعرف بابن الفرّاء، ويعرف عقبه ببني الوادي آشي، وقد مرّ ذكر ولده أبي الفرج، وينبز بقرنيّات.
حاله: حدّثني أبي، رضي الله عنه، وكان صديقا لأبيه، أنّه كان من أهل الجلالة والفضل، حسن السّمت، عظيم الوقار، جميل الرّواء، فاضلا، حسن العشرة.
وقال القاضي ابن عبد الملك : كان جامعا لفنون من المعارف، معروف الفضل في كل ما يتناول من الأمور العلمية، وقيّد كثيرا، وعني بالعلم العناية التامة، واستقضي بالمنكّب، وعرف في ذلك بالعدالة والنّزاهة.
تواليفه: صنّف «نزهة الأبصار، في نسب الأنصار» ، و «نظم الحليّ، في أرجوزة أبي عليّ» ، يعني ابن سينا .
شعره: قال: ومما نظمته ووجّهته به صحبة رسالتين: [الكامل]
يا راكبا يبغي الجناب الأشرفا ... ومناه أن يلقى الكريم المسعفا
عرّج بطيبة مرّة لترى بها ... علمي قبول رحمة وتعطّفا
وإذا حللت بها فقبّل تربها ... وارغب جلالهم عسى أن يسعفا
وأسل دموعك رغبة وتضرّعا ... وأطل بها عند التضرّع موقفا
واذكر ذنوبك واعترف بعظيمها ... فعسى الذي ترجو له أن يعطفا
واجعل شفيعك إن قصدت عناية ... قبرا تقدّس تربة وتشرّفا
قبر تضمّن نور هدي واضحا ... لم يحتجب عن مبصريه ولا اختفى
قبر حوى النّور المبين ونوره ... يهدي به سبل السّلام من اقتفى
قبر به للهاشميّ محمد ... أبهى الأنام سنا وأوفى من وفى
خير الورى علم التّقى شمس الهدى ... للمنتقى والمجتبى والمصطفى
سلّم عليه وخصّه بتحيّة ... واقرأ عليه من السلام مضاعفا
واذكر، هديت، أخا البطالة، عمره ... هيهات كم نقض العهود وأخلفا!
ولكم تيقّن بالدليل فما له ... ركب العناد لجاجة وتعسّفا؟
وعصى فأسلم للقطيعة والجوى ... حقّ على من خان أو لا يعرفا
هل للعفو تنفّح نحوه ... يوما فيضحى بالرّضا متعرّفا؟
وأعد حديث مشوق قلب عنده ... من لم يذب شوقا له ما أنصفا
أخبره عن حبّي وطول تشوّقي ... تفديك نفسي مخبرا ومعرّفا
وتشكّ من جاء الإله فإنّ لي ... نفسا تسوّفني المتاب تسوّفا
مولده: بغرناطة في ذي حجة خمس وثلاثين وستمائة.
وفاته: ذكر أنه كان حيّا سنة خمس وثمانين وستمائة .
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.
عتيق بن أحمد بن محمد بن يحيى الفراء الغسانى.
من أهل وادى آش المعروف بالوادى آشى.
كان له مجلس بالجامع الأرجوزة ابن سيناأعظم، من حضرة غرناطة يفسّر فيه القرآن العظيم، ويتكلم على الموطأ.
وكان من أحفظ أهل زمانه، وله معرفة بالطبّ والعلاج، وشرح أرجوزة ابن سينا، ولعله لم يكمله. ولقد أجاد فيما قيد منه، وله جزء فى فضائل سور القرآن، وكتاب سماه: «ناظر العين في مختصر البرهان لإمام الحرمين».
ولى القضاء بالمنكب، وبشلوبانية وببرجة، وقضاء المرية.
توفى يوم الجمعة الثالث والعشرين لرجب سنة 696.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)