الشيخ حسين بن عبد الشكور المدني
العالم الكبير والأوحد الشهير، ولد سنة ألف ومائة، قال في النفس: وفد إلى مدينة زبيد داعياً لأهلها إلى حسن الوضوء والصلاة وتعريفهم طريق ذلك، ونظم في ذلك منظومة عظيمة أولها:
لك الحمد بدءاً منك يحسن والختما ... عليك وشكراً لا أطيق له كتما
وشرح هذه المنظومة شرحاً حافلا، وبأكثر المسائل كافلا، وجعل على الشرح حاشية عظيمة، وفائدتها وافية عميمة، لا ينقل فيها من كتاب، بل إنما كان يميل إلى الاجتهاد ويراه هو الصواب، وكان يشتهر بذي العلوم اللدنية، والفيوضات الإلهية، حتى قال بعضهم فيه:
لقد رأيت إماما ... أحار بالعلم لبي
فقلت من أي شيخ ... فقال من فيض ربي
وكان كثير البحث والمذاكرة، ملازماً لدعاية الخلق إلى ما ينفعهم في الآخرة، لا يوقر في ذلك كبيرا، ولا يترك صغيراً ولا حقيرا، ومن تشطيره:
من راقب الناس مات غما ... وحظه الويل والثبور
ومن تخلى عنهم تحلى ... وفاز باللذة الجسور
مات في زبيد سنة ألف ومائتين.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.
شرفُ الإسلام، يتيمةُ الدهر، علامةُ العصر، الحسين بن عبد الشكور، المدنيُّ.
قال في "النفس اليماني": وفد إلى مدينة زبيد، داعيًا لأهلها إلى إحسان الوضوء والصلاة، وتعريفهم طريق ذلك، وجعل في ذلك منظومة عظيمة، أولها:
لكَ الحمدُ بدءًا منكَ يحسنُ والختما ... عليكَ وشكرًا لا أُطيق له كَتْما
وشرح هذه المنظومة شرحًا حافلًا، وجعل على الشرح حاشية عظيمة لا ينقل فيها من كتاب، بل إنما يذكر فيها ما أفاضه عليه ربُّ الأرباب، وله في ذلك العبارات الرشيقة، والنكت الغريبة، التي مادتها الكتاب والسنة في الحقيقة، وأقبل عليه أعيان البلد وعلماؤها، وتلقوا ما ألفه في ذلك بالقبول التام، وعقد للتعليم والإفادة بما هو بصدده مجلسًا بالمسجد، ويملي في ذلك المسجد من علومه اللدنية الوهبية الفيضية العجب العجاب:
لقد رأيتُ إمامًا ... أحارَ بالعلم لُبِّي
فقلتُ: مِنْ أيِّ شيخ؟ ... فقالَ: عن فَيْضِ قَلْبي
وقد ألف الغزالي رسالة في حقيقة العلم اللدني، وأسبابه وشروطه وموانعه، وصار غالب أهل البلد ببركة دعائه في اشتغال عظيم بإحسان الوضوء والصلاة - جزاه الله خيرًا -، واستجاز من علماء البلد، واستجازوا منه، ووقعت بينه وبينهم مذاكرات مفيدة، ومشاعرات عديدة، ومن شعره:
مَنْ راقبَ الناسَ ماتَ غَمًّا ... وحَظُّه الوَيْلُ والثُّبورُ
ومَنْ تَخَلَّى عنهم تَحَلَّى ... وفازَ باللَّذَّةِ الجَسورُ
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.