السيد حسين بن يحيى بن إبراهيم الدؤلي الذماري الحنفي الماتريدي
قال في البدر الطالع: ولد في سنة ألف ومائة وتسع وثلاثين وبيني وبينه من المودة ما لا يعبر عنه، وهو من جملة من رغبني في شرح المنتقى، فلما أعان الله على إتمامه، راسلني في الإرسال إليه بنسخة، ولما ألفت الرسالة التي سميتها إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي ونقلت إجماعهم من ثلاث عشرة طريقة، على عدم ذكر الصحابة بسب وما يقاربه، وقعت هذه الرسالة بأيدي جماعة من الروافض فجالوا وصالوا، وتعصبوا وتحزبوا، وأجأبيا بأجوبة ليس فيها إلا محض السباب والمشاتمة، وكتبوا أبحاثاً نقلوها من كتب الإمامية وزاد الشر وعظمت الفتنة، وأعانهم علي جماعة ممن له صولة ودولة، وتعصب أهل العلم لها وعليها، وكل من له أدنى معرفة بعلم، يعلم أني لم أذكر فيها إلا مجرد الذب عن أعراض الصحابة الذين هم خير القرون؛ ثم قال: وإن المترجم ناشر للعلم في مدينته ذمار، مع تحمله لما يلاقيه من الجفاء الزائد من أهل بلده بسبب نشره لعلم الحديث بينهم، وميله إلى الإنصاف في بعض المسائل، مع مبالغته في التكتم وشدة احترازه. مات رحمه الله سنة ألف ومائتين وتسع وثلاثين من الهجرة، وكان عمره مائة سنة ولا زال مثابراً على العلم إلى انتهاء أجله.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.