الحسين بن علي بن عبد الشكور الطائفي أبي عبد الله

تاريخ الوفاة1206 هـ
مكان الولادةالطائف - الحجاز
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • الطائف - الحجاز
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • بلاد الروم - بلاد الروم
  • بلاد الشام - بلاد الشام
  • حلب - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

الحسين بن النور علي بن عبد الشكور الحنفي الطائفي الإمام الذي غذي بلبان الفضل وليداً، وعد لبيد إذا قيس بفصاحته بليدا، من له في المعالي أرومة، وفي مغارس الفضل جرثومة، ولد بالطائف كما ذكره الإمام الجبرتي، وبها نشأ وتكمل في الفنون العرفانية، وتدرج في المواهب الإحسانية.

الترجمة

الحسين بن النور علي بن عبد الشكور الحنفي الطائفي
الإمام الذي غذي بلبان الفضل وليداً، وعد لبيد إذا قيس بفصاحته بليدا، من له في المعالي أرومة، وفي مغارس الفضل جرثومة، ولد بالطائف كما ذكره الإمام الجبرتي، وبها نشأ وتكمل في الفنون العرفانية، وتدرج في المواهب الإحسانية، وأحبه السيد عبد الله ميرغني وتعلق بأذياله، وشرب من صفو زلاله، فتاه وهام، وقطع ربقة الأوهام، وأخذ بالحرمين من عدة علماء كرام، وشارك في اللوم، ونافس في المنطوق والمفهوم، إلا أنه غلب عليه التصوف، وعرف منه ما فيه الكمال والتصرف، وكان بينه وبين الشيخ العيدروس مودة أكيدة، ومحبة عتيدة، ومحاورات ومذاكرات وملاطفات ومصافاة، وقد ورد مصر في سنة أربع وسبعين ومائة وألف وسكن ببيت الشيخ محسن على الخليج، وكان يأتيه السيد العيدروس والسيد مرتضى وغيرهم، فأعاد روض الأنس نضيرا، وماء المصافاة نميرا ودخل الشام وحلب، وبها أخذ عن جماعة من الأكابر، منهم السيد إسماعيل المواهبي فقد عده من شيوخه وأثنى عليه ودخل بلاد الروم، وحظي بما يروم، وعاد إلى الحرمين وقوض عن الأسفار الخيام، ثم قطن بالمدينة المنورة، وكتب إليه الشيخ السيد العيدروس وهو بالطائف يستدعيه لبستان يسمى الشريعة فقال:
أحسين كأس الأنس دائر ... ولنا الصفا واف ووافر
راقت لنا خمر الصفا ... فزماننا زاه وزاهر
أحسين روح مهجتي ... من راح قربك لي وبادر
أحسين سحباً في النوى ... عنكم لنظم الأنس ناثر
أحسين عين الما بكت ... شوقاً لك يا ذا المفاخر
هذي الأزاهر مزقت ... أكمامها فارع الأزاهر
هذي الغصون تضاربت ... من بعدكم فالروض خاضر
هذي الشريعة أنسها الس ... اري لكم بالقرب آمر
فاقرب ولا تشطح ببعد ... بواطن فالشرع ظاهر
هيا فلي شوق غدا ... مثلاً من الأمثال سائر
فأعاد المترجم الجواب، وقال:
ما أنس رنات المزاهر ... والروض بالأفراح زاهر
وسنى عقود علقت ... في جيد غيد والجآذر
والدر في، في من أحب ... منظماً فاق الجواهر
والوصل بعد القطع من ... سامى الربى سامى المفاخر
كلا ولا عطر العرو ... س كذا المحاظي في المجاظر
أشهى وأبهى من سنا ... نظم لطي الأنس ناشر
ألفاظه تحكي الشمو ... س ونورها باه وباهر
فيه المفصل مجمل ... يبدو لأرباب البصائر
أغنت عن التوضيح والتسهي ... ل هاتيك الأشاير
وكست براعته العبا ... رة بهجة والأمر ظاهر
في طرسه طرر سمت ... حسناً على طرز الحرائر
تحكي العيون عيونه ... سيناته تحكي الضفائر
ألفاته تحكي القدو ... د رشاقة ولها تناظر
إلى أن قال:
آيات فخر بينا ... ت أولا وكذاك آخر
ويؤم أربا النها ... ية والنهى من كل كابر
يتلونه جملاً فيتلو ... من مفصله الأوامر
أعني الوجيه بن النبي ... هـ ابن النبيه بلا مناكر
المصطفى بن المصطفى بن ... المصطفى حامي العشائر
لا غرو في حوز له ... فخراً بحسن السمت فاخر
إذ جده شمس الشمو ... س العيدروس أبي المظاهر
ما إن له من ساحل ... وبذاك قد عقدت خناصر
أوصافها عنها البديع ... وإن يكن سحبان قاصر
وللسيد العيدروس قصيدة بائية أرسلها له وهي بليغة مطولة، وغير ذلك من مطارحات كثيرة، وللمترجم مؤلفات حسان، وكلها على ذوق أهل العرفان، منها المنظومة التي تعرف بالصلاتية عجيبة وشرحها مزجاً كأصلها على لسان القوم، ولما حج الشيخ التاودي بن سوده كتبها عنه ووصل بها المغرب ونوه بشأنها، حتى كتب منها عدة نسخ، ونوه بشأن صاحبها، حتى عين له سلطان المغرب بصرةٍ في كل سنة تصل إليه مع الركب، والناس في المترجم مختلفون، فمنهم من يصفه بالبركات والكمال وأولئك الذين رأوا كلامه، فبهرهم نظامه، ومنهم من يصفه بالحلول عن ربقة الانقياد، ويرميه بالحلول والإلحاد، وهو إن شاء الله تعالى مبرء مما نسب إليه، معتمد في الإرشاد والإمداد عليه، ولما اجتمع به العلامة محمد بن يعقوب بن الفاضل الشمشاري ونزل في منزله فكان أنيساً له في سائر أحواله، قال: اختبرته حق الاختبار، فلم أجد له غير لسان مثار، قال وبعد أشهر تبرم عن ملازمته وتباعد عن مجالسته واتخذ له حجرة في الحرم، وعزل نفسه عنه اعتزال النقي عن الحرم، وحكى عنه أشياء عجيبة، وأموراً غريبة وهو بها معذور، وكل منهما على قصده مثاب ومأجور، غير أنه لو تباعد عن الطعن فيه لكان أولى، ولو سلم له حاله لكان أعلى، وما كل إنسان يفهم المقصود من كلامهم، ولا كل امرىء يدرس سامي مرامهم، لأن لهم اصطلاحاً لا يدريه سوى أهله، فمن لم يعلمه فلا يلمهم بل يبكي على جهله، ولأهل الروم فيه اعتقاد جميل، ومواهبهم تصل إليه في كل قليل، مات رحمه الله تعالى سنة ست ومائتين وألف.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.

 

 

حسين بن علي (نور الدين) بن عبد الشكور الطائفي:
متزهد حنفي. ولد بالطائف وتفقه بالحرمين وغلب عليه التصوف. ونزل بمصر (1174) ورحل إلى الشام وحلب وبلاد الروم واتّهم بالحلول والإلحاد. واستقر في المدينة المنورة إلى أن توفي. له (النفحة العنبرية من الرياض المرعية في الأذكار الصلاتية - خ) في الرباط (منظومة وشرحها آخر المجموعة د 392) تعرف بالصلاتية، على لسان القوم، وصفت بأنها عجيبة .
-الاعلام للزركلي-