ملا حسن أفندي بن ملا حسين ابن ملا علي الموصلي
البزار ملا حسن
تاريخ الولادة | 1261 هـ |
تاريخ الوفاة | 1305 هـ |
العمر | 44 سنة |
مكان الولادة | الموصل - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
ملا حسن أفندي الشهير بالبزار بن ملا حسين ابن ملا علي الموصلي
ترجمه صاحب العقود الجوهرية، في مدائح الحضرة الرفاعية، أحمد عزت باشا، فقال: هو الأديب الفاضل، والأريب الكامل، ولد في الموصل بمحلة حسان البكري يوم الثلاثاء عاشر شهر جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائتين وألف. وكان فطناً ذكياً، وشاباً لوذعياً، وبعد إكماله قراءة القرآن الكريم، باشر في قراءته العلوم على علامة وقته الشيخ صالح أفندي ابن المرحوم الحاجي طه الخطيب المشهور، ولما انتهى إلى المنطق، ترك ذلك، واشتغل بنظم الشعر مع كونه مشغولاً في صنعة البزارة ولا زال شعره يترقى ويروق، ويعلو على شعراء عصره ويفوق، فإن غزله ونسيبه أرق من نسيم الصبا، وأمداحه محصورة في مدح حضرة المصطفى، والأولياء والصلحاء. وديوان شعره طبعوه في حلب، تتداوله أيدي الفضلاء، وأكف البلغاء. ولما كنت في الموصل لا زال يزورني ويهدي إلى فكري لطيف إنشاده، وما كان يقطع زيارته على معتاده. ثم إنه أخذ الطريقة الرفاعية عن الشيخ حاجي سلطان، والطريقة النقشبندية من المرحوم الشيخ السيد محمد أفندي النوري. ولا زال يترقى حاله في الصلاح، وطريق النجاح، حتى استخفه الشطح، فكان طوراً تجذبه حبال الجذبة، وطوراً يعقله زمام العقل، وحالاته أصبحت ممتزجة بالقبض والبسط، والرفع والحط. ثم إنه فقد بصره، وبقي أغلب أحيانه يمشي بالأزقة ويرقد فيها ليلاً، ويجر في أوحالها ذيلاً، لكنه قبل وفاته كما قيل لي بأنه قد عاد إليه عقله، واصطلح فرضه ونفله، وإنه عند أغلب أهل جلدته، وأكابر بلدته، مظنة الولاية، مع ما ينضم إليها من الدراية، ومن نظمه:
قلبي إليكم بأيدي الشوق مجذوب ... والصبر عن قربكم للوجد مغلوب
لا أستفيق غراماً من محبتكم ... وهل يضيق من الأشواق مسلوب
يا قلب صبراً على هجر الأحبة لا ... تجزع لذاك فبعض الهجر تأديب
همو الأحبة إن صدوا وإن وصلوا ... بل كل ما صنع الأحباب محبوب
إني رضيت بما يرضونه وبهم ... والله يعذب للمشتاق تعذيب
فالروح والقلب بل كلي لهم هبة ... وكيف يرجع شيء وهو موهوب
لي فيهمو سيد طاب الوجود به ... فمنه في كل ناد يعبق الطيب
هو الرفاعي سامي الجد أحمد من ... قد لاذت العجم فيه والأعاريب
أكرم به سيداً طابت عناصره ... وكيف لا وهو للمختار منسوب
أنعم به منهلاً راقت موارده ... فكم صفا منه للأحباب مشروب
هذا الذي يفخر الفخر السني به ... هذا الذي هو للمطلوب مطلوب
هذا الذي شرف الأشراف تم به ... هذا الذي هو للعلياء مخطوب
هذا الذي يسعد العبد الشقي به ... فكم وكم نال فيه الأمن مرغوب
غيث مغيث لمن فيه استغاث وكم ... نجا بهمته العلياء مكروب
وكم ذليل به قد عز جانبه ... وكم بعيد به أدناه تقريب
سر من الله في كل الوجود سرى ... منه إلى الخلق ترغيب وترهيب
شمس المعارف من إشراق حكمته ... للعارفين بدت منها أعاجيب
بني رفاعة سدتم رفعة وعلاً ... وذكركم في جباه الفخر مكتوب
تمت محامدكم في عز أحمدكم ... فمجدكم مثل في الكون مضروب
هو الإمام الذي ديوانه أبداً ... في الكائنات مدى الأيام منصوب
فرد به مفردات الفضل قد جمعت ... ندب بكل شديد الهول مندوب
روحي وراحي وريحاني مدائحه ... وحبه لفؤادي فيه تهذيب
يا أحمد الأولياء انظر إلي وقل ... لا تخش أنت علي اليوم محسوب
يا صاحب الهمة العلياء خذ بيدي ... إني وحقك للأعداء مغلوب
يشفى لديغ الأفاعي من عزائمكم ... وعبدكم بأفاعي البعد ملسوب
حاشا لمجدك أن ترضى ببعد فتى ... له إلى بابكم بالذل تأويب
يا عترة المصطفى أنتم أكارم لا ... يخيب فيكم لدى الآمال مطلوب
إن تقبلوني على عيبي فيا شرفي ... فليس لي غيركم قصد ومرغوب
فأنعموا بقبولي واملؤوا قدحي ... من راحكم فهو للأرواح مصحوب
صلى الإله على المختار جدكمو ... ما فاح في الكون من ذكراكم الطيب
والآل والصحب ما نادى محبكمو ... قلبي إليكم بأيدي الشوق مجذوب
توفي رحمه الله في شهر ربيع الأول من عام ألف وثلاثمائة وخمسة وما بقي في البلد كبير ولا ولد حتى شيع جنازته، رحمة الله عليه آمين.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.
ملا حسن البزار
نقطة مدار الأدب، وكعبة طواف الأرب، والناهل من أعذب مناهل النظام، والآهل لأبدع النثر وألطف الكلام، طالما نظم ونثر، والفصاحة مقبلة عليه بوجهها الأغر، وقد أخذ من عقودها جواهر، وحلى بها جيد الأوراق والدفاتر، فمن تلك العقود البهية، والجواهر النفيسة السنية، قوله:
شجتني بذات البان ورق صوادح ... لهن بأعلى الربوتين هدير
تذكرن عيشاً بالحمى راق ظله ... فطابت عشيات بها وبكور
فنحن وما لي غيرهن على الأسى ... معين ولا لي غيرهن سمير
وبت ونار الشوق بين جوانحي ... تشب ودمع المقلتين غزير
خليلي ليس الحب ما تعرفانه ... ولا تحسبا أن الغرام يسير
وما هي إلا النار تسعر بالحشا ... لها كل آن لوعة وزفير
تحاربني الأشواق في معرك النوى ... ومالي عليها يا نديم نصير
فنومي وتسهيدي مقيم وراحل ... ودمعي وقلبي مطلق وأسير
نزلنا بسلع والأحبة باللوى ... وما بيننا غير النسيم سفير
تعللني منهم على البعد نفحة ... كما فاح من أردانهن عبير
وتعبث في لبي أحاديث ذكرهم ... كما عبثت بالشاربين خمور
هم أسعروا قلبي وقد سكنوا به ... ففيه لعمري جنة وسعير
وله أيضاً:
ألا لامني الأصحاب يوم سويقة ... وهل عرف الأحباب فيمن غراميا
غرامي بسلع يا هذيم وحاجر ... وإن كنت عن تلك الأماكن نائيا
وما أنا إلا عاشق، كل عاشق ... فلابد أن يلقى عذولاً ولاحيا
وما الدهر في أهليه إلا محكم ... ينائي قريباً أو يقرب نائيا
ولما شجاني ليلة الخيف بارق ... بكيت فأمسى ضاحكاً لبكائيا
وبت وخضراء الجناح بذي الغضا ... مجاوبة بالسجع مني القوافيا
وكم رمت كتمان الهوى فوشى به ... لدى البين دمع ليس ينفك جاريا
هل البعد إلا أن علا وجد دارهم ... ومنعرج الجرعاء يا سعد داريا
أم الوجد إلا أن أذوب صبابة ... وتدمي دموعي ما بكيت المآقيا
على أننا كنا وما بيننا سوى ... أجارع نعمان وما كنت راضيا
ألفت الهوى طفلاً فشابت عوارضي ... لعشرين من عمري فأين شبابيا
وحاربني من قبل خلع تمائمي ... زماني فما للنائبات وما ليا
ولست أبالي بعد هذا أكان لي ... عدواً مبيناً أم خليلاً مصافيا
وله أيضاً:
هذا الغرام وهذا من أحب معي ... فكيف لو بان عني الحب أو بعدا
وجد تحمل منه قلب عاشقه ... ما لم يدع عنده صبراً ولا جلدا
هذا ولا ذنب للأشواق في كبدي ... عيناي قد جلبت لي الوجد والكمدا
لم أنس وقفتنا يوماً بكاظمة ... والقلب يعتاده وجد بمن وجدا
والشوق يجري دموعي في معاهدها ... والدمع يذكي من الأشواق ما خمدا
والورق تسعدني يوماً وأسعدها ... والقلب يذكر بالجرعاء ما عهدا
والخل يعذلني فيه فيعذرني ... لما يرى أن لوم العاشقين سدى
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.