محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ابن موسى بن إبراهيم بن عبد العزيز بن إسحاق بن أحمد ابن أسد بن قاسم النّميري، المدعو بابن الحاج
يكنى أبا عمرو، وقد مرّ ذكر أخيه.
حاله: تولّى خطّة الإشراف بلوشة وأندرش ومالقة. وولّي النظر في مختص ألمريّة، والأعشار الرومية بغرناطة. وكان له خط حسن، وجودة كاملة، وحسن خلق، ووطأة أكناف تشهد له بجلالة قدره، ورفيع خطره. وضاهر في أعيان كالوزير أبي عبد الله بن أبي الحسن، فاضل، سريّ، متخلّق، حسن الضريبة، متميّز بخصال متعددة، من خطّ بديع، ونظم، ومشاركة في فنون، من طبّ وتعديل، وارتياض سماع، وذكر التاريخ. حجّ وجال في البلاد، ولقي جلّة. وتولّي بالمغرب خططا نبيهة علية. ثم كرّ إلى الأندلس عام ستين وسبعمائة، فأجرى من الاستعمال على رسمه.
ثم اقتضت له العناية السلطانية بإشارتي، أن يوجه في غرض الرسالة إلى تونس وصاحب مصر، لما تقدّم من مرانه على تلك البلاد، وجولاته في أقطارها، وتعرّفه بملوكها والجلّة من أهلها، فآب بعد أعوام، مشكور التصرّفات، جاريا على سنن الفضلاء، مضطلعا بالأحوال التي أسندت إليه من ذلك. فلم يزل معتنى به، مرشّحا إلى الخطط التي تطمح إليها نفس مثله، مسندا النّظر في زمام العسكر الغربي إلى ولده الذي يخلفه عند رحلته نائبا عنه، معزّزا ذلك بالمرتبات والإحسان، تولّاه الله وأعانه.
شعره: مدح السلطان، وأنشد له في المواليد النبوية. ورفع إلى السلطان بحضرتي هذه الأبيات: [البسيط]
مولاي، يا خير أعلام السلاطين ... ومن له الفضل في الدنيا وفي الدّين
ومن له سير ناهيك من سير ... وافت بأكرم تحسين وتحصين
شرّفت عبدك تشريفا له رتب ... فوق النجوم التي للأفق تعليني
وكان لي موعد مولاي أنجزه ... وزاد في العزّ بعد الرّتبة الدّون
والله ما الشّكر مني قاضيا وطري ... ولو أتيت به حينا على حين
ولا الثّناء موفّ حقّ أنعمه ... ولو ملأت به كل الدّواوين
لكن دعائي وحبّي قد رضيتهما ... كفاء أفعاله الغرّ الميامين
وعند عبدك إخلاص يواصله ... في خدمة لم يزل للخير تدنيني
وسوف أنصح كل النصح مغتنما ... رضى إمام له فضل يرجّيني
جوزيت عني أمير المسلمين بما ... ترضاه للملك من نصر وتمكين
وأنت أكرم من ساس الأنام ومن ... عمّ البلاد بتسكين وتهدين
ومن كمثل أبي عبد الإله إذا ... أضحى الفخار لنا رحب الميادين
محمد بن أبي الحجّاج خيرة من ... أهدي له مدحا بالسّعد يحظيني
وجه جميل وأفعال تناسبه ... ودولة دولة المأمون تنسيني
لا زال في السّعد والإسعاد ما سجعت ... ورق الحمام على قضب البساتين
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.