محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الخولاني
غرناطي، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالشّريشي .
حاله: من أهل التّصاون والحشمة والوقار، معرق في بيت الخيريّة والعفّة، وكان والده صاحبنا، رحمه الله، آية في الدّؤوب والصّبر على انتساخ الدّواوين العلمية والأجزاء، بحيث لا مظنّة معرفة أو حجرة طلب تخلو عن شيء من خطّه إلّا ما يقلّ، على سكون وعدالة وانقباض وصبر وقناعة. وأكتب للصّبيان في بعض أطواره، ونشأ ابنه المذكور ظاهر النّبل والخصوصيّة، مشاركا في فنون؛ من عربية وأدب وحساب وفريضة. وتصرّف في الشهادة المخزنيّة برهة، ثم نزع عنها انقيادا لداعي النّزاهة، وهو الآن بحاله الموصوفة.
شعره: وشعره من نمط الإجادة، فمن ذلك قوله : [السريع]
بي شادن أهيف مهما انثنى ... يحكي تثنّيه القضيب الرّطيب
ذو غرّة كالبدر قد أطلعت ... فوق قضيب نابت في كثيب
خضت حشا الظّلماء من حبّه ... أختلس الوصل حذار الرّقيب
فبتّ والوصل لنا ثالث ... يضمّنا ثوب عفاف قشيب
حتى إذا ما الليل ولّى وقد ... مالت نجوم الأفق نحو الغروب
ودّعته والقلب ذو لوعة ... أسبل من ماء جفوني غروب
فلست أدري حين ودّعته ... قلب بأضلاعي غدا أم قليب؟
ومن ذلك في النسيب : [السريع]
يا أجمل الناس ويا من غدت ... غرّته تمحو سنا الشمس
أنعم على عبدك يا مالكي ... دون اشتراء ومنى نفسي
بأن ترى وسطى لعقدي وأن ... تعيد ربعي كامل الأنس
فإن تفضّلت بما أرتجي ... أبقيتني في عالم الإنس
وإن تكن ترجعني خائبا ... فإنني أدرج في رمسي
وقال في فضل العلم : [السريع]
يا طالب العلم اجتهد إنه ... خير من التّالد والطّارف
فالعلم يذكو قدر إنفاقه ... والمال إن أنفقته تالف
وترقّى إلى هذا العهد بإشارتي إلى التي لا فوقها من تعليم ولد السلطان، والرّئاسة القرآنية بباب الإمارة، والإمامة بالمسجد الجامع من القلعة ، حميد الطريقة في ذلك كله، معروف الحق، تولّاه الله.
مولده: عام ثمانية عشر وسبعمائة.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.
الفقيه الكاتب معلم ولد السلطان، محمد بن محمد بن محمد الخولاني الشريشي، رحمه الله بمنه.
مجموع طلب، وحميد منقلب، ساعده الحظ بعد كدح، وأورى بعد اصلاد قدح، فأصبح ماليء الأعطان، مستحصد الأشطان، معلم ولد السلطان، وله في الأدب حصة نامية، وفي سمائه ربابها هامية ؛ فمن شعره في النسيب:
بي شادن أهيف مهما انثنى ... يحكي تثنيه القضيب الرطيب
ذو غرة كالبدر قد أطلعت ... فوق قضيب نابت في كثيب
خضت حشا الظلماء من حبه ... أختلس الوصل حذار الرقيب
فبت والوصل لنا ثالث ... يضمنا ثوب عفافٍ قشيب
حتى إذا ما الليل ولىّ وقد ... مالت نجوم الأفق نحو الغروب
ودعته والقلب ذو لوعةٍ ... أسبل من ماء جفوني غروب
فلست أدري حين ودعته ... قلب بأضلاعي غدا أم قليب وقال أيضاً:
يا أجمل الناس ويا من غدت ... غرته تمحو سنا الشمس
أنعم على عبدك يا مالكي ... دون اشتراء ومنى نفسي
بأن ترى وسطى لعقدي وأن ... تعيد ربعي كامل الأنس
فإن تفضلت بما أرتجي ... أبقيتني في عالم الإنس
وإن تكن ترجعني خائباً ... فإنني أدرج في رمسي وقال في فضل العلم:
يا طالب العلم اجتهد إنه ... خير من التالد والطارف
فالعلم يزكو قدر إنفاقه ... والمال إن أنفقته تالف
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.