يوسف ابن الأميري الشرفي يونس ابن الأميري الجمال يوسف ابن الأميري الناصر محمد بن مبارك الحلبي ثم الدمشقي الحنفي الشهير بابن المنقار .
كان له ذكاء مفرط ، و فضائل متنوعة ، ومعرفة تامة بأمور أهل الدنيا ، وشغف زائد بتواريخ الناس حتى ألف تاريخا صالحا، ثم بدا له وأزاله من البين حتى لم تتمتع به عين ولم يكن له أثر ولا عين ، وتنقل في الوظائف السنية في كلتا الدولتين الجر كسية والرومية ، فولتى في دولة الجراكسة كتابة السر ، و نظر الجيش ، ونظر القلعة بحلب ، و كذا ولي استدارية السلطان بها، إلا أنه تجمع عليه للخزائن الشريفة مال جزیل فورد الأمر السلطاني برفعه إلى قلعتها ليؤخذ منه المال ، وساء به الحال ، فصمم العزم على الفرار منها إلى الأبواب الشريفة ليصلح أمره بها بمشارفة من له بها من الأصحاب ففعل . فلما وصل إلى الأبواب الشريفة نصحه المقر المحبي ابن أجا كاتب الأسرار الشريفة بالممالك الإسلامية وصمم عليه ، وهو مختف عنده في ألا يقيم بهذه المملكة أصلا ،وأخبره أن السلطان و كان هو الغوري يومئذ كان قد عورض من جهتك ، وهو حاجب الحجاب بحلب في أمر فلاح كنت منعته من مطالبته بحق كان له عليه لكونه من فلاحي جهات السلطنة المتصرف أنت فيها ، فإن ظهرت له إذ ذاك ربما يوقع فيك أمرأ فانتصح وفر في البحر من القاهرة إلى القسطنطينية ، فبينما هو فيها إذ دعاه داع إلى مفتيها ، فدخل عليه فإذا هو صاحب له قديم كان صحبه من حلب إلى القاهرة في سفره قديمة للقاضي جمال الدين إليها ، رافقه هو فيها متوجها إلى الحج من طريق القاهرة ، وهو العلامة علاء الدين على الجمالي والد فضيل قاضي حلب فأكرم عند ذلك مثواه لأن القاضي جمال الدين من الأسخياء سفر و حضرأ، ثم صارت له بالقسطنطينية كل يوم خمسون درهم عثمانيا من الخزائن الشريفة العثمانية البايزيدية فمكث بها مدة تزيد على ست عشرة سنة .
توفي في دمشق سنة ثلاث وأربعين وتسع مئة .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).
يوسف بن المنقار: يوسف بن يونس بن يوسف القاضي جمال الدين بن المنقار الحلبي الأصل، الدمشقي، الصالحي. قطن الصالحية، وولي قضاء صفد، ثم خاربوط، ولم يذهب إليها، وولي نظر الماردانية، والعزية بالشرف الأعلى، وأثبت أنه من ذرية واقفيها، ثم لما توفي نازع ولديه في المعزية يحيى بن كريم الدين، وأثبت أنه من ذرية واقفها، قال ابن طولون: وقد ذكر الطرسوسي في أنفع الوسائل أن ذرية هذا الواقف انقرضت، وولي المذكور نظر البيمارستان القيمري وغيره، ثم أثبت أنه منسوب إلى الخلفاء العباسيين، ومدحه الشيخ أبي الفتح المالكي، وتعرض لذلك في أبياته، وأصله بيت قاضي القضاة ابن الكشك، وتوفي سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة.
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -
يُوسُف الْجمال بن المنقار الْحلَبِي. بَاشر كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها والقلعة والبيمارستان والأستادارية فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ صرف عَنْهَا وَذكر لي بمزيد ذكاء.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي.