محمد بن محمد بن عبد الله بن مقاتل أبي بكر
تاريخ الوفاة | 739 هـ |
مكان الوفاة | المرية - الأندلس |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن محمد بن عبد الله بن مقاتل
من أهل مالقة، يكنى أبا بكر.
حاله: من كتاب الإكليل: نابغة مالقية، وخلف وبقيّة، ومغربي الوطن، أخلاقه مشرقيّة. أزمع الرحيل إلى المشرق، مع اخضرار العود وسواد المفرق ، فلمّا توسّطت السفينة اللّجج، وقارعت الثّبج ، مال عليها البحر فسقاها كأس الحمام، وأولدها قبل التمام، وكان فيمن اشتملت عليه أعوادها، وانضمّ على نوره سوادها، جملة من الطلبة والأدباء، وأبناء السراة الحسباء، أصبح كلّ منهم مطيعا، لداعي الرّدى وسميعا، وأحيوا فرادى وماتوا جميعا، فأجروا الدموع حزنا، وأرسلوا العبرات عليهم مزنا. وكأنّ البحر لمّا طمس سبل خلاصهم وسدّها، وأحال هضبة سفينتهم وهدّها، غار على نفوسهم النّفيسة واستردها . والفقيه أبو بكر مع إكثاره، وانقياد نظامه ونثاره، لم أظفر من أدبه إلّا بالقليل التافه، بعد وداعه وانصرافه.
فمن ذلك قوله وقد أبصر فتى عاثرا : [الكامل]
ومهفهف هافي المعاطف أحور ... فضحت أشعّة نوره الأقمارا
زلّت له قدم فأصبح عاثرا ... بين الأنام لعا لذاك عثارا
لو كنت أعلم ما يكون فرشت في ... ذاك المكان الخدّ والأشفارا
وقال متغزّلا : [الطويل]
أيا لبني الرّفاء تنضي ظباؤهم ... جفون ظباهم والفؤاد كليم
لقد قطّع الأحشاء منهم مهفهف ... له التّبر خدّ واللّجين أديم
يسدّد إذ يرمي قسيّ حواجب ... وأسهمها من مقلتيه تسوم
وتسقمني عيناه وهي سقيمة ... ومن عجب سقم جناه سقيم
ويذبل جسمي في هواه صبابة ... وفي وصله للعاشقين نعيم
وفاته: توفي في حدود أخريات عام تسعة وثلاثين وسبعمائة غريقا بأحواز الغبطة من ساحل ألمريّة.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.