بنية بن قرينس الجربا الطائي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1231 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف

نبذة

بنية بن قرينس الجربا الطائي من بني طي قوم حاتم الطائي الجواد المشهور، والكريم الذي هو بأنواع الكرم مذكور، الذي يضرب به المثل، وكان لقاصده فوق ما يتعلق به الأمل، نقل الشيخ عثمان بن سند البصري بأن بنية بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء التحتية وهاء التأنيث وهو من رجال العرب وكرمائها، وله كعمه فارس عند الوزير علي باشا أبهة عظيمة، وصدارة وتقديم. وأما شجاعته فكان يحاكي بها فارس النعامة، وأما كرمه فكان يحاكي به البحر الخضم

الترجمة

بنية بن قرينس الجربا الطائي من بني طي قوم حاتم الطائي الجواد المشهور، والكريم الذي هو بأنواع الكرم مذكور، الذي يضرب به المثل، وكان لقاصده فوق ما يتعلق به الأمل، نقل الشيخ عثمان بن سند البصري بأن بنية بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء التحتية وهاء التأنيث وهو من رجال العرب وكرمائها، وله كعمه فارس عند الوزير علي باشا أبهة عظيمة، وصدارة وتقديم. وأما شجاعته فكان يحاكي بها فارس النعامة، وأما كرمه فكان يحاكي به البحر الخضم، وأما منع الجار وحمايته من كل مكروه، ومساعدته على كل مطلوب، ورعاية جانبه بكل مرام، فهو في الذروة العليا منه والناس يحذون حذوه، كأنه قال فيه الشاعر، يصفه ببعض ما فيه من المفاخر:
لقد علمت نسوان همدان أنني ... لهن غداة الروع غير خذول
وأبذل في الهيجاء وجهي وإنني ... له في سوى الهيجاء غير بذول
وأما غض الطرف عن جاراته فكأنه فيه البنت العذراء من الحياء، وكان لسان حاله لدى كل داهية دهماء، أو واقعة عظيمة، ينشد قول السموأل بن عادياء:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا ... شباب تسامى للعلا وكهول
وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل
لنا جبل يحتله من نجيره ... منيع يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا يزال طويل
وإنا أناس لا نرى القتل سبة ... إذا ما رأته عامر وسلول
يقرب حب الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منا سيد حتف أنفه ... ولا ضل منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليست على غير الظبات تسيل
ونحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام ولا فينا يعد بخيل
وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول
إذا سيد منا خلا قام سيد ... قؤول بما قال الكرام فعول
وما خمدت نار لنا دون طارق ... ولا ذمنا في النازلين نزيل

وأيامنا مشهورة في عدونا ... لها غرر مشهورة وحجول
وأسيافنا في كل شرق ومغرب ... بها من قراع الدارعين فلول
معودة أن لا تسل نصالها ... فتغمد حتى يستباح قتيل
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول
فإنا بني الريان قطب لقومهم ... تدور رحاهم حولهم وتجول
ونسب هذا المترجم من أشراف قبيلة طي قبيلة حاتم بن عبد الله الطائي، وليعلم أن المترجم عبر من الجزيرة لغرب الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا، لما بين عمه فارس وآل عبيد الحميريين من الضغائن، لاسيما أميرهم قاسم بن محمد بن عبد الله بن شاوي الحميري، وكان سعيد باشا ولى زمام أموره إليه، فلأجل ما بينن فارس وقاسم المذكورين من الضغائن لم يستقر المترجم في الجزيرة، فنزل بعشيرته على خزاعة في تلك السنة ليكتال، وكان بين الدريعي العنزي الرويلي وبينه ضغائن، فاقتفى الدريعي أثر بنية ونزل قريباً منه، وأرسل إلى حمود بن ثامر، فاستنفره لأنه صديق الدريعي، فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي، وخرج عسكر الوزير سعيد باشا وكبيرهم قاسم بن شاوي، ومعه عفاريت عقيل النجديون، وهم من عسكر الوزير إذ ذاك، لمساعدة من يحارب بنية، فقامت الحرب على ساق، وبنية يكر على الفرسان كأنه الأسد، فبينما هو يطرد بفرسه إذ جاءته رصاصة كانت فيها منيته فحز رأسه وأتي به إلى وزير بغداد سعيد باشا بن سليمان باشا، وذلك سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.