مصطفى زين الدين الحمصي

تاريخ الولادة1248 هـ
تاريخ الوفاة1319 هـ
العمر71 سنة
مكان الولادةحمص - سوريا
مكان الوفاةحمص - سوريا
أماكن الإقامة
  • الحجاز - الحجاز
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • استانبول - تركيا
  • حمص - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

مصطفى زين الدين الحمصي: شاعر، من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت. وسافر إلى الآستانة والحجاز ومصر. شعره رقيق في الغزل والمدائح النبويّة

الترجمة

مصطفى زين الدين الحمصي:
شاعر، من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت. وسافر إلى الآستانة والحجاز ومصر. شعره رقيق في الغزل والمدائح النبويّة.
وإنما اشتهر بمعارضاته لمعاصره الهلالي (محمد بن هلال) وكان كلما نظم الهلالي قصيدة أو موشحا في مدح أحد الولاة أو الأعيان عارضه صاحب الترجمة بقافيته ووزنه وأكثر ألفاظه، وجعله في وصف الطعام، حتى عرف بالجوعان. وجمعت معارضاته هذه في كتاب (تذكرة الغافل عن استحضار المآكل - ط) .

-الاعلام للزركلي-

 

الشيخ مصطفى زين الدين الحمصي صاحب معارضات الشيخ هلال
لقد ترجمه الإمام الأديب، والهمام اللبيب، محمد خالد أفندي جلبي الحمصي بقوله: أديب فريد، وشاعر مجيد، كان رحمه الله أديباً عاقلاً فاضلاً، فطناً ذكياً ودوداً صالحاً ورعاً تقياً، ولد بحمص وبها نشأ، ولما كبر وشب حفظ القرآن وتعلم الخط والحساب، ثم تعلق على العلوم فأخذ بقسم وافر من كل منها، وقرأ كثيراً من كتب الأدب والتواريخ، وطالع أكثر دواوين الشعراء وأقوال البلغاء، فحفظ منها في مدة يسيرة ما يعجز عن حفظه غيره في أعوام كثيرة، وكان مع ذلك قد منح حسن الصوت وجودة الحفظ، فتعلق على العلوم الموسيقية فبرع بها، وأحبه أعيان البلدة وأكابرها، فكان سمير العلماء ونديم الشعراء والبلغاء، ثم زادت شهرته وبعد صيته وتولع به الخاصة والعامة، فاعتنقه الشيخ الفاضل والمرشد الكامل، أبي النصر بن الولي العارف بالله الشيخ عمر اليافي، صاحب المنظومات الدرية والقدود البهية الموسومة في البكرية، فنزل عنده منزلة عظيمة، وحلت عليه أنظاره الكريمة، ثم رحل مع الشيخ المذكور وتخرج بصحبته، وصار منشد ذكره وحضرته، فسافر معه إلى الاستانة العلية، ونزلا عند عبد الله باشا أحد وزراء الدولة العثمانية، وذلك في زمن السلطان ساكن الجنان السلطان عبد العزيز بن السلطان محمود خان تغمدهما الله بالرحمة والرضوان، فحصل لهما الإقبال التام، ووجهت على الشيخ مصطفى رتبة روس إيبك بواسطة الباشا المذكور، وانتظمت له الأمور، وأحبه عبد الله باشا فحبسه عن المسير، ونال منه الخير الكثير، ثم سافر معه إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، وأقام عنده مدة طويلة بمزيد الإنعام، ورجع بعد ما طاف البلاد المصرية.
فرأى في تلك المدة بدور المنظومات الهلالية طالعة، وأنوارها لامعة، والناس منها بين إعجاب وإطراب، وإطناب وإسهاب، فأخذ في معارضته، وشمر إلى مبارزته، ولكن تركه في واد وسلك في واد آخر، وعن تلك الخطة رجع والقدور، إلى غير ذلك مما ستقف على معانيه، وتتأمل رصانة مبانيه، من المنظومات الفائقة، والأدوار الرائقة، والكلام الذي فاق بسلاسته وعذوبته كل كلام في هذا الباب، وأعجز فحول الشعراء عن مضاهاته وحير منهم الألباب، حتى قال قائلهم ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا لشيء عجاب! ومن ثمة أوغر عليه صدر الهلالي حنقاً، وازداد تضجراً وقلقاً، تأسفاً على إهمال نظمه الذي فاق الدر المنثور، ونبذه خلف الظهور، وتوله الناس بما يعارضه به الشيخ المذكور، على أن الشيخ مصطفى لم يكن مقصوراً على النظم في المآكل، إنما كان يأتي بذلك على سبيل التفكه والمداعبة. وكان له نظم جيد رقيق، والذي يدعوه أيضاً لسلوك هذه الخطط واقتفاء تلك الرسوم، كثرة ولعه في حب المآكل واللحوم، فإنه كان رحمه الله تعالى أكولاً عظيماً، وقد قيل من أحب شيئاً أكثر من ذكره، وسوف نأتي على نبذ من مهمات أمره، مع ما فيه، فإنه كان رحمه الله مسامراً نديماً حافظاً، إذا جالسك يملأك نكات وأخبارا، وملحاً وآثارا.
توفي رحمه الله تعالى عام ألف وثلاثمائة وتسعة عشر إثر نزلة صدرية، لم تنجع فيها حيل المطببين، وله من العمر ما ينوف على السبعين، وكانت موتته على هيئة تشعر بحسن الختام، والفوز بدار السلام، وذلك حيث كان رحمه الله تعالى رحمة واسعة في نهاية مرضه وقد أصبح يوم الجمعة، حتى إذا كان قبيل الصلاة رأى في نفسه خفة وراحة فطلب ماء ليتوضأ معولاً على النزول إلى الجامع، وكان قريباً لبيته، ولما أتي له بالماء توضأ محسناً للوضوء، وحيث أتم أمر بفرش مصلاه، وشرع في صلاة سنة الجمعة قبل المسير، فقبض قبل التشهد في السجود الأخير، ودفن في عصر ذلك اليوم، وكان له مشهد عظيم مشى في جنازته أكابر البلدة وأعيانها. وقد أرخ موته العلامة المحقق والحبر المدقق، نخبة الفضلاء الكرام وعمدة العلماء الأعلام، أتاسي زاده السيد خالد أفندي مفتي حمص الأسبق، قائلاً - وقد رقم على القبر:
هذا الضريح لمصطفى ... مداح خير المرسلين
من لابن زين الدين يع ... زى نسبة في العالمين
لبى المهيمن ساجداً ... لما رأى عين اليقين
العفو أرخ واقر ... ولنعم دار المتقين
ومن نظمه البديع الرقيق مطرزاً باسم رفيق:
رماني بسهم من لحاظ فواتك ... غزال له دانت أسود المعارك
فما البدر يحكيه ولا الغصن إن بدا ... أو اختال في ثوب البها في مسالك
يلذ لي التعذيب في حب من غدا ... وأصبح من دون البرية مالكي
فليت الكرى لما شواني بحبه ... أراقب زهر الليل ضمن الحيالك
ومن كلام الشيخ هلال موشح لازمه:
بالله يا باهي الشيم ... رفقاً بولهان
ما شاقه ذكر العلم ... لولاك والبان
أظهرت سري المكتتم ... ما بين دمعي والسقم
في لوحه خط القلم ... إن الهوى حكم حكم
دور
بدر منير أم ملك ... أم أنت إنسان
ما خاب راج أمّ لك ... بالقرب إحسان

كم من جهول أمّ لك ... نال الشقا مع من هلك
سبحان من قد كملك ... في كل حسن تم لك
دور
أهوى الجمال المطلقا ... أيان ما كان
إذ مذهبي أن أعشقا ... حوراً وولدان
أدهشتني عند اللقا ... يا بدر حسن مشرقا
يدري بذا من حققا ... إن القنا عين البقا
دور
وا لوعتي من علما ... غزلان نعمان
عن حبهم منع اللمى ... ظلماً وعدوان
يا تاركين المغرما ... في حبهم يبكي دما
سكران من حر الظما ... يبغي السراب الأوهما
دور
سكرى لدى محو الأثر ... للدن أدنان
حيث المعاني والصور ... راح وريحان
كالشمس في روض القمر ... تجري لأبهى مستقر
طور على طور انجبر ... من لن تراني قد ظهر
وقال المترجم في معارضته:
بالله يا شاوي اللحم ... قدم لجوعان
ما همه غير اللقم ... يملي لجسمان
أحييتني بعد العدم ... خاروف محشي محترم
ويا صديرا قد ألم ... كنافة تبري السقم
دور

رز دفين مأكلك ... أم لحم خرفان
ما جاع بطن لذّ لك ... بطول أزمان
سبحان من قد دعبلك ... يا ضلع محشي يا ملك
ما أسمنك ما أسمنك ... ما أدهنك ما أدهنك
دور
أكل المحاشي مطلقا ... شفاء أبدان
إذ مذهبي إن أشرقا ... سمناً وأدهان
قد هاش بطني مذلقا ... قطايفاً وقيمقا
بالله كسر فستقا ... وأحشي بها المفرقا
دور
ما آن أحظى بالكما ... بالله ما آن
علي بها أن أصدما ... مع لحمة الضان
لا سيما لا سيما ... رز لديه قدما
والسمن فيها عوما ... فابلع وكبر لقما
دور
قلبي على كشك الفقر ... لا زال ولهان
إذ تحته ذاك الزفر ... من كل ألوان
فاصرف أخي للنظر ... عن غير أكل مفتخر
ما اللفت عندي والجزر ... إلا غذاء للبقر
ومن كلام الشيخ هلال من الموشح
قلبي كووا عزا حووا ... وعلى العرش من الحسن استووا
دور
دار من تهوى ودع في كل دار ... مدع في الحب جهلا غير دار

فالهوى كأس على العشاق دار ... فيه من فازوا وفيه من هووا
دور
ليت شعري من لقلبي أمرضوا ... هم إلى الآن غضاب أم رضوا
غرضي هم أعرضوا أم أغرضوا ... بالتجني أم على قتلي نووا
دور
آه من نار جفاهم والصدود ... بعد جنات وقاهم بالعهود
يا ترى عيشي بهم يوماً يعود ... بعد ما أغصانه الخضر زووا
وقال المترجم معارضاً له:
لحماً شووا خبزاً طووا بيضاُ قلوا ... وعلى السمن القباوات استووا
دور
مذ رآني شيخنا المغشي جار ... راح للمحشي وبالكوسى استجار
أيها القطر انعقد مذ أنت جار ... لصدور للكنافات حووا
دور
أيها الأخوان للأكل انهضوا ... وذروا الجوع وعنه أعرضوا
وعلى الخاروف بالكف اقبضوا ... بأصابيع على الصحن هووا
دور
لحمة الضان شفاء للكبود ... ليس كالملفوف نفاخ الجلود
وكذا البيرق الزاكي الجدود ... من كرام الكرم عنه قد رووا
وللشيخ هلال موشح صبا
بدت لنا في كالع الإسعاد ... يمحو سناها الليل
شمس على غصن رطيب نادي ... تزهو بجر الذيل
أخا الأشجان ... دع الأحزان
وساقينا لنا قد آن ... منه الوفا بالكيل
ويا أغصان على كثبانأجيبوا داعي الألحانبالميل كل الميل

دور
لم أنس مسراها بلا ميعادي ... في غفلة الحراس
وقولها برقة الإنشاد ... بشراك زال الباس
عبير فاح هزاز صاحونادى قم بنا يا صاحللأنس والإيناس
ونجم لاح بشمس الراحوقد أهدت لنا الأفراحوللعذول الويل
دور
ريح الصبا من حي ذاك الوادي ... زر، ربة الأستار
بنت الخبا ذات الجمال البادي ... فضاحة الأقمار
فلو يا خال نظرت الخال ... وشعرا مد للخلخال
سلاسل الأقدارودرا حال بثغر حالفتاة طرفها بالحال
تردي غزاة الخيل
وللمترجم معارضاً له
الجسم لا يقوى بغير الزاد ... ولا يشد الحيل
ولحمة الخاروف لحم نادي ... والدهن منه سيل
أنا الزحان بالأسنانلكل الأكل يا إخوانللجوع مالي ميل
ولي مصران في جسماندواماً لم يزل ملآنفي يومه والليل
دور
خاروفنا المحشي عن الأكباد ... حقاً يزيل الباس
وقرعنا اليقطين ذو الإمداد ... طابت به الأنفاس
ودهن ساح بلحم راح ... يقيت الجسم والأرواح
بالرز والقلقاس ... وعطر فاح بالتفاح
وكفي لم يزل مساح ... للتمر عندي كيل
دور
باليبرق عج طيب الأجداد ... إن منك جوع ثار

وشيخنا المغشي مروي الصادي ... من سمنه المدرار
إذا ما انسال كسيل سال ... رحيق منه كالسلسال
تجلى به الأكدار ... ورز غال بسمن عال
عليه اللحم لما انهال ... يحكي ظلام الليل
وللشيخ هلال رحمه الله موشح
روح صب ولهان ... حور بين الولدان
والشادي يدعو الساقي ... يا سلطان الندمان
لاحت من خلف الأستار ... شمس تزري بالأقمار
لو حلت شهب الأزرار ... عن صدرها النوراني
ما هند لكن حسنى ... ذات الأوصاف الحسنى
ما أسنى منها الحسنى ... مقروناً بالإحسان
دور
قلت رفقاً بالمهجات ... قالت عن عجب هيهات
كم من جنات الوجنات ... أكباد في النيران
دور
من لي بالظبي الأغيد ... ذي القد الزاهي الأملد
ما أحلاه بعد الصد ... إذ حياني أحياني
دور
وحد مولى قد ولاه ... قلباً لم يبرح يهواه
بدر عوزت مجلاه ... بسم الله الرحمن
وللمترجم رحمه الله معارضاً له:
من لحم الزاهي الضان ... قدم محشيّ الخرفان
وأدر لي يا ساقي ... كأساً من الأدهان

دور
جاءتنا من بيت النار ... كبة تجلو الأكدار
والسمن منها مدرار ... يطفو فوق الصواني
دور
ما لذي الجوع المضنى ... غير ذي الدهن الأسنى
شيخنا المغشي يعنى ... في أول الألوان
دور
قلبي لتلك الفتات ... كم به قامت حسرات
فابعدوا صحن الكرات ... يا صحبي عن أعياني
دور
من لي وافى بعد الصد ... اليبرق الزاكي الجد
منه أكلي بلا عد ... لا يكفيني الألفان
دور
جل مولى قد أعطاه ... طولاً في أصل مبناه
قرع لو يحشى ناداه ... كفى أسرع القاني
وللشيخ هلال موشح:
ما أسعد الصبحية ... بالطلعة البدرية
والشمس منها تجري ... كواكب درية
دور
عن ذي الجمال السامي ... لم تلمني لوامي
لا والعذار اللامي ... والطرة السنية
دور
من لي به من أغيد ... ريم يصيد الأصيد
حلو التثني مفرد ... ذو قامة خطية

دور
وافى مدير الخمر ... والخد الزاهي الزهري
فانهض لشم العطر ... من وردة جورية
دور
إن لم تعدني عدني ... فالشوق داء مضني
يا يوسفي الحسن ... أحزاني يعقوبية
دور
للحان والألحان ... والراح والريحان
هي أخا الأشجان ... نسكر مع الجمعية
دور
إن كنت بالأفراح ... ماحي دجى الأتراح
فاشرب عجوز الراح ... من راحة الصبية
وقال المترجم من الموشح معارضاً:
عقولنا مسبية ... بالكبة الصينية
والسمن منها يجري ... سحائب سخية
دور
شوقي نما للبامي ... إذ غاصت بالألحام
والدهن منها طامي ... مشارب هنية
دور
سبحان من قد أوجد ... يبرقنا الزاكي الجد
على نعماه يحمد ... بكرة وعشية
دور
بصماء ضمن الصدر ... قد كللت بالقطر
حمرا سناها يزري ... بالأنجم الزربة

دور
قد لذ لي بالجبن ... قطائف لو تدني
عليها أمسى بطني ... ذا نعمة شجيه
دور
لموسم الخرفان ... ما زلت كالولهان
نعم به تلقاني ... ذا همة عليه
دور
أدر لي كاس الراح ... من دهنه السياح
فقد نفت أتراحي ... نفحاته العطريه
وللشيخ هلال موشح
بادر فنور الراح في الأقداح ... قد لاح كالأرواح بالأشباح
دور
فهي المداما كم برت أسقاما ... كفوا الملاما معشر النصاح
دور
فاشرب زلالا لا تخف إزلالا ... والكأس لالا سقط زند الراح
دور
كانت وجرمي قبل خلق الكرم ... بالشهب ترمي مارد الأتراح
دور
يسعى بها من للبرايا افتن ... إن ماس يطعن طعنة الأرماح
وقال المترجم
أدر كؤوس القطر بالأقداح ... فالصدر وافى وانجلت أتراحي
دور
بصما إذا ما القطر فيها عاما ... فلا ملاما شربه كالراح

جبن تلالا في حشاها جالا ... والسمن سالا منعش الأرواح
دور
لو كان قسمي صدرها بل رسمي ... لكان جسمي يزهو كالمصباح
دور
حيا وقد رن والحشا له حن ... ما السلوى ما المن كسمنه الفواح
وللشيخ هلال موشح:
نبه الندمان صاح ... إن داعي الأنس صاح
حيث من أيدي الملاح ... لاح نور الكاس لاح
سيما والغيم يسجم ... دمعه فوق البطاح
ورياض الزهر يبسم ... عن ثغور من أقاح
دور
كوكب الحسن أدارا ... في الدجى شمس النهار
طور خديه أنارا ... منه لي نور ونار
دور
يا كليم العشق كلم ... عاذلي ما العشق عار
فالهوى العذري يعلم ... أهله خلع العذار
وقال المترجم:
قدم الخرفان ناحي ... إن داعي البطن ناح
حيث من لحم الأضاحي ... راح هم الجوع راح
دور
سيما والدهن يصدم ... شربه يشفي الجراح
وكماج الخاص يؤدم ... مع قبوات ملاح

دور
منسف الرز أنارا ... بسناه الاعتكار
وعليه السمن دارا ... فانتشق شم البهار
دور
وعلى المحشي فدمدم ... صاح واخلع للعذار
وإلى الكبة قدم ... قد سبتنا باحمرار
وللهلالي مهنئاً بقدوم والي سوريا أحمد جودت باشا:
صادح الأفراح بالأفصاح صاح ... إذ محا الظلماء مصباح الصباح
ولأرباب التهاني والصفا ... فتح الفتاح أبياب النجاح
بقدوم النير الأعلا الذي ... منه سورية حياها الفلاح
وحماة الشام أضحت تنجلي ... كعروس ذات عقد ووشاح
بوزير الوزراء المجتبى ... آصف الهمة الشاكي السلاح
أحمد الشان العظيم الجد في ... جودة الكف لمن منه استماح
لسن من كأس لفظ مسكر ... بمعان هي للأراوح راح
علم العلم بصيت صوته ... ما على الصابي إليه من جناح
ببديع وبيان في صفا ... خمرة قد مزج السحر المباح
فهلموا يا ذوي الحزم فقد ... جاء أمر الجد وانزاح المزاح
ولسان البشر نادى أرخوا ... في حماة الشام بدر الحق لاح
وقال المترجم:
ساح دهن اللحم فوق النار ساح ... أي راح أي عطر حين فاح
وعن القوم المعازيم الأولى ... أولموا قد راح هم الجوع راح
بقدوم الكبش ذو القرنين من ... لفساد البطن لقياه صلاح
وبه السفرة صاحي أسفرت ... إذ من الإلية لاح النور لاح
بعظيم بارك كالزق في ... جوفه رز ولحم مستباح

أحمر الأجناب إذ بالسمن جا ... روا عليه لا ولم يخشوا جناح
كلما الأيدي أزالت قطعة ... فج منها نشأة تبري الرياح
ليت شعري من بهارات ذكت ... تلك أو من حيث مرعاه الشياح
نشأتي من كأس دهن منه لي ... قد سلا الساقي ولا من كاس راح
لو بأكلي أمزج القطعة من ... لية مع هبرة هلا مباح
لو رآه صاحب التقشيف و ... الزهد قال اليوم عنه لا براح
وللشيخ هلال:
ربح المتاجر لاكتساب معالي ... حسن الثناء على جميل خصال
للفضل أهل لا يقوم بغيرهم ... بيت سوى أهليه فيه خالي
يا خاطب العلياء جد فإنها ... حسناء ذات تمنع ودلال
فمن الورى ما هم حلا للمجد من ... شنف ومن عقد ومن خلخال
ما الليث إلا من حمى الغابات لا ... من يحتمي بعرينة ودحال
عقد به الخود المليحة جيدها ... حال وعقد بالمليحة حالي
بشرى لمحكمة التجارة والهنا ... ء لها بصارم عضبها الفصال
إلى آخر القصيدة كما هي مذكورة في ديوانه رحمه الله تعالى.
وللمترجم رحمه الله:
أكل المحاشي صنعتي وفعالي ... والرز لي فيه وسيع مجال
للأكل أهل لا يجاوز غيرهم ... أيديهم فيه كما الفصال
يا طابخ الضلع السمين أما ترى ... جوعي ومخمصتي وسيئة حالي
أنعم به ولك الثواب فإنه ... لا شك يكفيني أنا وعيالي
ما العشق إلا أن تهيم بكبة ... حمراء تهدا لا بذات حجال
والليث من صدم الموائد بل جثا ... متربعاً لا مبتغي لنزال
والقرن من بالكف يقبض رقبة ... الخاروف لا من يردي للأقيال

دعني ومن ألحان شاد مطرب ... طربي بوصف الأكل والأشكال
والعود أن تضرب به فيسؤني ... وعلى الطناجر أن نقرت حلالي
ما رنة القانون أبغي إنما ... أبغي لرنة صدرنا المتلالي
وكذاك قعقعة المعالق فوقه ... وكذا الصحون بصنعة الأكال
وتلذذي بتعدد الألوان مع ... سلطاتها وكذلك الأبقال
وتغزلي بسوى الكنافة لم يكن ... لا بالصبي وربة الخلخال

حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.