خالد معلا الأحمدي (1373 - 1409 هـ- 1953 - 1989 م)
الشاب المجاهد الشهيد.
تخرّج في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1407 هـ. وكان يعمل في قسم الكمبيوتر بشركة بترومين قبل سفره إلى الجهاد في أفغانستان. وذهب عدة بعثات دراسية إلى لندن والولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول والده في ذكرياته مع ابنه: إنه في العامين الأخيرين قبل وفاته تفرغ للقراءات الدينية، وقبلها بعام استأجر محلا بجوار الحرم المكي الشريف، حيث كان يذهب إليه بعد انتهاء دوامه في العمل بجدة، وفي العشر الأواخر من رمضان اعتكف بالحرم المكي، وبعد ذلك أدّى 6 عمرات وجاء ليعلن رغبته في السفر للمرة الثانية للجهاد في أفغانستان، وكان قد سافر قبل ذلك وأخذ معه أسرته، حيث تولت زوجته في بشاور التدريس لأبناء المجاهدين.
ويستطرد الأب قائلا: أنا عارضت ذهابه إلى أفغانستان من أجل أطفاله فقط. قلت له: لو لم تكن متزوجا لرحبت، فكلنا نحب الجهاد لأنه إعلاء لكلمة الله .. ولكنه رد عليّ قائلا: يا أبي، الله ورسوله أحب إليّ من أي شيء آخر، أما أطفالي فلهم ربّ يتولاهم .. ثم أنت وأمي وأمهم تبذلون ما تستطيعون، وإذا لم أستشهد في أفغانستان سأستشهد إن شاء الله في فلسطين.
وعن كيفية استشهاده يقول الدكتور عبد الله عزام أمير المجاهدين العرب بأفغانستان: بينما كانت المعركة محتدمة في جلال آباد، انهال على مجموعة المجاهدين المهاجمة وابل من الرصاص، فسقطت قذيفة بينه وبين شاب من بيت المطوع في السعودية يدعونه باسم «أبو الدرداء» وعند ما انفجرت القذيفة أصابت شظية منها نحر «أبو الدرداء» فسقط شهيدا في الحال، أما خالد فأصابته شظية في رأسه، وشظية كبيرة في بطنه، وشظية كبيرة في عضده.
برغم ذلك كانت حالته جيدة كأنه لم يصب بشيء. حمله شخص لبناني يكنى «أبو عائشة» كان يدرس الهندسة في أمريكا وجاء مع خالد للجهاد.
خاطر بنفسه وحمله على كتفه وسط القذائف المنهمرة كالمطر عليهما.
في الطريق قال له خالد: أريد أن أشرب .. فقال له «أبو عائشة»: نحن على مسافة قريبة من النهر، وسنصل إليه لتشرب إن شاء الله. وقبل أن يصلا إلى النهر فاضت روحه الطاهرة.
وكانت وصيته: أوصيكم بتقوى الله فإنها جماع الأمر كله وأوصيكم باتباع منهج المصطفى صلّى الله عليه وسلم والسير على خطاه. والله، والله، والله، لقد عرفنا عزة الإسلام حينما جئنا إلى أرض المسلمين المؤمنين .. أرض أفغانستان الطاهرة. لقد آمنا بالجهاد والقتال في سبيل الله حينما جئنا لأداء هذه الفريضة التي غفل عنها المسلمون إلا من رحم ربي.
ونرى اليوم حالنا وما أصابنا من خنوع وذل .. ولقد صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلم حينما قال: «وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا» والله لقد شبع أعداؤنا كلاما وشجبا وتنديدا واستنكارا، ولن يكسر شوكتهم إلا الجهاد لاسترداد العزة، ولن تقوم لنا قائمة إلا بهذا العطاء ألا وهو الجهاد.
ثم أوصى زوجته أن يربي الأولاد تربية إسلامية، وأن تدخل بدر وعهود وخلود مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
تتمة الأعلام للزركلي [وفيات (1396 - 1415 هـ) -يليه المستدرك الأول والثاني-محمد خير رمضان يوسف.