جمال الدين قبلان (1345 - 1415 هـ- 1926 - 1995 م)
داعية إسلامي.
ولد في قرية دينغيز، قضاء أسبير، في محافظة أرضروم التركية. وتلقى علوم الإسلام وتعلم اللغة العربية في طفولته من أبيه الذي كان عالما. وتابع دراسته في كلية العلوم بأنقرة، وتخرج فيها عام 1386 هـ.
عمل مفتشا في «رئاسة الشئون الدينية» التي تتولى شؤون المسلمين في تركيا، ثم عين مديرا للشئون الخاصة فيها، وعمل مفتيا لأضنة حتى عام 1401 هـ، عند ما تقدم باستقالته ليتفرغ للتعاون مع زعيم حزب السلامة الوطني نجم الدين أربكان، وعمل في هذه الدعوة بألمانيا خاصة.
وكان عام 1403 هـ محطة فاصلة في مسيرته، إذ قام بزيارة لإيران تلبية لدعوة من آية الله الخميني، وإثر الزيارة أعلن انفصاله عن النظرة الوطنية التي يمثلها أربكان، منصرفا إلى الدعوة إلى إقامة دولة إسلامية في تركيا، الأمر الذي عرضه لنزع جنسيته التركية في 11 تموز (يوليو) 1984 م.
وغير اسم عائلته من قبلان (أي النمر) إلى خوجاأوغلو. ونال اللجوء السياسي في ألمانيا، وبدأ شن حملة مكثفة على تركيا والأتاتوركية، الأمر الذي أطلق عليه في أجهزة الإعلام التركية «الصوت الأسود».
وأسس «اتحاد الجمعيات والجماعات الإسلامية» عام 1405 هـ، وانضم إليه أكثر من 80% من أنصار أربكان، وأعلن في عام 1407 هـ تأسيس «دولة الأناضول الإسلامية الفيدرالية» منصبا نفسه خليفة لها، وأعلن افتتاح أول «سفارة» لها في برلين.
لكن تقلص نفوذه بعد ذلك لنجاح أربكان في إعادة «النظرة الوطنية» في ألمانيا وأوروبا، وإعاقة نشاط أتباعه.
وكان يدعو إلى تحقيق ثورة إسلامية في تركيا على غرار الثورة الإيرانية تحت زعامة «الإمام» أي قبلان نفسه.
واعتبر هدم النظام الكمالي في تركيا وإقامة نظام الشريعة في مقدم أولويات جهاده ... وكان اعتماده في ذلك على «التبليغ»، عن طريق أشرطة التسجيل والفيديو. وكان ارتباطه بإيران عبر ترجمة خطبه ومواعظه التي كان الإيرانيون يطبعونها ويوزعونها داخل ألمانيا وتركيا.
وفي السنوات الأخيرة كان يعيش في شبه عزلة في كولونيا، وتوفي هناك في 15 أيار (مايو)، ونقل جثمانه إلى تركيا ودفن في أرضروم.
تتمة الأعلام للزركلي [وفيات (1396 - 1415 هـ) -يليه المستدرك الأول والثاني-محمد خير رمضان يوسف.