محمد بن علي بن عبد الله الحلبي

محمد بن القاضي علاء الدين علي بن عبد الله الحلبي المولد ، العشاري الأصل الشافعي ، المشهور كأبيه بابن القطان.
كان في أول أمره عند عمه الحاج محمود الشراجي يكتب له أسماء من يتناول أسطال الأطعمة من عنده . ثم كان بمحكمة عمي الكمال الشافعي مع أبيه وهو يومئذ كاتب المحكمة يكتب أبوه الوثائق فيرقم هو بها شهادته فينتفع بها إذا أريد منه أداؤها أسوة من كان بمحاكم القضاة الأربع من العدول .
ثم لما زالت الدولة الجر كسية وصار أبوه يكتب بعض الوثائق لا في محاكم القضاة الروميين بل في داره بإذن منهم ويحكم نيابة بفسوخ الأنكحة في مواضع الخلاف ؛ صار هو يقرأ ( المنهاج ) على البرهان العمادي مدة .
ثم لما توفي والده ، دخل إلى القاضي عبيد الله سبط ابن الفناري قاضي حلب ، وسعى في النيابة وكتابة الوثائق على ما كان عليه والده فولاه ، نحن له بعض الناس أن يجلس بمحكمة جدي بمسجد النارنجة بجوار المصابغ ويتعاطي الأحكام الشرعية الخلافية و الوفاقية ، فاستأذن وجلس وراجع الفروع و کتب الشروط، و استفتي عند الاحتياج، فمهر في صنعة القضاء ، وظهر له مزيد الذكاء وجمع أموالا عديدة وأنشأ عمائر جديدة كالعمارة التي وسع بها مزار ولي الله تعالى الشيخ بونس خارج باب المقام وثبت في منصبه مدة طولي ؛ غير أنه ساء خلقه و نفرت عنه قلوب الخصوم واتسع بطنه وانبسطت كفه .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).