بنان علي الطنطاوي
تاريخ الوفاة | 1401 هـ |
مكان الوفاة | ألمانيا - ألمانيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
بنان علي الطنطاوي (000 - 1401 هـ- 000 - 1981 م)
هي ابنة بديع زمانه، وفريد عصره، العالم العلامة، الشيخ علي الطنطاوي.
وزوجة الداعية الإسلامي عصام العطار.
استشهدت في مدينة آخن بألمانيا في السابع عشر من شهر آذار (مارس) بعد أكثر من سبعة عشر عاما من التشرد والغربة مع زوجها.
قتلت بخمس رصاصات: اثنتان في الرأس، واثنتان في الصدر، وواحدة تحت الإبط. وكانت وحدها في البيت عند ما اقتحمه المجرمون وقتلوها فيه، وكان زوجها هدفا للاغتيال كذلك، لكنه كان أثناءها غائبا في أحد المصحات .. وسبق أن تعرّضت للاغتيال قبل ذلك مرات عدة مع زوجها. وقد صلّى عليها بمدينة آخن، وشارك في تشييع الجنازة وفود من جميع الاتحادات الإسلامية في أوروبا.
قلت: وقد كان والدها الشيخ الجليل يحبها حبا جما، وقد رأيته يبكي عليها بكاء مرا أليما في التلفزيون بعد اغتيالها أمام ملايين المشاهدين الذين كانوا يتابعون برنامجه المشوّق «نور وهداية».
ولها كلمات ومقالات ورسائل ومواقف نادرة تنبئ عن بطولة وشجاعة عجيبة، تذكّرنا بمواقف بطولات النساء المجاهدات في تاريخنا الإسلامي.
كتبت لزوجها عام 1381 هـ: عندما رفضت في سبيل الله المناصب والوزارات، أصبحت في نفسي أكبر من المناصب والوزارات، ومن كل بهارج الدنيا .. فسر في طريقك الإسلامي الحر المستقل كما تحب، فسأكون معك على الدوام .. ولن يكون هناك من شيء أجلّ في عيني، ولا أحب إلى قلبي، ولا أثلج لصدري من أن أعيش معك أبسط حياة وأصعبها وأخطرها في أي مكان من الأمكنة، أو وقت من الأوقات، أو ظرف من الظروف ... ما دام هذا كلّه في سبيل الله عزّ وجل، ومن أجل مصلحة الإسلام والمسلمين.
وكتبت لزوجها عند ما أصابه الشلل في بروكسل وهو مشرّد في ديار الغرب:
لا تحزن يا عصام، إنك إن عجزت عن السّير سرت بأقدامنا، وإن عجزت عن الكتابة كتبت بأيدينا .. تابع طريقك الإسلامي المستقلّ المتميز الذي سلكته وآمنت به، فنحن معك على الدوام، نأكل معك- إن اضطررنا- الخبز اليابس، وننام معك تحت خيمة من الخيام.
ولا أحبّك وأعجب بك يا عصام لأنني أرى من ورائك الناس؛ ولكن أحبّك وأعجب بك لأنك تستطيع أن تقف مع الحق على الدوام، ولو تخلّى عنك من أجل ذلك أقرب الناس.
وكتبت له أيضا: ما سمعت بشاب من شبابنا استشهد في سبيل الله إلا تصورت أنني أمه وأنه ولدي، وأحسست لفقده بمثل إحساس الأم الرؤوم لفقد ولدها البار.
يا إلهي! كيف يستطيع إنسان أن يقتل إنسانا آخر بغير حق؟ ! وكيف يستطيع إنسان أن يعذّب إنسانا مهما كانت الأسباب؟ !
وفي كلمة لها إلى أخواتها الفلسطينيات أيام «تل الزعتر» سنة 1396 هـ خاطبتهنّ قائلة: لماذا تستنزفن دموعكنّ، وتمزّقن حناجركنّ- أيتها الأخوات الفلسطينيات- بنداء حكام العرب والمسلمين؟ ! أما علمتنّ بعد أن المعتصم لم يعد له وجود، وأن نخوة المعتصم قد ماتت من زمن طويل؟ ! ..
وكتب فيها زوجها قصيدة طويلة حزينة يرثيها، صدرت في دوان صغير باسم «رحيل».
وصدر لها كتاب بعنوان: دور المرأة المسلمة- ط 2 - ألمانيا: الدار الإسلامية للإعلام، 1413 هـ، 46 ص.
وفي آخر الكتاب قصيدة في رثائها- لم يذكر صاحبها- مطلعها:
صوتها الحرّ على رقّته ... ملأ الباطل حقدا وفزع
وفيها:
ومضى الصوت إلى بارئه ... وصداه خافق في كلّ قلب
وبنان راية مرفوعة ... وبنان شعلة في كل درب
وبنان مثل نضربه ... وبنان قدوة في كلّ صعب
بذلت دون حماها نفسها ... وحماها هدف من كلّ صوب
لم يزلزل قلبها أو عزمها ... ضربات البغي في شرق وغرب
تتمة الأعلام للزركلي [وفيات (1396 - 1415 هـ) -يليه المستدرك الأول والثاني-محمد خير رمضان يوسف.