محمد بن عمر ابن الشيخ شرف الدين أبي المكارم حمزة ابن عوض الأنطاكي الحنفي الواعظ المعروف في الديار الرومية بملا عرب .
وعظ بحلب في دولة كافلها خير بك الجركسي ، وكان ذا وجاهة في وعظه ، كثير القدح في شاه إسماعيل ، صاحب تبریز وفي شيعته ، فصيحا بليغا منطقيا ذا علم و عمل .
واتفق له في مجلس وعظه أن حضره شيعي متسلح من أتباع الألجي الذي بعثه شاه إسماعيل إلى الغوري صاحب مصر . فتوجه إليه وعاد من عنده إلى حلب ، فهم باشهار سيفه ليقتله فقتله الحلبيون وحرقوه، فتغير الأجي من ذلك ، وكاتب الغوري في ذلك ، فاضطرب له ، فإذا محضر: خير بك کافل حلب قد وصل إلى الباب الشريف متضمنا لما فيه إخماد نار كان قد أوقدها الألجي في مكاتبته ، فازال ما في خاطر السلطان الغوري من الغيظ على الشيخ . ثم بدا له فأرسل مكاتبة تتضمن الأمر بخروجه من حلب ، فاجتمع به خير بك ، وكان يعتقده ويحبه ، وأوحى إليه ما وردت به المكاتبة ، وأمره خفية بالمهاجرة فهاجر إلى الديار الرومية. ثم لما اضمحلت الدولة الجر كسية قدم حلب ووعظ بها على عادته بعد أن سافر صحبة السلطان سليم بن عثمان عند توجه، إلى فتح تبریز ، وأخذ في الوعظ بها ، والقدح في الرافضة على أكمل وجه ؛ إلا أنه أخذ في النهي عن أخذ أموالهم فقيل له : قد كنت بالأمس تبيحها ، فمالك اليوم تنهی عن أخذها ! فقال : إن الخنكار قد آمنهم .
كان محدثا مفسرا جامعا لفضائل شتى.
توفي ببروسا سنة ثمان وثلاثين وتسع مئة .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).