أحمد بن محمد بن شعيب الكرياني

ابن شعيب أحمد

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة749 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • غرناطة - الأندلس
  • فاس - المغرب

نبذة

أحمد بن محمد بن شعيب الكرياني من أهل فاس، يكنى أبا العباس، ويعرف بابن شعيب من كريانة، قبيلة من قبائل الرّيف الغربي. حاله: من «عائد الصّلة» : من أهل المعرفة بصناعة الطب، وتدقيق النظر فيها، مشاركا في الفنون، وخصوصا في علم الأدب، حافظا للشعر؛ ذكر أنه حفظ منه عشرين ألف بيت للمحدثين

الترجمة

أحمد بن محمد بن شعيب الكرياني
من أهل فاس، يكنى أبا العباس، ويعرف بابن شعيب من كريانة، قبيلة من قبائل الرّيف الغربي.
حاله: من «عائد الصّلة» : من أهل المعرفة بصناعة الطب، وتدقيق النظر فيها، مشاركا في الفنون، وخصوصا في علم الأدب، حافظا للشعر؛ ذكر أنه حفظ منه عشرين ألف بيت للمحدثين، والغالب عليه العلوم الفلسفية، وقد مقت لذلك، وتهتّك في علم الكيمياء، وخلع فيه العذار، فلم يحل بطائل، إلّا أنه كان تفوّه بالوصول شنشنة المفتونين بها على مدى الدهر. وله شعر رائق، وكتابة حسنة، وخط ظريف.
كتب في ديوان سلطان المغرب مرئسا، وتسرّى جارية روميّة اسمها صبح، من أجمل الجواري حسنا، فأدّبها حتى لقّنت حظّا من العربية، ونظمت الشعر، وكان شديد الغرام بها، فهلكت أشدّ ما كان حبّا لها، وامتداد أمل فيها، فكان بعد وفاتها لا يرى إلّا في تأوّه دائم، وأسف متماد، وله فيها أشعار بديعة في غرض الرّثاء.
مشيخته: قرأ في بلده فاس على كثير من شيوخها، كالأستاذ أبي عبد الله بن أجروم نزيل فاس، والأستاذ أبي عبد الله بن رشيد، ووصل إلى تونس، فأخذ منها الطبّ والهيئة على الشيخ رحلة وقته في تلك الفنون، يعقوب بن الدرّاس.

وكان مما خاطب به الشيخ أبا جعفر بن صفوان، وقد نشأت بينهما صداقة أوجبها القدر المشترك من الولوع بالصّنعة المرموزة، يتشوّق إلى جهة كانوا يخلون بها للشيخ فيها ضيعة بخارج مالقة كلأها الله: [المتقارب]
رعى الله وادي شنيانة ... وتلك الغدايا وتلك اللّيالي «1»
ومسرحنا بين خضر الغصون ... وودق المياه وسحر الظّلال
ومرتعنا تحت أدواحه ... ومكرعنا في النّمير الزّلال
نشاهد منها كعرض الحسام ... إذا ما انتشت فوقه كالعوالي «2»
ولله من درّ حصبائه ... لآل وأحسن بها من لآل
وليل به في ستور الغصون ... كخود ترنّم فوق الحجال
وأسحاره كيف راقت وص ... حّ النسيم بها في اعتدال
ولله منك أبا جعفر ... عميد الحلال حميد الخلال
تطارحني برموز الكنوز ... وتسفر لي عن معاني المعالي
وتبدلني في شجون الحديث ... ويا طيبة كلّ سحر حلال
فألقط من فيك سحر البيان ... مجيبا به عن عريض النّوال
أفدت الذي دونها معشر ... كثير المقال قليل النّوال
فأصبحت لا أبتغي بعدها ... سواك وبعدكما لا أبالي «3»
وخاطب الفقيه العالم أبا جعفر بن صفوان يسأله عن شيء من علم الصناعة بما نصّه: [الكامل]
دار الهوى نجد وساكنها ... أقصى أماني النفس من نجد
وممّا صدّر به رسالة: [الطويل]
أيجمع هذا الشّمل بعد شتاته؟ ... ويوصل هذا الحبل بعد انبتاته؟
أما للبلى آية عيسويّة ... فينشر ميّت الأنس بعد مماته؟
ويورد عيني بعد ملح مدامعي ... برؤيته في عذبه وفراته؟

وأنشد له صاحبنا الجليل صاحب العلّامة «1» بالمغرب، أبو القاسم بن صفوان قوله: [المنسرح]
يا ربّ ظبي شعاره نسك ... ألحاظه في الورى لها فتك
يترك من هام به مكتئبا ... لا تعجبوا أن قومه التّرك
أشكو له ما لقيت من حرق ... فيمشين «2» لاهيا إذا أشكو
صبرت حتى أطلّ عارضه ... فكان صبري ختامه مسك
ومن المعاتبة والفكاهة قوله: [السريع]
وبائع للكتب يبتاعها ... بأرخض السّوم وأغلاه
في نصف الاستذكار أعطيته ومحّض العين وأرضاه وله أيضا: [الكامل]
يا من توعّدني بحادث هجره ... إنّ السّلوّ لدون ما يتوعّد
هذا عذارك وهو موضع سلوتي ... فأكفف فقد سبق الوعيد الموعد
وأظنّ سلوتنا غدا أو بعده ... فبذاك خبّرنا الغراب الأسود
وله أيضا: [الكامل]
قال العذول تنقّصا لجماله ... هذا حبيبك قد أطلّ عذاره
لا بل بدا فصل الربيع بخدّه ... فلذا تساوى ليله ونهاره
وله يرثي: [مجزوء الكامل]
يا قبر صبح، حلّ في ... ك بمهجتي أسنى الأماني «3»
وغدوت بعد عيانها ... أشهى البقاع إلى العيان
أخشى المنيّة إنها ... تقصي مكانك عن مكاني «4»
كم بين مقبور بفا ... س وقابر بالقيروان
وله أيضا يرثيها: [الكامل]
يا صاحب القبر الذي أعلامه ... درست وثابت حبّه لم يدرس

ما اليأس منك على التصبّر حاملي ... أيأستني فكأنني لم أيأس
لمّا ذهبت بكلّ حسن أصبحت ... نفسي تعاني شجو كلّ الأنفس
أصباح أيّامي ليال كلّها ... لا تنجلي عن صبحك المتنفّس
وقال في ذلك: [مجزوء الكامل]
أعلمت ما صنع الفرا ... ق غداة جدّ به الرّفاق؟
ووقفت منهم حيث للن ... نظرات والدمع استباق
سبقت مطاياهم فما ... أبطا «1» بنفسك في السباق
أأطقت حمل صدودهم ... للبين خطب لا يطاق
عن ذات عرق أصعدوا ... أتقول دارهم العراق
نزلوا ببرقة ثمهد ... فلذاك ما شئت البراق
وتيامنوا عسفان أن ... يقفوا بمجتمع الرّفاق
ما ضرّهم وهم المنى ... لو وافقوا بعض الوفاق
قالوا تفرّقنا غدا ... فشغلت عن وعد التّلاق
عمدا رأوا قتل العمي ... د فكان عيشك في اتّفاق
أولى لجسمك أن يرقّ ... ودمع عينك أن يراق
أمّا الفؤاد فعندهم ... دعه ودعوى الاشتياق
أعتاد حبّ محلهم ... فمحلّ صدرك عنه ضاق
واها لسالفة الشبا ... ب مضت بأيامي الرقاق
أبقت حرارة لوعة ... بين الترائب والتّراق
لا تنطفي وورودها ... من أدمعي كأس دهاق
وقال أيضا: [الكامل]
يا موحشي والبعد دون لقائه ... أدعوك عن شحط وإن لم تسمع
يدنيك مني الشوق حتى إنني ... لأراك رأي العين لولا أدمعي
وأحنّ شوقا للنّسيم إذا سرى ... لحديثكم وأصيح كالمستطلع
كان اللّقاء «2» فكان حظّي ناظري ... وسط الفراق فصار حظّي مسمعي «3»

فابعث خيالك تهده نار الحشا ... إن كان يجهل من مقامي موضعي «1»
واصحبه من نومي بتحفة قادم ... فصدى فليل ركابكم لم تجمع
دخوله غرناطة: دخل غرناطة على عهد السابع من ملوكها الأمير محمد «2» لقرب من ولايته في بعض شؤونه؛ وحقّق بها تغيير أمر الأدوية المنفردة التي يتشوّف الطّيب إليها والشحرور، وهي بقرية شون «3» من خارجها.
وفاته: رحمه الله، توفي بتونس في يوم عيد الأضحى من سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.

 

أحمد بن شعيب النحوى.
الأديب المعقولى، الطبيب. كاتب أبى الحسن المرينى السلطان وطبيبه.
هلك بالطاعون فى أفريقية سنة 749 .

ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)