ابن عم للاشعث بن قيس:
شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال شعرا يوم منعهم أهل الشام الماء بصفين.
قرأت في كتاب صفين، ما روى عن عمر بن سعد قال: ثم مضى- يعني- عليا نحو رايات كندة فإذا مناد ينادي إلى جنب مضرب الأشعث بن قيس رافع صوته، وهو أحد بني عمه وهو يقول:
لئن لم يجلّي الأشعث اليوم كربة ... من الموت فيها للنفوس تفلت
فنشرب من ماء الفرات بسيفه ... فهبنا أناسا قبل كانوا فموّتوا
فإن أنت لم تجمع لنا اليوم أمرنا ... وتلقى التي فيها التشمت
فمن ذا الذي تثنى الخناصر باسمه ... سواك ومن هذا إليه التلفّت
وهل من بقاء بعد يوم وليلة ... نظل عطاشا والعدو يصوّت
هلموا إلى ماء الفرات ودونه ... صدور العوالى والصفيح المشتت
وأنت امرؤ من عصبة يمنية ... وكل امرى من عصبة حيث يثبت
قال: فرجع علي مغموما الى منزله واستيقظ الأشعث لقول الرجل، فأتى عليا من ساعته، وهو لا يرجو جدّ الأشعث ولا مناصحته، وعند علي تلك الساعة قوم من أصحابه فيهم الأشتر، فقال الاشعث: يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم ماء الفرات، وأنت فينا، ومعنا سيوفنا، خل عني وعن الناس، فو الله لا أرجع إليك، حتى أرده أو أموت دونه، وأمر الأشتر ان يعلو بخيله على الفرات فيقف حتى آمره بأمري، قال علي: ذلك إليك، فانصرف الأشعث إلى مضربه، وذكر تمام القصة، وغلبته على الماء.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)