أبو الغوث بن محجز المنبجي:
شاعر مجيد، قيل انه انتقل من منبج الى حلب، وسكنها، وان درب أبي محجّز بالقطيعة ينسب اليه، وله مسجد حسن فيه، كان يقرئ فيه القرآن، وعندي في ذلك شك، فان الدرب ينسب الى أبي محجز لا الى ابن محجز.
وذكره أبو منصور الثعالبي في تتمة اليتيمة، وذكر له من الشعر قوله في غلام التحى:
في سبيل الله خدّا ... كان في الملمس خزّا
خانه الشعر فأضحى ... يوسع اللاثم وخزا
قال: وله:
أيها الظبي الذي ... أعرض عني وجفاني
فهو من أعظم همّي ... حين أخلو بالأماني
ابتلاك الله مني ... بالذي منك ابتلاني
ساعة حتى ترى كيف ... الهوى ثمّ كفاني
قال: وكان يحفظ شعر البحتري.
قال: وكان أحضر الناس جوابا، وكان في عينيه سوء، فقال له صاحب منبج وقد رمدت عينه مرة: يا أبا الغوث قد اشرفت على العمى فماذا تعمل اذا عميت؟ فقال: أقرأ على قبرك أيها الأمير.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)