أبو شملة بن المرة:
الحلبي، حكى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن المنيرة الكفر طابي حكاية، ذكرته لأجلها، وهؤلاء بنو المرة كان لهم اتصال بابن الأيسر بحلب، ونسبوا الى ابن الايسر، والمنسوبون الى بني الايسر في زماننا هم بنو المرة، وينتسبون الى بني الايسر بالام، ولا يعرفون الا ببني الايسر، لان بني الايسر أعلى نسبا، وكانوا أكثر وجاهة وانتقلوا الى مصر، وبقي بنو المرة بحلب.
نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ قال: وحدثني الأستاذ أبو عبد الله بن يوسف بن المنيرة، وهو أستاذي، قال: حدثني أبو شملة بن المرة الحلبي، وكان قد سكن كفر طاب، قال أصبحت يوما في ثلج وبرد يزيد عن الحد، فقلت لهم في داري: اعملوا لنا كبولا، وهي العصيدة، وأسرعوا بها من أجل الصبيان، فعملوها، وبالغوا في جودتها، فهم يريدون غرفها وانسان يدق الباب، قلت: من؟ قال: رسول الأمير أبي سالم ناجية يستدعيك الى المعرة بأمر وصله فيك من محمود لتدخل إليه. قال: قلت: أدخل فنحن في غداء تتغدى ونسير، قال: لا والله ما أقدر أتركك ولا آكل أنا، ودخل فما برح الى أن لبست عدتي وخرجت والماء علي يكاد ينفذ اللبّاد، فمضينا وعجوز لنا تقول: أسأل الله الراحة المعجّلة، فقد والله سئمنا، فمضينا الى باب المدينة، وإذا فارس آخر يخبرنا بموت محمود، ويأمره بردي، فرجعت الى داري فوجدت فيها كالجنازة فدققت الباب ففتحوا، ودخلت فأجد الطعام على جهته ما انتقص حرّه، فأكلت أنا والرسول الثاني، وعجبت من حرمان الأول وحرماني، ورزق الثاني ورزقي وإجابة دعوة عجوزنا.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)