أبي سعيد الحرشي القاضي

تاريخ الوفاة531 هـ
مكان الوفاةالرقة - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

أبو سعيد الحرشي: القاضي، له ذكر ومروءة وكان من أهل بالس، وسكن حلب وأدركت بحلب شيخا من ذريته، أو من أقاربه، وكان شيخا حسنا، وقف ربعات كثيرة على المشاهد بحلب، وكان له اختلاط بوالدي رحمه الله.

الترجمة

أبو سعيد الحرشي:
القاضي، له ذكر ومروءة وكان من أهل بالس، وسكن حلب وأدركت بحلب شيخا من ذريته، أو من أقاربه، وكان شيخا حسنا، وقف ربعات كثيرة على المشاهد بحلب، وكان له اختلاط بوالدي رحمه الله.
وهذا أبو سعيد من أرباب الفضل، وجدت ذكره في تاريخ جمعه أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقد، وذيل به تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، قال فيه: في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة مات القاضي أبو سعيد الحرشي بالرقة، رحمه الله، وكان من أفاضل المسلمين، قد جمع الدين والأمانة والصدق، والصيانة والرأفه والكرم.
وحدثني بعض الأصدقاء قال: رأيته بالرقة وقد نصب ثلاث خشبات، وقد أحضر قوما يدلونه في زنبيل الى ركية محفورة، قلت: يا سيدي لم تفعل هذا؟ قال: هاهنا قوم أسراء وقوم حبسوا من الفرنج والمسلمين، ومعهم مرض أنزل أداويهم، فلمته على ذلك، فقال: هم من خلقة الله عز وجل، وما عمل شيئا قط بأجرة، وكان يداوي الضعفاء ويعطيهم الحوائج ويمشي إليهم ويغرم عليهم من ماله.
قال ابن منقد، وكان حسن الخلق طيب العشرة ضحوك السن. حدثني أخي مؤيد الدولة قال شكوت إليه بعض حالي وما أعانيه من شقاء السفر، فقال: أصبر على ما تكره وإلا بليت بما لا تطيق.
وحدثني عنه جماعة قالوا: أمرنا أتابك بحمله من حلب الى الموصل ليشاهد البركة المعروفة بالقلعة، فحمل من حلب على جمل في محارة، وجعلوا معه صبية أرمنية مأسورة، فكان يلطف بها ويطعمها، فقال يوما: يا صبية من أين أسروك؟ قالت: من بلد كذا وكذا، ثم قالت له: فبالله يا عمي من أين أسروك أنت؟ قال: من الشرقية التي في جامع حلب.

قرأت بخط أبي عبد الله القيسراني في ديوان شعره أبياتا رثى بها القاضي أبا سعيد الحرشي، وأخبرنا بها أبو اليمن الكندي وغيره، إجازه عنه:
تو خاك يسر الله جار ابن ياسر ... أخا الصلحات والتقى والماثر
يريد بابن ياسر، عمار بن ياسر، لأنه مدفون بالرقة.
أبا سعيد انحلت على ذلك الثرى ... سماء تحلى بالسعود الزواهر
وإمّا تجافى عن صدا تربك الحيا ... فجادتك أنوار الجفون المواطن
متى هجرته لا ترى غير عاذل ... وإن واصلته لا ترى غير عاذر
لقد صدرت عنك القلوب صوادبا ... ن الوجد فاعجب للصوادي الصوادر
غداة ثنى منك السحولي  كسره ... على ذي خلال طيبات المكاسر
ومدّ الأسى باعا إلى كل مهجه ... وألقى البكا سترا على كل ناظر
بنفسي غريب الجار والدار طوحت ... بآماله إحدى الليالي الجوائر
أقام على شط الفرات وجهزت ... إليه الدموع بين سار وسائر
قريبا إلى داعي الخطوب يجيبها ... بعيدا على ذي خلة ومعاشر
فإن تمس في مثواك لا في عشرة ... فقد كنت من تمهيده في عشائر
من البر في الأبرار والدين والتق ... وهجر الدنايا واجتناب الكبائر
كذاك الغريب والبذل إن يمت ... يمتّ بقربى في العلى وأواصر
فيا هل بكى ماء الفرات نزيله ... أم الرقة البيضاء رقت لزائر
وإن جرّت القربى من الله رحمة ... إلى جارها فلهن أهل المقابر
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)