علي بن عبد الرحمن به اينبك الحلبي الكفتي أحد مريدي الشيخ يونس الحلبي الهمداني الطريقة والقيم ابن القيم بالجامع الأموي بجلب.
شيخ معمر صالح ، بقي في القيامة والتبليغ بها ستين سنة ، ولم يزل مع كبر سنه يخدم شمالية الجامع المذكور ، والجانب الشرقي الذي به محراب الحنابلة ، کنسا ، وفرشا ، بانفراده ، من غير أن يعينه أحدة . ويبلغ للأولى ، صيفا ، وشتاء من غير انقطاع ، ولو في الصبح حتى سعى بعض المفسدين في إبطال وظيفة التبليغ ، فبقي على مباشرتها من غير معلوم بأخذه إلى أن أعيدت له .
وما أخبرني به أن بعض شيوخ البدر حسن السيوفي كان يدرس بالحجازية ، بالجامع المذكور ، وكان هو يصحب والده ، وهو صغير ، إذا أتى الجامع المذكور للقيام بأمر القيامة ففر منه إلى حلقة الدرس ، فيأخذه شيخ الحلقة ، ويقبل ما بين عينيه ، فلما مات وصار البدر يدرس في موضعه ، صار يقصد تقبيل يد البدر فيمنعه ، ويقبل ما بين عينه فيقول له والده : لم تمنعه عن تقبيل يدك ؟ فيقول إنه كان يفر إلى حلقة شيخنا ، فيقبل ما بين عينيه ، وها أنا أفعل كما كان يفعل .
وما اتفق له أن سرقت له من داره أمتعة ، فلم يفحص عنها ، ولا تغير لسرقتها ، فما مضت مدة يسيرة إلا وأعدت له في مثل هذا الزمان .
توفي في رمضان سنة ثمان وستين [ وتسع مئة ]. وكان من أصدقائنا - رحمه الله تعالى-
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).