سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الطائي المنبجي أبي الفتح

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة651 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • خراسان - إيران
  • بغداد - العراق
  • حلب - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • منبج - سوريا

نبذة

سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين: أبو الفتح الطائي المنبجي، من أهل منبج وسكن حلب وصحب بها الشيخ أبا الحسن علي بن يوسف بن السكاك الفاسي مدة وانتفع بصحبته، ثم سافر من حلب الى خراسان واشتغل بشيء من علوم الأوائل، وخالط بها من أفسد حاله، ثم وصل الينا الى حلب.

الترجمة

سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين:
أبو الفتح الطائي المنبجي، من أهل منبج وسكن حلب وصحب بها الشيخ أبا الحسن علي بن يوسف بن السكاك الفاسي مدة وانتفع بصحبته، ثم سافر من حلب الى خراسان واشتغل بشيء من علوم الأوائل، وخالط بها من أفسد حاله، ثم وصل الينا الى حلب وقد عاد الى الطريقة المثلى من الصلاح والخير، فأقام عندنا بحلب مدة، ثم توجه الى دمشق، فنفق على الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وخالطه وعمل فيه أشعارا كثيرة، وعمل كتابا يتضمن فصولا من كلامه في الحقيقة والحكمة، كتبته له بخطي وقرأته عليه، وأهداه الى الملك الاشرف، وعاد بعد توجهه الى دمشق، الى حلب سنة سبع وعشرين وستمائة ثم عاد الى دمشق وانقطع في المسجد الجامع، يعبد الله في المنارة الشرقية، الى أن احترقت، فانتقل الى مقصورة الحنفية التي في شمالي الجامع وشرقيه، فأقام فيها يعبد الله تعالى الى أن مات.
اجتمعت به بحلب وبدمشق، وأنشدني من شعره كثيرا، وسمعت منه فصولا من كلامه، وكان سمع بهراة أبا روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي، وحدث عنه بدمشق بأجزاء من مسند أبي يعلى، وكان فاضلا عالما حسن الاخلاق قال لي: لما سافرت الى العجم خرجت عن الدين بالكلية، وكنت قد اشتغلت بشيء من علوم الاوائل، ثم منّ الله عليّ بعد ذلك، ببركة صحبتي الشيخ أبا الحسن الفاسي رحمه الله فعدت الى الاسلام ولله الحمد.
وكان قد روى أبياتا ببغداد، عن الشيخ أبي الحسن، كتبها عنه رفيقنا أبو عبد الله بن النجار، ذكرناها في ترجمة علي فيما يأتي ان شاء الله تعالى، أنشدنا الشيخ سعد الله بن أبي الفتح بن معالي المنبجي لنفسه في الزهد:
ذكّر النفس بالمعاد وخذها ... في طريق سهل قريب تذكر
لا تريها شيئا سوى الله فيها ... إنها إن رأت سوى الله تخمر
وإذا ما رأت كبيرا سواه ... يطبيها فقل لها الله أكبر
لا يغرنك كثرة الضعف منها ... في ثلاث سبعون في الضعف أكثر
إنما الشيخ والصبي إناء فيه ... ماء صاف وماء مكدر
غيّر الشيخ صورة الحق فيه ... وهي عند الصبي لم تتغير
هوّن الامر وابسط الكف بسطا ... وسطا صالحا وخذ ما تيسر
واشكر الله في القليل تكن في ... عقب الأمر بالكثير مظفّر
وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام، الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وأجاز لي روايته عنه، قال: سعد الله ابن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الفقير، من أهل منبج، قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة خمس وستمائة، ورأيته عند شيخ الشيوخ عبد الواحد بن سكينة، وهو شاب له أكثر من ثلاثين سنة، على هيئة الفقراء، وقدم التجريد، وله كلام حسن، وفيه ظرف ولطف وحسن أخلاق، وقد خدم المشايخ والصالحين، وتخلق بأخلاقهم، فاستنشدته شيئا، فأنشدني مقطعات علقتها عنه وعاد وخالط الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قال: أنشدني سعد الله ابن أبي الفتح المنبجي ببغداد، في رباط أبي سعد الصوفي قال: أنشدني أبو الحسن ابن السكّاك الفاسي، فذكر إنشادا عن شيخه ابن العريف المغربي.
توفي سعد الله المنبجي في يوم الثلاثاء، السابع والعشرين من ذي الحجة من سنة احدى وخمسين وستمائة بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية على الشرف القبلي وكان قد قارب الثمانين.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)