سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك الهاشمي الحارثي الحلبي أبي المجد

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة512 هـ
مكان الولادةحلب - سوريا
مكان الوفاةحلب - سوريا
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا

نبذة

سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك أبو المجد الهاشمي الحارثي الحلبي من ولد الحارث بن عبد المطلب، ولد بحلب، وكان مقيما بها الى أن مات، وكانت له حرمة عند ملوكها، وقد ذكرنا في ترجمة سابق بن محمود حكاية عنه، وكان فيه هزل ومزح، والوقف الذي في قرية عناذان على مقربة من حلب.

الترجمة

سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك
أبو المجد الهاشمي الحارثي الحلبي من ولد الحارث بن عبد المطلب، ولد بحلب، وكان مقيما بها الى أن مات، وكانت له حرمة عند ملوكها، وقد ذكرنا في ترجمة سابق بن محمود حكاية عنه، وكان فيه هزل ومزح، والوقف الذي في قرية عناذان على مقربة من حلب على بني الحسن والحسين وقفه، وقفه وغيره من الحوانيت بحلب على أولاده وشرط أنهم متى انقرضوا عاد ذلك وقفا على بني الحسن والحسين بحلب، فانقرض عقبه، وعاد الوقف الى أولاد الحسن والحسين عليهما السلام، وهو الآن جار عليهم في يد من يتولى نقابة العلويين بحلب.
وكان هذا الكتاب عندي من جملة كتب الوقوف، التي كانت في سلة الحكم عند سلفي من قضاة حلب، فطلبه مني الشريف النقيب أبو علي بن زهرة، فدفعته اليه، وكان الشريف أبو المجد هذا ممولا فاضلا، أديبا، شاعرا مجيدا.
روى عنه أبو سلامة مرشد بن علي شيئا من شعره، وكان بينه وبينه مودة وممازحة، وكذلك بينه وبين أبيه سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ، ووقع الي جزء بخط أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ جمع فيه كتبا وردت الى والده أبي سلامة مرشد من جماعة كاتبوه، وفيه صدر كتاب من الشريف أبي المجد سالم هذا، فنقلت ما ذكره من هذه المكاتبة وهو:
وأدنيتني حتى اذا ما ملكتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح
تجافيت عني حيث لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح
طي هذه المكاتبة، أدام الله أيام الحضرة، رقعة بخط المولى سديد الملك قدس الله روحه، الى عبدك، والذي تتضمن استقالته من مخاطبته إياه بما سوف يقف عليه، ويبين فيها معتقده في هذا البيت صلوات الله على السلف منه، ورحمة الله وبركاته، ونحن الخلف الذي أنا والطوير يلي، وأبو طالب الرخمة من جملتهم، وبالله ما كان أحدهما يعتقد في صاحبه ما أظنك يا مولاي تعتقده فيّ واعتقده فيك من الولاء، وأكون بالصفة التي تفهم، وكتبي اليك تتردد سرا وجهرا لا تردّ علي جوابا يرد رمقي، وأتعلل به ولا قولا ولا فعلا ولا شاباش:
فإن تك مثل ما زعموا ملولا ... كما تهوى سريع الانتقال
صبرت على ملالك لي برغمي ... وقلت عسى يملّ من الملال
ثم ذكر فصل معاتبة، وقال فيه، والشعر له:
رشتم جناحي وأعناني نوالكم ... واشتد أزري بكم يا أفضل الناس
فإن سعى الدهر في حال تشاب ... بها تلك الأيادي فمحمول على الراس
أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن منقذ قال: ومن شعراء الشام المعارضين هذه الطبقة، يعني: الخفاجي وابن سمان وغيرهما، الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي، من ولد الحارث بن عبد المطلب، مولده بحلب وكان محترما عند ولاة حلب، له الميزة والفضل، وكان بينه وبين جدي ووالدي رحمهم الله مودة وخلطة، وكان كثير الدعابة والهزل وله أشعار حسنة، حرصت على جمعها وكاتبته في آخر عمره، وصدر عمري، وأسأله إثباتها وإنفاذها، وهو اذ ذاك بحلب، فاعتذر بأنه ما عني بجمعها ولا دوّنها، ولم أجد منه سوى ما نقلته من خط والدي رحمه الله يقول:
أنشدنيه بشيزر سنة تسع وسبعين وأربعمائة:
أثر بتمادي شدّها المتدارك ... دجى كل يوم أغبر اللون حالك
وشم لطلاب العزّ عزمة مقدم ... على الهول خواض غمار المهالك
فإما علا تضفو عليّ ظلالها ... وإما ردى بين القنا والسنابك
فحتّام تمسي حائر العزم خاملا ... سمير الأماني والهموم النواهك
ويمطلك الحظ الحرون مسوّفا ... نبيل العلى مطل الغريم المماحك
ويا نفس ما بالي أراك مقيمة ... على الضّيم لا يجري الاباء ببالك
إذا عنك ضاقت بلدة فتبدلي ... بأخرى تروضي جامحا من رجائك
إلام طلاب الفضل بين معاشر ... أبوا أن يكونوا أهله لا أبالك
قال أسامة: ومن شعره في جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ:
يا من حماه من النوائب موئلي ... وعليه إن جار الزمان معوّلي
ومعيد أيامي الذواهب بعدما ... هرمت تبختر في الشباب المقبل
حتام في ربع الهوان إقامتي ... ومعرّسي بالمنزل المستوبل
أفضاق ظهر الأرض أم قصرت ... يدا عزمي أم انقطعت ظهور الذمّل
فلأرحلن العيس في طلب العلى ... محثوثة وأسأت إن لم أفعل
ولا نظرّن الى الحوادث من عل ... وقد اعتلقت بحبل جود من علي
قرأت بخط المفضّل بن موهب بن أسد الفارزي، أنه كتب اليه الشريف أبو المجد سالم ثلاثة أبيات يداعبه، فأجابه والأبيات هذه:
أنا لولا أنّ عقلي قد فسد ... ما تعرضت بحب ابن أسد
جائر في الحكم ما أنصفني ... بزّني روحا وخلّا لي جسد
وأنا المحسود فيه عجبا ... ليته يرضى فأرضى بالحسد
فقال المفضّل ارتجالا:
ملأت قلبي سرورا رقعة ... لو بدت لابن هلال لسجد
ضمنت حسن اعتقاد من فتى ... لا عدمنا منه حسن المعتقد
جمع الله به شمل العلى فهي ... أمّ برّة وهو الولد
لا خلت نعمته من حاسد ... فلقد عظّمها أهل الحسد
غصن من دوحة طاهرة ... ليس من أغصانها من لم يسد
المعيّ غلب النور على قلبه ... فيما يعاني فاتقد
أنا عبد لكريم جوده ... ما خلا في عصره منه أحد
أبدا تجحده معتذرا ... وشهود الجود تبدي ما جحد
قرأت في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان تأليف الرشيد بن الزبير لأبي المجد سالم بن هبة الله في حريق جامع دمشق:
فأتته النيران شرقا وغربا ... عن يمين ونارة عن يسار
ثم مرت على حدائق نخل ... وإذا الجمر موضع الجمّار
فكأن الجنان قد عصت ... الله فولّى عذابها للنّار
أخبرني الشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي قال: نقلت من خط ابن شرارة الحلبي النصراني في تعليق له: توفي الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله في ليلة يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشر وخمسمائة بحلب.
وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأجازه لي المؤيد ابن محمد بن علي وأبو اليمن الكندي عنه، قال في حوادث اثنتي عشرة وخمسمائة في تاريخه: وفي ليلة الخميس سادس عشر جمادى الأولى توفي الشريف جمال الشرف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي الحارثي، وكان من ظراف الناس، وطرف الزمان خلقا وخلقا، وأدبا ودعابة وشعرا  .
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)