عبيد الله بن محمد بن بعقوب .
قاضي القضاة جمال الدين الرومي ، الحنفي ، سبط الوزير أحمد باشا ابن الفناري ولي قضاء حلب سنة تسع وعشرين) [ وتسع مئة ]، وفي سنة إحدى وثلاثين في ذي الحجة منها عقب صلاة عيد الأضحي بالجامع الكبير ، أمر أن يتقدم الإمام الحنفي ، فصلي بالمحراب الكبير الملاصق للمنبر قبل الشافعي ، ويصلي الشافعي به من بعده ، فبقي هذا إلى عامنا"، الذي نحن الآن في آخره عام أربعة وستين وتسع مئة، بعد أن عهدنا المحراب الكبير مختصا بالشافعية ، والذي عن يمينه وهو الغربية مختصا بالحنفية على وفق ما نقله الزين الشماع في ( عيون الأخبار ) من ( تاریخ الشيخ أبي ذر ) من أن المحراب الكبير كان مختصا \بالأئمة الشافعية ، والذي عن بيمينه بالحنفية ، والمحراب الأصفر الذي عن شماله بالحنابلة ، ومحراب الغربية كان مختصا بالمالكية .
وكان له مدة إقامته بحلب شغف تام بجمع الكتب سمينها وغثها ، جديدها ورثها ، حتى جمع منها بالجاه ببذل وبدونه ما يناهز تسعة آلاف مجلد ، وجعل فهرستها مجلدا مستقلا ، يذكر فيه الكتاب ومن ألفه . ولم يعرف مؤلفي عدة من الكتب ، فكتب أسمائها ،وفرقها على علماء حلب ليعرفوه بمؤلفيها . وأحضر مجلدي حلب إلى داره لتجديد جلود وترميم أخرى . وفتحت له كنوز الكتب حتى أوعى منها ما أوعی .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي). .