زيد بن عدي بن حاتم:
الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم ابن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيءّ الطائي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل انه أمرّه على طيء، ثم انه تحول بعد ذلك الى معاوية، له ذكر.
وذكره المدائني.
ويروى لزيد شعر قرأته في كتاب صفين، من نسخة قديمة لم أظفر باسم جامعها، قال في اليوم السادس من صفين: واختلط القوم فحمل رجل من بني حنظلة، ثم أحد بني يربوع على حابس بن سعد فقتله، وقال بعضهم: بل قتله زهرة بن حوية السعدي وهو الذي قتل رستم يوم القادسية، وأدرك صفين شيخا كبيرا، فمرّ زيد بن عدي ابن حاتم بحابس قتيلا مسلوبا، فقال: من قتل هذا، وهو ابن عمه لحاّ، فقال من قتل هذا، عدو الله، قال الحنظلي: الله قتله ثم أنا، فعلاه زيد بالسيف في العجاجة فقتله، ولحق بمعاوية، ففرح به وقربه، ثم ندم على فعله فقال في ذلك:
تطاول ليلي لاعتراك الوساوس ... وبيعي الهدى بالنرهات البسابس
وتركي عديا في جماعة مذحج ... وقتلي أخا مرّ بمصرع حابس
أنفت له لما رأيت سلاحه ... يبز فيا لهفا لسوءة تاعس
فيا ليت شعري هل لي اليوم توبة ... أنا صح فيها الله لست بآيس
فإن تطمعوني أرجع اليوم تائبا ... والا ففي الاصرار احدى الدهارس
قال: فأجابه أبوه عدي بهذه الأبيات، وبعث بها اليه وهي:
أيا زيد قد عصبتني بعصابة ... وما كنت للثوب المدنس لابسا
فليتك لم تخلق وليتك لم تكن ... وليتك إذ قد كنت لم تلق حابسا
الآن إذ أحيى عدي بن حاتم ... أباه وأمسى بالعراقين رائسا
وحامت عليه طيء ابنة مذحج ... وأصبحت الأعداء فينا فرائسا
نكصت على العقبين يا زيد ردة ... فأصبحت قد جدعت منا المعاطسا
قتلت امرأ من خير حي بحابس ... وأصبحت مما كنت آمل آيسا
فلما انتهت هذه الأبيات الى زيد من أبيه قال: لا أرى لي مقاما مع معاوية ولا طاقة لي فلحق بالجبلين من طيء.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)