عبد الرحمن بن الزيني عبد اللطيق الحلبي الجلومي الشہور بان الفلكي .
كان من أرباب الأقاطيع والأملاك والثروة الزائدة . وتولى في دولة السلطان الغوري وظيفة الحجوبة بطرابلس ، ثم عزل منها ،فعاد إلى حلب ، فأوحى بعض ، أعدائه إلى السلطان أنه ظلم ، وأفحش في ظلمه ،وصار يضرب الفلاح فيستجير بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول له : أضربك ( إلى أن يخلصك مني محمد، فطلبه) السلطان ووضعه بالعرقانة ، وهي سجن مظلم جدا بالقاهرة وتر که بها تسع سنين ، لا يحلق له فيها شعر ، ولا يقلم له ظفر حتى اختل بصره ، وطال شعره وظفره فوق الحد في هذه المدة الطويلة ، ثم هون الإله جل جلاله ، فدخلت أخته جهة الجمال يوسف بن أبي إصبع إلى خوند جهة السلطان وسألتها في أن تشفع فيه عنده ، ففعلت ، فخرج من السجن وعاد إلى حلب ، وهو فقير الحال بالنسبة إلى ما كان عليه . ومع ذلك لم يفتر عن تعاطي العمارة بآدره بالجلوم لمزيد شغفه بالعمارة ، كأنها لم يعزل عن الإمارة ، إلى أن توفي بها في عشر سنين وتسع مئة .
وكان حلو الكلام ، حسن الملتقى ، اقتصر في آخر عمره على صحبة المقر الصلاحي ابن السفاح ومؤانسته .
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).