أبي بكر بن محمد بن عثمان حاوص
تاريخ الولادة | 1364 هـ |
تاريخ الوفاة | 1434 هـ |
العمر | 70 سنة |
مكان الولادة | مورجا - مالي |
مكان الوفاة | مورجا - مالي |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ أبوبكر بن محمد بن عثمان حاوصا بن أبي بكر بن محمد بن سيد، التيشيتي الأصل الموريتاني . وجده الثاني أبوبكر هو الذي قدم بين طائفة من أهل تيشيت إلى بلاد السودان، وسكنوا مدينة مورجا. وهو من قبيلة ما سنه من زواياهم أي(بيوت العلم)، وأسرة حاوصا هذه من أصل عربي تدعى قبيلتهم بالحاحيين من المغرب العربي من مدينة سوسه. وأما من جهة أمه فوالدته رحمها الله هي: أم كلثوم الملقبة بـ ( تاتو) ابنة المرحوم محمد بن عمر دكرى بن طالب محمد ( دلّ) بن محمد بنمحمود .
ولد يوم 5 جمادى الأولى عام 1364 من هجرة المصطفى ﷺ، الموافق 17 أبريل عام 1945 من ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
مولد الشيخ تغمده الله بالرحمة والرضوان، أبي بكر بن محمد بن عثمان، بمدينة مورجا ليلة الأربعاء
كان الشيخ أبي بكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي رحمه الله كان آية من آيات الله وحسنة من حسنات الدهر الذي يندر أمثاله في هذا الزمان، فقد كان طاهر القلب، جميل الظاهر، طويلا حسن القامة، لا يخشى في الله لومة من لائم، لا يداري ولا يداهن، عطوفا قنوعا زاهدا ورعا، وكان يسعى دائما في عون الإخوان والخلان والجيران، وكان حسابيا ماهرا وفلكيا بارعا، دائم الجد والتشمير في الدرس والمطالعة والذكر
تربى الشيخ أبوبكر بن محمد حوص في أسرة مرموقة الحال من أجل ما لها من شرف قديم وثروة من المواشي، وكانت الأسرة تعتمد كثيرا على الموارد الزراعية والمنتجات الحيوانية، وكان العلامة محمد بن عثمان حوص والد الشيخ أبي بكر حوص مع هذا مشغولا بتربية النشء وتعليمهم، والأسرة منذ ذلك الحين في حالة مزدهرة زادها الله شرفا ورفعة آمين.
كان الشيخ اجتماعيا لبيبا ناصحا لأسرته ومجتمعه يرشدهم ويشاورهم ويشاركهم في شئونهم ، ثمال الأرامل واليتامى ملجأ البؤساء والفقراء، وكان صيّادا باهرا قلما يخطئ.
إن الشيخ أبا بكر بن محمد بن عثمان حوص تمتع في حياته بأسفار ومن ذلك سفره إلى حج بيت الله الحرام ثلاث مرات: منفردا وذلك في عام1983 م ، ومع والده الشيخ محمد بن عثمان حوص وذلك في عام 1984 م ، ومع ابنته عائشة ( سيتو ) في حساب صهره عبد الكريم دكرى رحمه الله من الدولة السنغالية وذلك في عام 1993 م ، أثناء سفره الثاني إلى فرنسا ، وقد سافر إلى فرنسا قبل ذلك وكان في ضيافة السيد شيخ تنجكورا.
ثم سفره إلى دولة ساحل العاج بدعوة من أهلها وكان في ضيافة باي جارا وذلك عام 1973 م ، وخلال هذا السفر جرى التعارف بينه وبين الشيخ محمد العاقب السوسي من مدينة سيقو ، وسفره إلى دولة الغابون بدعوة من أهلها للوعظ والإرشاد والإفتاء وذلك في عام 1995 م، وكان في ضيافة شقيقه الأستاذ إبراهيم الخليل حوص مندوب رابطة العالم الإسلامي هناك.
كان الشيخ الحاج أبوبكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي مالكي المذهب، متمسكا بالكتاب والسنة.
قال السيد الحسين بن مودي دكرى الملقب ب ( نانّ هابا ) : إني صاحبت الشيخ الحاج أبي بكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي ورافقته منذ نعومة أظفارنا ولم نبدأ الدراسة أي طلب العلم ، وعندما بلغنا سن التحمل بدأ تحمل العلم عند والده العلامة محمد بن عثمان حوص ، وبدأت عند الشيخ : عثمان دكرى الملقب ب ( مانّا ) ، وكنا خير رفيقين وكان معنا ثالث وهو : محمد بن ماراقولى دكرى عند الشيخ : محمد معلوم بن سيد ببكر بن خطر بن محمد معلوم الملقب ب ( تشوبي ) ، وكان يرحل به إلى البوادي والقرى لطلب القوت . وعندما حفظ الشيخ أبوبكر حوص القرءان وبلغ كتابة القرءان الكريم عن ظهر القلب عند والده . وفي ذلك يقول الشيخ في مرثيته لوالده :
وحب آي كتاب الله ديدنــــه دموعه إن تلا تالوه ما تقــــــــف
حفظنيه ولم يكن بحافظــه هل فوق ذا عجب او فوق ذا شـرف
حضر مدينة مورجا طالب بيظاني حافظ يدعى ( بودادي ) وكان في مقرأ الشيخ : محمد تاتا دكرى الملقب ب ( انباغورى ) فأرسله والده إلى هذا البيظاني وكان يرحل معه إلى القرى ولبث معه مليا . ولما رحل ( بودادي ) رحلة نقلة حوّله والده إلى الشيخ : محمد معلوم بن سيد ببكر لما استقر في مدينة مورجا لطلب العلم عند والد الشيخ : محمد بن عثمان حوص ، وعند الشيخ : القاضي عمر بن محمد دكرى المورجي ، و كان هذا الشيخ حافظا للقرآن الكريم على قراءة نافع فأتم عنده شروط قراءة نافع إلى أن أجازه على ذلك رحمة الله عليهما آمين .
وبعد ارتحال الشيخ محمد معلوم رحلة نقلة تحوّل الشيخ أبوبكر حوص إلى والده فريد الزمان : محمد بن عثمان العالم العلامة لجمع سائر العلوم الشرعية من فقه وأصول وتفسير وحديث ، وأدواتها من نحو وصرف وبلاغة وأدب ، ولم يأخذ من أي شيخ آخر ، بل جمع كل ما جمع عند والده ، فلازمه حتى أجازه إجازة مطلقة على جميع مقروءاته ومسموعاته ، وكذلك أجازه أيضا الشيخ : القاضي الشرعي عمر بن محمد دكرى المورجي ، تغمدهم الله بالرحمة والرضوان آمين
و تأييدا لهذا القول وتحقيقا له ، فقد نقلت عن الشيخ المترجم عنه نفسه قائلا : ( إني حفظت القرءان الكريم وأنا ابن أحد عشر عاما على يد والدي ، وأخذت إجازة القرءان الكريم في قراءة نافع وأنا ابن تسعة عشر عاما على يد شيخي في علوم القرءان الكريم المرحوم : محمد معلوم بن ببكر الملقب ب ( تشوبي) . ثم لازمت إمام الفروع والأصول في زمانه والدي وأجازني على مسموعاته ومقروءاته إجازة مطلقة بعد أن جاوزت الثلاثين من العمر، كما أجازني أيضا قاضي البلد خالي: الحاج عمر بن محمد دكرى المورجي )
هذا، وقد تخرج على يده وانتفع به خلق كثير لا يحصي عددهم إلا الله.
كان الشيخ الحاج أبوبكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي كان_ تغمده الله بالرحمة والرضوان_ ماهرا في فنون الشعر وأغراضه، يغوص في لجة بحور الشعر ويخرج الدرر واللآلي، فقد نظم القلائد في أكثر بحور الشعر بأغراضها المختلفة، كالمدح، والغزل، والرثاء وغيرها ،وأكثر قصائده مرتجلة، فها نحن نورد بعضها لتحقق صدق دعوانا.،وهي هذه :
قصيدة بخمسة عشر بيتا يثني على الله ويستشفع خير البرية ويمدح صاحبيه عند الروضة الشريفة، لما قضى الله له مزار البيت والحرم، وذلك عشية الخميس أول ذي الحجة عام ١٤٠٣ هجرية، فقال :
الحمد لله حمدا وافرا أبدا لما قضى لي مزار البيت والحرم
الحمد لله حق الحمد نشكره لما أراني ضريح منقذ الأمم
ما زال لطفك يا ربي وياملكي يزجي عبيدك من بؤس و من همم
إلى أن قال :
فيا شفيعي إني جئت زائركم أرجو الشفاعة يوم الحشر والندم
للنفس والأهل مع شيخي ووالدتي وكل قاص ودان من ذوي رحمي
إلى آخر القصيدة.
الناظم رحمه الله تعالى ارتجل هذه القصيدة الميمية لما زار الروضة الشريفة في سفره إلى الحج والعمرة، فأثنى على الله وشكره وسأله المغفرة والبركة والأرزاق والنعم والمعافاة والتوفيق والظفر والستر والشفاعة له ولوالديه ولعقبه وأحبته، فاستجاب الله دعوته.
قصيدة في ثلاثة وأربعين بيتا يرثي بها شيخه ووالده وسنده في المنقول والمعقول الحاج محمد بن عثمان حوص المورجي ، العالم النحرير لما ارتحل إلى دار القرار ، جعل الله له الفردوس دار سكنى واستقرار، وذلك ضحوة الجمعة ٢٢/١١/١٤١٣هجرية الموافق ل ١٤/٠٥/١٩٩٣ ميلادية ،فقال :
تفاقم الهم بالآفاق والأسف وصفوة العلم أضحى مشيها رسف
وظلت الملة السمحاء نائحة مما أذاع به المذياع يرتجف
حلت بساحتها الجلى مؤرقة لكل ذي همة بالدين معترف
إذ ذهب العالم النحرير وارتحلا مفتي البلاد إذا الآراء تختلف
إلى أن قال :
ثم الصلاة على هاد شفاعته بها جميع كروب الحشر تنكشف
الشيخ الحاج أبوبكر بن محمد حوص غفر الله له ، لم يكن همه البالغ تأليف الكتب وتصنيفها ، وإنما كان همه الوحيد وعنايته القصوى تربية النشء وتعليمه وتهذيبه عن طريق التدريس والإفتاء والتوجيه والإرشاد ، لما كانت منطقته في حاجة ماسة لذلك . وقد أوجب عليه التأليف بعض المناسبات التي سنوردها، ومع ذلك كله فمن طالع مؤلفاته لشهد واعترف بفضله وأن له باع طويل في فن التأليف والتصنيف ، فمن مؤلفاته ما يلي :
كتبه:
بغية المهتدي في رد شبهات طاهر المعتدي ( مطبوع )
ألفه رسالة بمناسبة أنه لما جمع طاهر ما جمع وسماه : الدعوة الحموية في مرآة الطريقة الأحمدية التيجانية محاولة لتصحيح القصر الحموي وهو قصر الصلاة الرباعية في الحضر، وتعرض فيه للشيخ العالم الجليل محمد بن عمر دكرى المورجي جد الشيخ أبي بكر بن محمد حوص ، بتعريضاته الواردة فيما جمع لإنكاره القصر الحموي حينما ظهر، فرد عليه الشيخ أبوبكر حوص في هذه الرسالة امتثالا لحديث : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . الحديث
إراحة خواطر المقلدين من إزعاج شبهات الزائغين ( مخطوط )
ألفه بمناسبة أن السيد : محمد كاميتى سأله قائلا : ما قولكم في اتخاذ المذاهب أي تقليد الأئمة في مذاهبهم فهل لذلك دليل من الكتاب والسنة ؟ أو كيف الحال؟ فأجابه بالأدلة من الكتاب والسنة والقواعد الفقهية والأصولية وغيرها من البراهين الساطعة الدالة على وجوب تقليد المذاهب للعوام المقلدين، فجزاه عنا خيرا آمين .
حلية المجالس العلمية بمناقب النخبة المورجية ( مخطوط )
ألفه بمناسبة أن شيخه وخاله الأستاذ العالم الحاج عمر بن محمد دكرى أمره أن يكتب نبذة عن حياة بعض الجلة المورجية.
ترجمة والده الشيخ محمد بن عثمان حوص المورجي ( مخطوط )
ألفه بمناسبة أن مكتباتنا خالية من تراث مثل هؤلاء الشيوخ في العلم والورع ، فأراد أن يزين مكاتبنا بمناقبه ، رحمهم الله آمين.
الإفتاء والفتوى وأحكامها ( مخطوط )
ألفه بمناسبة أنه كثر في مجتمعاتنا الإسلامية المفتون والدعاة وليس الكل أهلا للإفتاء فأراد أن ينبه على شروط الإفتاء والأحكام المتعلقة بها فبينها في سبع مسائل مع أجوبتها بأدلة نقلية واضحة.
ومن أعماله التي قام بها لخدمة الإسلام والمسلمين، تأسيسه مدرسة عصرية نظامية على فكرة نشر الإسلام واللغة العربية بسرعة، بتاريخ 1970 ميلادية، وسماها: مدرسة سبيل النجاح بمدينة مورجا.
تولى القضاء بمدينة مورجا وضواحيها بعد وفاة خاله القاضي عمر بن محمد دكرى المورجي . لأن القاضي كان يسند إليه بعض الأقضية ، ويأمره بالنظر في أمر بعض الخصوم . ولما توفى القاضي عمر بن محمد رحمه الله تعالى ولم يعين نائبا له في القضاء تعين على الشيخ الحاج أبي بكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي أن يتولى القضاء لكونه المستحق به دون غيره من أهل العلم في البلدة المورجية ، فتولى القضاء خوف الفتنة وضياع الحق إن لم يتول فنظم مجلسه القضائي.
لقد وافق يوم وفاة الشيخ الحاج أبي بكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي _ قدس الله روحه ونور ضريحه _ ليلة الأحد ٢٨ أبريل عام ٢٠١٣ ميلاديه الموافق ل ١٨ جمادى الثانية عام ١٤٣٤ هجريه ، بعد منتصف الليل وقد أسبغ الوضوء وصلى لله نافلة، كما نقل ذلك الثقاة، ثم فاضت روحه الزكية إلى بارئها وخلف وراءه الدنيا و ما فيها. وقد شيعت جنازته يوم الأحد بعد صلاة العصر مباشرة وصلى عليه أخوه الشقيق مندوب رابطة العالم الإسلامي بدولة الغابون السيد إبراهيم الخليل ابن محمد بن عثمان حوص المورجي في حشد لم ير مثله قط في البلدة المورجية. و دفن في المقبرة المورجية العامة، بجنوبها الشرقي حيث هناك والده المرحوم الشيخ العالم محمد بنعثمان حوص المورجي، ووالدته أم كلثوم الملقبة ( تاتو ) بنت المرحوم الشيخ العالم العلامة محمد بن عمر دكرى المورجي، فالشيخ أبوبكر بن محمد بن عثمان حوص المورجي مضطجع أمام والده جهة الشرق وملتصق به مباشرة، غفر الله لهم ولسائر موتى المسلمين، آمين .
كاتب الترجمة: عمر بن شيخن بن محمد بن عثمان حوص المورجي.
العنوان : مدرس مادة التربية الإسلامية والعلوم الطبيعية في القسم الإعدادي بمدرسة سبيل النجاح-مدينة مورجا/جمهورية مالي.