الخضر بن آدم:
عليه السلام لصلبه، وقيل هو خضرون بن قابيل بن آدم، وقيل خضرون بن عميائل بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم صلى الله عليه وسلم، وقيل هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن شالم بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام.
وعن وهب بن منبه أن اسم الخضر بليا، وقيل إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وقيل اسمه ارميا بن حلقيا.
وذكر اسماعيل بن أبي أويس قال: اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد.
وقال غيره: الخضر من ولد العيص بن اسحاق بن ابراهيم، ويقال ان اسمه ارميا بن حليفا- ويقال انه من الفرس.
وهو صاحب موسى عليه السلام دخل معه أنطاكية في قول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى- «حتى اذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما» قال هي أنطاكية، وقد ذكرنا ذلك في باب ذكر أنطاكية وفي ذكر صخرة موسى في مقدمة الكتاب . وفي ظاهر حلب مسجد يقال أنه مسجد الخضر عليه السلام.
وقد نقل أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه حديثا رواه عنه أبو المظفر الخيام السمرقندي يكتب للتعجب، وقيل ان الله بعثه نبيا بعد أيوب عليه السلام.
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل الساوي بنيسابور، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن القاضي بخرق قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الثابتي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الفزاري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الدندانقاني قال: أخبرنا أبو المظفر الخيام السمرقندي قال: حدثني الخضر والياس عليهما السلام قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان العالم بين ظهراني الجهال كالحي يمشي على ظهور الأموات.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد- أملّه علينا بعبادان- قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس- قال: ولا أعلمه إلّا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: يلتقي الخضر والياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله، ما شاء الله لا يسوق الخير إلّا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله، ما شاء الله، ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله.
قال: وقال ابن عباس، من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الغرق والحرق والسرق، وأحسبه قال: من الشيطان والسلطان، ومن الحية والعقرب.
حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدث به غير هذا الشيخ عنه.
أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور جعفر بن عبد الله الدامغاني قال: أخبرنا والدي أبو منصور جعفر بن عبد الله قال: أخبرنا القاضي أبو مسلم عبد الرحمن ابن عمر السمناني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة، فذكره بالاسناد مثله.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سليمان الإربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب بن الخراساني قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني الحسن- يعني- ابن عبد العزيز عن ضمرة عن السري بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد قال:
الياس والخضر رضي الله عنهما يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم في كل عام.
أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السيبي- اجازة- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله المعروف بابن النخاس- اجازة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المعروف بالمحاسبي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع- فيما كتب إليّ من صيدا- قال: حدثنا أبو راشد الريان بن عبد الله قال: حدثنا الفضل بن يزيد قال: حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل الأحدب عن أم يحيى قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت ريدة جارية عمر بن الخطاب، وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدنيها لما يعلم منها، فقالت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا رسول الله، فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: يا رسول الله كنت قد عجنت لأهلي عجينا، فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقي الثياب، طيب الريح، كأن وجهه دارة القمر ليلة البدر على فرس أغر محجل، فدنا مني فقال: السلام عليك يا ريدة ورحمة الله فقلت:
وعليك السلام ورحمه الله، فقال: أأنت مبلغ محمدا ما أقول؟ فقلت: نعم ان شاء الله، فقال: إذا أتيت محمدا فقولي له: اني لقيت الخضر وهو يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك ان الله عز وجل أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة، يدخل محسنهم باحسانه الجنة ومسيئهم بشفاعتك يا محمد، الا وإن الله أعطاك نهرا في الجنة يقال له الكوثر طوله طول الجنة، وعرضه أربعون عاما، عدد آنيته نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبدا، ألا وان أنهار الجنة لتفجر من ذلك النهر، ارفعي جرزتك يا ريدة، فرفعتها، فكعت عنها، وذلك أني كنت صائمة يا رسول الله، فقال لي: ضعيها يا ريدة وأومأ بيده الى كمه فأخرج قضيبا أخضر كأنه قطع من ساعته تلك، فنقر به الجرزة فمرت تخطر بين يدي حتى وقعت على باب المدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: تعرفي الموضع؟ قالت: نعم، فأخذ جماعة من أصحابه ومضى الى الموضع فإذا بممر الحزمة وبآثار قوائم الدابة ولم نر هناك أحدا.
أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، ح.
قال الحافظ: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم- زاد ابن مسعدة البخاري- قال: حدثنا أحمد بأن اسماعيل القرشي قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد، فسمع كلاما من ورائه- وفي حديث الماليني من زاوية- فاذا هو بقائل يقول: اللهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك: ألا تضم اليها اختها فقال الرجل: اللهم ارزقني شوق الصالحين الى ما شوقتهم اليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك، وكان معه: اذهب يا أنس اليه فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: استغر لي، فجاءه أنس فبلغه، فقال له: يا أنس أنت رسول رسول الله إلي؟ فقال كما: أنت، فرجع فاستثبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل له: نعم، فقال له: اذهب لرسول الله- وفي حديث الماليني- فقل له ان الله فضلك على الانبياء بمثل ما فضل به رمضان على الشهور، وفضل أمتك على الامم بمثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الايام، فذهبوا ينظرون فاذا هو الخضر عليه السلام.
قال الحافظ: وقد روي هذا الحديث عن أنس، أخبرناه أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس وأبو القاسم الشحامي قالا: أخبرنا أبو سعد أحمد بن ابراهيم بن موسى المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد الاصبهاني قال:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر قال: حدثنا محمد بن سلام المنبجي قال: حدثنا الوضاح بن عباد الكوفي عن عاصم الأحول عن أنس، زاد الشحامي قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهر إذ سمع مناديا، فقال: يا أنس صه ، فقال: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وارزقني شوق الصادفين الى ما شوقتهم اليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت يا أنس دع- وقال تميم: ضع- هذا الطهور وائت هذا المنادي فسله أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به، ويدعو لامته وان يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، فقال لي: من أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وما عليك يرحمك الله تدعو بما سألتك، فقال: لا أو تخبرني من أرسلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: فقال: قل له أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسوله، أنا كنت أحق أن آتيه أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: الخضر يقرئك السلام، ويقول- زاد الشحامي: لك- وقالا: ان الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك على الجميع كما فضل يوم الجمعة على سائر الايام، فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني مع هذه الامة المرحومة المرشدة المتوب عليها.
وقال الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن باكويه قال: حدثنا محمد بن بشر بن مطر قال: حدثنا كامل بن طلحة قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبح فتخطا رقابهم، فبكى ثم التفت الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ان في الله تعالى عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك فالى الله فأنيبوا واليه فارغبوا، ونظره اليكم في البلاء، فانظروا فان المصاب من لم يجبر، وانصرف فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل، فقال أبو بكر وعلي: نعم هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام.
قال البيهقي عبادة بن عبد الصمد ضعيف وهذا منكر بمرة.
أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن الدامغاني بحلب قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا الزبير- يعني- ابن بكار قال: حدثني أبو الحسن علي بن المغيرة عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال: أول نبي بعثه الله تبارك وتعالى في الارض ادريس، واسمه أحنوخ، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله نوح بن لمك بن متوشلخ بن أحنوخ، وكان سام بن نوح نبيا، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله ابراهيم نبيا، واتخذه خليلا، وهو ابراهيم بن تارح، واسم تارح آزر.
ثم بعث اسماعيل بن ابراهيم فمات بمكة، ودفن فيها، ثم اسحاق بن ابراهيم مات بالشام ثم لوط بن هارون، وابراهيم عمه، ثم يعقوب، وهو اسرائيل بن اسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن يوبب، ثم هود بن عبد الله، ثم صالح بن آسف، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم أيوب ثم الخضر، وهو خضرون، ثم داود بن أيشا، واقتص بقية الأنبياء على ما ذكرناه بهذا الاسناد في ترجمة ابراهيم صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: حدثنا محمد بن الفتح القلانسي قال: حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا رواد بن الجراح قال: حدثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه ونسىء له في أجله حتى يكذب الدجال .
أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ابن أحمد الخواري قال: قال لنا علي بن أحمد الواحدي المفسر: الخضر اسمه بليا ابن ملكان، انما سمي الخضر لانه اذا صلى في مكان أخضر ما حوله.
أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا الفضل بن سهل الحلبي في كتابه عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن اسحاق الكاتب قال: أخبرنا أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي قال: حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان- املاء- قال: سمعت مشيختنا، منهم: أبو عبيدة وغيره، وأبو اليقظان وهو عامر بن حفص ولقبه سحيم وهو مولى بلعجيف، ومحمد بن سلام الجمحي، قالوا:
ان أطول بني آدم عمرا الخضر صلى الله عليه وسلم، واسمه خضرون بن قابيل بن آدم.
وذكر ابن اسحاق قال: حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني ان الله منزل على أهل الارض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة، حتى اذا هبطتم فابعثوا بي وادفنوني بأرض الشام، فكان جسده معهم، فلما بعث الله تعالى نوحا ضمّ ذلك الجسد وأرسل الله تعالى الطوفان على الارض، فغرقت الارض زمانا فجاء نوح حتى نزل ببابل وأوصى بنيه الثلاثة وهم: سام، ويافث، وحام أن يذهبوا بجسده الى المغار الذي أمرهم أن يدفنوه به فقالوا: الارض وحشة لا أنيس بها ولا نهتدي الطريق، ولكن نكف حتى يأمن الناس، ويكثر واو تأنس البلاد وتجف، فقال لهم نوح: ان آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه الى يوم القيامة، فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله له ما وعده فهو يحيى الى ما شاء الله له أن يحيى .
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع قال: أخبرنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة قال: حدثني محمد بن حازم بن عبد الله بن ماهان البغوي بأطرابلس قال: حدثنا محمد بن مشكان قال: حدثني حسين بن اسحاق الرافقي قال: حدثنا منصور بن عمار القاص قال: حدثنا رشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن جبير قال: الخضر عليه السلام أمه رومية، وأبوه فارسي.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الخضر، يقال انه ابن آدم عليهما السلام لصلبه، وهو صاحب موسى عليه السلام، وذكر اسماعيل بن أبي أويس قال: اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمّر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الازد، وقال غير اسماعيل: الخضر من ولد العيص بن اسحاق بن ابراهيم، وذكر عن وهب بن منبه ان اسم الخضر بليا وقيل بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح ويقال أرميا بن حليقا، ويقال انه من الفرس، ويقال هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن شالم بن ارفخشد بن سام بن نوح.
وقال ابن قتيبة: اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، ويقال هو خضرون بن عميائل بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم .
أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وأبو حامد عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن الحلبيان قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخضر إنما سمي خضرا لانه جلس على فروة بيضاء فاذا هي تحته تهتز خضراء.
وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: وحدثنا أبو أحمد- يعني- الغطريفي قال: حدثنا ابن شيرويه قال: حدثنا اسحاق قال: حدثنا يحيى بن آدم به.
وقال أخبرنا أبو نعيم قال: حدثناه أبو بكر الطلحي قال: حدثنا الحسن بن جعفر القتات قال: حدثنا عبد الحميد بن صالح عن ابن المبارك عن عمار عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن رواج الاسكندري بالديار المصرية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا يوسف بن عمر الزاهد أبو الفتح قال: حدثنا جعفر بن محمد بن يحيى بن عبد الجبار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: سمعت أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: انما سمي خضرا لانه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء .
أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي قال: أخبرنا عبد الغافر بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو سليمان الخطابي قال: قال أبو عمرو: الفروة الارض البيضاء لا نبات فيها، وقال غيره أراد بالارض الهشيم اليابس شبهه بالفروة، ومنه قيل فروة الرأس وهي جلدته بما عليها من الشعر قال الراعي:
ولقد ترى الحبشي حول بيوتنا ... جذلا إذا ما نال يوما مأكلا
صعلا أسك كأن فروة رأسه ... بذرت فأنبت جانباه فلفلا
قال الخطابي: ويقال انما سمي الخضر خضرا لحسنه واشراق وجهه.
أنبأنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، وعلي بن المسلم السلمي- إجازة إن لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال: انما سمي الخضر لانه اذا صلى اخضر ما حوله.
أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار وثابت بن مشرف ابن أبي سعد البناء وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا عمرو بن محمد قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى قال: ابن عباس، هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس، فقال: اني ماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل الى لقيه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما موسى في ملأ من بني اسرائيل جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا، فأوحى الله الى موسى: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل اليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له اذا فقدت الحوت فارجع فانك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر فقال لموسى فتاه: «أرأيت اذ أوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره» فقال موسى: «ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا» فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه .
أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف قال: أخبرنا عبد الأول بن شعيب السجزي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الحموي قال: أخبرنا ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الله بن موسى عن اسرائيل بن يونس عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وكنا عنده فقال القوم: ان نوف الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني اسرائيل، قال: وكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك، قال ابن عباس: كذب نوف، حدثني أبيّ بن كعب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل واستحيى وأخذته ذمامه من صاحبه، فقال له: «إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني» لرأى من صاحبه عجبا»
. قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شيئا عن الأنبياء بدأ بنفسه فقال: رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد ، ثم قال: إن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم اذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني فأوحى الله عز وجل إليه: ان في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده، فتزود حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى اذا بلغا المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا الى الصخرة انطلق موسى يطلب ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب «فاتخذ سبيله في البحر سربا» قال فتاه: اذا جاء نبي الله حدثته فأنساه الشيطان فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافرين من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافرين من النصب والكلال حتى جاوز ما أمر به، فقال موسى لفتاه: «آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا» فقال له فتاه: يا نبي الله «أرأيت إذ أوينا الى الصخرة فإني نسيت الحوت» أن أحدثك «وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر سربا» «قال ذلك ما كنا نبغي» فرجعا «على آثارهما قصصا» يقصان الأثر حتى انتهيا الى الصخرة فأطاف بها فاذا هو مسجى بثوب، فسلم فرفع رأسه فقال له: من أنت؟ قال: موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني اسرائيل، قال: فما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك، «قال إنك لن تستطيع معي صبرا» قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا» قال: «كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» قال: قد أمرت أن أفعله «ستجدني إن شاء الله صابرا» «قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة» فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له موسى تخرقها «لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا. قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا» فانطلقا حتى أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال: «أقتلت نفسا (زاكية) بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا» ، قال: فأخذته ذمامة من صاحبه واستحيى ف «قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية» لئام وقد أصاب موسى جهد شديد فلم «يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه» ، فقال له موسى بما أنزل بهم من الجهد: «لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك» فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال: حدثني فقال: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا» فإذا مر عليها فرآها متخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها «وأما الغلام» فانه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأراد ربك أن يبدلهما «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما» الى قوله «ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا» . رواه مسلم عن عبد بن حميد .
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قال: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي قال: حدثنا سعيد بن عبد الملك قال: حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام موسى عليه السلام يوما في قومه فذكرهم بأيام الله، وأيامه نعماه، ثم قال: ليس أحد خيرا مني ولا أعلم مني، فأوحى الله إليه، أما خير منك فالله أعلم من هو خير منك، وأما أعلم منك فرجل على شاطىء البحر، فلما أراد أن يطلبه قيل له تزود معك حوتا مالحا، فحيث تفقد الحوت ثم تجد الرجل، قال: فخرج هو وفتاه حتى أتيا الصخرة وهو على شاطىء البحر فقال موسى لفتاه: مكانك حتى آتيك، فانطلق موسى لحاجته فحز الحوت فوقع في البحر فاضطرب فجعل لا يصيب شيئا من ذلك الماء إلا جمد ذلك الماء، فاتخذ سبيله في البحر شبه النقب، فقال الفتى: لو جاء موسى لأخبرته بما رأيت من العجب فجاء موسى، ونسي الفتى قال: فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من التعب والنصب فقال موسى لفتاه: «آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا» قال: فذكر الفتى، فأخبره، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا، يقتصان الأثر حيث جاءا حتى أتيا شط البحر، فإذا رجل نائم مستغش ثوبه فسلما عليه فرد عليهما، فقال: من أنتما؟ فقال: موسى بني اسرائيل، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: فما كان فيما أنزل الله عليك من التوراة شفاء إنك ستراني أعمل أشياء أمرت بها ولا تستطيع عليها صبرا، قال: «ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا» فانطلقا حتى أتيا سفينة، وكانت تلك السفينة لا يركبها أحد حتى يعطي الكراء، فركبا ولم يعطيا الكراء، فلما بلغ شط البحر خرقها، قال له موسى: سبحان الله، «أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا، قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا» فانطلقا حتى أتيا على غلمان يلعبون فنظر الى أنضرهم وجها وأخدرهم فأخذه فذبحه، فقال له موسى: سبحان الله «أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا» والزكية التي لم تذنب، قال: فكأن موسى تذمم مما قال له، فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فلم يطعموهما ويضيفوهما، فوجدا فيها جدارا مائلا فنقضه فأقامه فقال له موسى عليه السلام: سبحان الله والله ما أبلوك هذا البلاء، استطعمتهم فلم يطعموك وتضيفتهم فلم يضيفوك، فلو اتخذت عليه أجرا، قال: فقال له الخضر: «سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا» قال: فأخذ موسى بثوبه فقال: بيّن لي، فقال: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» الى قوله: «غصبا» إلا سفينة يرى بها عيبا، فخرقها فإذا تركها الملك رقعها أصحابها خشبة وانتفعوا بها، وأما الغلام فإنه طبع على الكفر، وكان قد ألقى عليه من أبويه محبة منه، فتخوفنا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، «فأراد ربك أن يبدلهما» الآية، فثقلت أمه بغلام هو «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة» الى قوله: «صبرا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رحمة الله علينا وعلى موسى أما إنه لو صبر لرأى الأعاجيب.
أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي من لفظه قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله.
وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل، قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب أن الخضر قال لموسى عليهما السلام: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها.
قال: وأخبرنا ابن مروان قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا ابن خبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: بلغني أن الخضر قال لموسى عليهما السلام لما أراد أن يفارقه: يا موسى تعلم العلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به.
قال: وحدثنا ابن مروان قال: أخبرنا الحسن بن علي بن موسى بن طريف عن يوسف بن أسباط قال: بلغني أن موسى قال للخضر: ادع لي، فقال له الخضر: يسر الله عليك طاعتك .
أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قال: أخبرنا أبو طالب العشاري قال: حدثنا أبو الحسين بن شمعون الواعظ قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا محمد بن يزيد بن حبيش قال: حدثنا محمد بن جعفر المخزومي عن المغيرة ابن زياد عن الشعبي قال: قال ابن عباس: الكنز الذي ذكره الله في كتابه: «وكان تحته كنز» في ذلك الكنز لوح من ذهب مكتوب فيه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها.
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن حميد بن الحسن الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد ابن بوان الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقاز قال: حدثنا عبد الله بن وهب وأنا أسمع على الثوري قال مجاهد: قال أبو الودّاك: قال أبو سعيد: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أخي موسى عليه السلام: يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه يا موسى إنك ستراه، فلم يلبث موسى إلا يسيرا حتى أتاه الخضر عليهما السلام وهو طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك عز وجل يقرئك السلام، قال: ورحمة الله وبركاته. قال موسى عليه السلام: هو السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين، لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل ولا قرار، وإنما جعلت بلغة للعباد ولتزودوا منها للمعاد، يا موسى وطّن نفسك على الصمت تلقّى الحكمة وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكونن مكاثرا بالمنطق مهذارا، فإن كثرة المنطق يشين العلماء ويبدي مساوىء السخط، وليكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء فإن ذلك فعال الحكماء، وزين العلماء، وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حليما، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر وأعظم يا بن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الانكلاف والتعسف من الإقحام والتكلف، يا بن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه، يا بن عمران من لا تنتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدا، ومن يحقر حاله ويتهم الله عز وجل فيما قضى له كيف يكون زاهدا هل يكف عن الشهوات من قد غلب عليه هواه أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه، لأن سفره الى آخرته وهو مقبل على دنياه، يا موسى تعلم ما تعلمت لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره، ويكون لعيرك نوره، يا موسى اجعل الزهد والتقوى لباسك والعلم والذكر كلامك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات وزعزع ما بالخوف قلبك فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرا فإنك لا بد عامل شرا. وقد وعظت إن حفظت، قال: فتولى الخضر عليه السلام حزينا مكبوتا ينظر.
أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي بسمرقند قال: أخبرنا السيد أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي- إملاء- بسمرقند قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني قال: حدثنا محمد بن المعافى الصيداوي بصور قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال: قرىء على عبد الله بن وهب وأنا أسمع قال الثوري: قال مجالد: قال أبو الوداك، قال أبو سعيد الخدري، قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أخي موسى عليه السلام يا رب وذكر كلمة فأتاه الخضر، وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام، قال موسى: هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى عليه السلام: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعذك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فارغ فانظر ماذا تحشو به وعاءك، وانحرف عن الدنيا وانبذها فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنما جعلت بلغة للعباد وتزود منها للمعاد، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإن العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوىء السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد وأعرض عن الجهال وباطلهم واحلم عن السفهاء فإن ذلك فعل الحلماء وزين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وسبّه إياك أعظم يا بن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف، يا بن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه.
أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي .
قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن اسماعيل التككي قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا عثمان بن أحمد السماك قال: حدثنا الحسن ابن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال موسى للخضر عليهما السلام: أوصيني قال: ستر الله عليك طاعته.
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشاهد بقراءتي عليه في دار أبيه الخليل، ح.
وأنبأنا أبو اليمن الكندي عن وجيه بن طاهر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي التاجر قال: أخبرنا أبو بكر بن عمر بن روح بن علي النهرواني بها قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الحسين بن محمد قال: سمعت كثير بن الحارث يقول: لما ودع الخضر داوود عليهما السلام قال: ستر الله عليك طاعتك.
أخبرنا أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الحلبي قاضي منبج، قال: أنبأنا الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الحلبي، قال: أخبرنا أبو الاسوار عمر بن منخّل الدربندي، قال: حدثنا محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار، وتميم بن عبد الواحد، وعمر بن أحمد بن عمر الأصبهانيون بها، قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو ابن مهدي، قال: أخبرنا أبو الحسن المحمودي محمد بن محمود بن عبد الله الفقيه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن هشام الرازي بمرو، قال: حدثنا أحمد ابن العلاء بن هلال القاضي، قال: حدثنا سليمان بن عبد الله، ح.
قال أبو سعيد: وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الضحاك، قال: حدثنا محمد بن علي بن ميمون العطار، قال: حدثنا أبو الخطاب سالم بن عبد الله، قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا محمد بن زياد الأرهاني عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
بينا هو ذات يوم يمشي في سوق من أسواق بني اسرائيل، إذ أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدق عليّ بارك الله فيك، فقال الخضر: آمنت بالله ما يرد الله من أمر يكن، ما عندي من شيء أعطكيه، فقال المسكين: أسألك بوجه الله أن تتصدق عليّ إني نظرت الى سيماء الخير في وجهك، ورجوت البركة عندك.
فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيك إلا أن تأخذني فتبيعني، قال المسكين: فهل يستقيم هذا؟. قال: نعم. الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي، فبعني. فقدمه الى السوق فباعه بأربعمائة درهم، قال: فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال الخضر: إنما ابتعتني التماس خيري فأوصني بعمل، قال: أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشق علي، فقال: أضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك، ومضى الرجل لسفره، فرجع وقد شيد بناءه، قال: أسألك بوجه الله ما حسبك، وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله، ووجه الله أوقفني في العبودية، وقال الخضر: سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني، فأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة جلد ولا لحم إلا عظم يتقعقع، فقال الرجل: آمنت بالله، شققت عليك يا رسول الله ولم أعلم. فقال: لا بأس أبقيت وأحسنت، فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أحكم في أهلي ومالي ما أراك الله أن أخيرك فأخلي سبيلك، فقال: أحب أن تخلي سبيلي يا عبد الله، فخلى سبيله، فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية وأنجاني منها.
وفي هذا دليل على أن الخضر كان نبيا مرسلا لقوله: يا رسول الله في إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول القائل يا رسول الله.
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش، قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا حسين بن علي بن مهران قال: حدثنا عامر بن فرات عن أسباط عن السدي، قال: كان ملك، وكان له ابن يقال له الخضر والياس أخوه أو كما قال، قال: فقال الناس للملك: انك قد كبرت وابنك الخضر لا يدخل في ملكك فلو زوجته لكي يكون ولده ملكا بعدك، فقال له: يا بني تزوج، قال: لا أريد، قال: لا بد لك، قال: فزوجني، فزوجه امرأة بكرا، فقال لها الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فإن شئت عبدت الله معي وأنت في طعام الملك ونفقته، وان شئت طلقتك؟ قالت: بل أعبد الله معك، فلا تظهري سري فإنك ان حفظت سري حفظك الله وان أظهرت عليه أهلك أهلكك الله، فكانت معه سنة لم تلد فدعاها الملك، فقال: أنت شابة، وابني شاب فأين الولد، وأنت من نساء ولّد؟ فقالت: انما الولد بأمر الله، ودعا الخضر فقال له: أين الولد يا بني فقال: الولد بأمر الله، فقيل للملك: فلعل هذه ال مرأة عقيم لا تلد، فزوجه امرأة قد ولدت، فقال للخضر: طلق هذه، فقال: تفرق بيني وبينها وقد اغتبطت بها. قال: لا بد، فطلقها ثم زوجه ثيبا قد ولدت، فقال لها الخضر كما قال للأولى، فقالت: بل أكون معك، فلما كان الحول دعاها فقال: إنك ثيّب قد ولدت قبل ابني فأين ولدك، فقالت: هل يكون الولد إلا من بعل، وبعلي مشتغل بالعبادة لا حاجة له في النساء.
فغضب الملك وقال: اطلبوه. فهرب، فطلبه ثلاثة، فأصابه اثنان منهم، فطلب إليهما ان يطلقاه، فأبيا، وجاء الثالث فقال: لا تذهبا به فلعله يضربه وهو ولده، فأطلقاه، ثم جاؤوا الى الملك فأخبره الاثنان أنهما أخذاه وان الثالث أخذه منهما. فحبس الثالث، ثم فكر الملك فدعا الاثنين، فقال: أنتما خوفتما ابني حتى ذهب، فأمر بهما فقتلا، ودعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني، وأفشيت سره لو كتمت عليه لاقام عندي، فقتلها، وأطلق المرأة الأولى والرجل. فذهبت المرأة فاتخذت عريشا على باب المدينة فكانت تحتطب وتبيعه وتتقوت بثمنه، فخرج رجل من المدينة فقير، فقال: بسم الله. فقالت المرأة: وأنت تعرف الله؟ قال: أنا صاحب الخضر، قالت: وأنا امرأة الخضر، فتزوجها وولدت له، وكانت ماشطة ابنه فرعون.
فقال أسباط عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها، فقالت: سبحان ربي، فقالت ابنة فرعون: أبي؟. قالت: لا، ربي ورب أبيك، فقالت: أخبر أبي؟. قالت: نعم، فأخبرته فدعا بها فقال: ارجعي، فأبت. فدعا بنقرة من نحاس وأخذ بعض ولدها فرمى به في النقرة وهي تغلي، ثم قال: لها: ترجعين؟ قالت: لا فأمر بها، قالت: إن لي حاجة. فقال: وما هي؟. قالت: إذا ألقيتني في النقرة، تأمر بالنقرة أن تحمل ثم تكفى في بيتي الذي على باب المدينة وتنحى النقرة، وتهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا، فقال: نعم ان لك علينا حقا، قال: ففعل بها ذلك.
قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة. فقلت: يا جبريل ما هذا؟ فقال: هذا ريح ماشطة فرعون وولدها .
أخبرنا سليمان بن الفضل في كتابه، قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر، وهبة الله بن محمد بن محمد، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، قال: حدثنا أبو عبد الملك القرشي قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن السرح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب عمن حدثه عن ابن عجلان عن محمد بن المنكدر، قال: بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة، إذ بهاتف يهتف من خلفه لا تسبقنا بالصلاة يرحمك الله. فانتظره حتى لحق بالصف، فكبر عمر، وكبر معه الرجل، فقال الهاتف: ان تعذبه فكثير عصاك، وان تغفر له ففقير الى رحمتك، قال: فنظر عمر وأصحابه الى الرجل فلما دفن الميت وسوى الرجل عليه من تراب القبر، قال: طوبى لك يا صاحب القبر ان لم تكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا، فقال عمر: خذوا لي الرجل، نسأله عن صلاته وكلامه هذا عمن هو قال: فتوارى عنهم فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع فقال عمر: هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الحافظ بأصبهان- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن علي ببغداد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه قال: حدثنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء الهروي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حماد قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الله بن الوليد قال: حدثنا محمد بن جميل الهروي عن سفيان الثوري عن عبد الله ابن محمد عن يزيد الأصم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بينا أطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، فقال علي: أعد عليّ الكلام يا عبد الله، قال: وسمعت؟. فقال: نعم، قال: والذي نفس الخضر بيده- وكان هو الخضر- ما من عبد يقولهم في دبر الصلاة المكتوبة إلا غفر الله له ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج أو مثل زبد البحر أو مثل عدد ورق الشجر.
أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه بدمشق وأنا اسمع- قال: أنبأنا علي بن الحسن، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم بن علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن شيخ الاسلام محمود بن الملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا، وأبو عبد الله محمد بن حمد الارتاحي قال: أنبأنا أبو الحسن الفراء قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو اسماعيل الترمذي قال: حدثنا مالك بن اسماعيل قال: حدثنا صالح بن أبي الاسود عن محفوظ بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن يحيى قال: بينما علي بن أبي طالب رضي الله عنه يطوف بالكعبه اذا هو برجل متعلق بأستار الكعبه وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يبترم بالحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، قال: فقال له علي عليه السلام: يا عبد الله دعاؤك هذا، قال: وقد سمعته؟. قال: نعم. قال: فادع به في دبر كل صلاة، فو الذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء ومطرها وحصى الارض وترابها لغفر لك اسرع من طرفة عين.
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الباهلي قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا الحجاج بن فرافصه قال:
كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمر عليهم رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك ان حلفت ولا ينقص من رزقك ان لم تحلف، قال: امض لما يعنيك. قال: ان ذا مما يعنيني، فلما أخذ ينصرف عنهما قال: اعلم أنه من آية الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، وأن يكون في قولك فضل على عملك، واحذر الكذب في حديث غيرك، ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقام فأدركه، فقال: اكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله، قال: ما يقدره الله من أمر يكن، قال: فأعادهن عليّ حتى حفظتهن، ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده، قال: فكأنهم كانوا يرون انه الخضر أو الياس .
أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي قال: أخبرنا أبو سهل محمود ابن عمر بن محمود العكبري قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سليمان الماوردي قال: حدثنا أبو القاسم علي بن المخرمي قال: حدثنا عمر بن روح قال: حدثنا عبد الرحمن بن حبيب الحارثي عن سعد بن سعد عن أبي ظبيه عن كرز بن وبره قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي: يا كرز اقبل مني هذه الهديه فإن ابراهيم التيمي حدثني قال: كنت جالسا في فناء الكعبه أسبح، وأهلل فجاءني رجل فسلم عليّ وجلس عن يميني، فلم أر رجلا أحسن وجها منه ولا أطيب منه ريحا، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا أخوك الخضر جئتك لأسلم عليك وأعرفك ان من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها الحمد سبع مرات، وقل هو الله أحد سبع مرات، وقل يا أيها الكافرون سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر سبع مرات، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم سبع مرات، واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات حاز من الاجر ما لا يصفه الواصفون، فقلت للخضر: علمني شيئا ان عملته، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي. فقال: أفعل ان شاء الله، اذا انت صليت المغرب فواصل الصلاة الى عشاء الآخرة، ولا تكلم أحدا وسلم من كل ركعتين واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، فاذا انصرفت الى منزلك، فصل فيه ركعتين خفيفتين ثم ارفع يديك الى ربك وقل: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام، يا إله الأولين والآخرين يا رحمن الدنيا والآخره ورحيمهما، يا رب يا رب يا رب، يا الله، يا الله، يا الله صلى على محمد وعلى آل محمد، وافعل ذلك وأنت مستقبل القبلة ونم على شقك الايمن حتى تغرق في نومك وأنت تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ففعلت ذلك فذهب عني النوم من شدة الفرح- فأصبحت على تلك الحال حتى صليت الضحى ثم وضعت رأسي فذهب بي النوم فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وأجلسني فقلت له: يا رسول الله ان الخضر عليه السلام أخبرني بكذا وكذا، فقال: صدق الخضر، قالها ثلاثا، وكلما يحكيه الخضر حق وهو عالم أهل الارض، ورأس الابدال وهو من جنود الله في الارض.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا أبو سعيد الجسري- ان شاء الله- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي الميانجي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطرف قال: حدثنا محمد ابن الحسين العسقلاني قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: اشتكى محمد بن السماك فأخذنا ماءه وانطلقنا الى طبيب نصراني فبينا نحن بين الحيرة والكوفة استقبلنا رجل حسن الوجه طيب الرائحة، نقي الثوب، فقال لنا: الى أين تمرون؟ فقلنا: نريد فلان الطبيب نريه ماء ابن السماك، فقال: سبحان الله، تستعينون بعدو الله على ولي الله، اضربوه الارض وارجعوا الى ابن السماك، وقولوا له: ضع يدك على موضع الوجع وقل: وبالحق انزلناه، وبالحق نزل، ثم غاب ولم نره، فرجعنا الى ابن السماك فأخبرناه بذلك فوضع يده على موضع الوجع وقال ما قال الرجل فعوفي في الوقت وقال: ذاك الخضر عليه السلام.
نقلت من خط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان قال: حدثنا محمد بن سعيد الشفق قال: حدثنا محمد ابن أحمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: سمعت يعقوب بن كعب يقول: قفلنا من غزاة لنا فنزلنا تل سويد، قال: فنام أصحابي وبقيت أنا، قال: فإذا بهاتف يهتف من وراء التل وهو يقول: سبحان خالق النور، سبحان مدبر الامور، سبحان باعث من في القبور، طوبى لمن يسكن الثغور، قال: فأيقظت أصحابي فأخبرتهم، قال: فدرنا على التل على ان نرى أحدا فلم نر احدا فظننا انه الخضر عليه السلام.
أخبرنا يوسف بن خليل- فيما أجازه لنا، وسمعت منه بعضه- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن ابن مقسم يحكي عن أبي محمد الجريري قال: سمعت أبا اسحاق المارستاني يقول: رأيت الخضر عليه السلام فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم اني أسألك الاقبال عليك والاصغاء اليك، والفهم عنك، والبصيرة في أمرك والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على ارادتك والمبادرة في خدمتك وحسن الادب في معاملتك والتسليم والتفويض اليك.
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين ابن محمد العطار قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا اسحاق بن ابراهيم الاذرعي قال: حدثنا الحسين بن حميد العكي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثني محمد بن جامع قال: بلغنا أن الخضر عليه السلام بينا هو يساير رجلا اذ جلسا للغذاء فإذا بينهما شاة مشويه فلم يروا من وضعها مما يلي الخضر قد شوي ومما يلي الرفيق نيئا لم يشو، فقال له الخضر: إنك زعمت أنك لا تنال رزقك الا بالصب والعناء فيه فقم فأعن به واشوه. أما أنا فقد كفيته لأني زعمت أنه من يتوكل على الله كفاه فقد كفيته.
كتب إلينا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي- اجازة- قال: أخبرنا أبو عثمان الصابوني قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محرز بن حيان عن سفيان بن عيينة قال: رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه حسن الثياب منيفا على الناس، قال: فقلت في نفسي ينبغي ان يكون عند هذا علم، قال: فأتيته فقلت: تعلمنا شيئا، لعل شيئا، قال: فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه قال: فأتى المقام فصلى خلفه ركعتين خفف فيهما، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا وماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الذي لا أزول فهلموا إليّ أجعلكم ملوكا لا تزولون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: قال: أنا الملك الحي الذي لا أموت فهلموا إليّ أجعلكم أحياء لا تموتون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال؟ قال: أنا الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون، يعني فهلموا إليّ أجعلكم اذا أردتم أمرا قلتم له كن فيكون.
قال ابن عيينه: فذكرته لسفيان الثوري فقال: أما انا فعندي أنه كان ذاك الخضر عليه السلام ولكن لم تعقله.
أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: حدثنا ابو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل- املاء- قال: حدثنا عبد الواحد بن اسماعيل الروياني في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخبازي قال: سمعت أبا الحسن النهاوندي الزاهد في ديار المغرب يقول: لقي رجل خضرا النبي عليه السلام فقال له: أفضل الاعمال اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه، قال الخضر: وافضل الصلوات عليه ما كان عند نشر حديثه واملائه يذكر باللسان، ويكتب في الكتاب، ويرغب فيه شديدا، ويفرح به كثيرا، اذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم.
وقال علي بن أبي محمد: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزوقي قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: اخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو نصر القمار قال: حدثنا مسكين ابو فاطمة عن مورع بن موسى عن عمرو بن قيس الملائي قال: بينما أنا أطوف بالكعبة اذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول: من أتى الجمعة فصلى قبل الامام وصلى مع الامام وصلى بعد الامام، ومن أتى الجمعة فصلى مع الامام وصلى بعد الامام كتب من العابدين، ومن اتى الجمعه فلم يصل قبل الامام ولا بعد الامام كتب من الغابرين ثم ذهب فلم أره، فخرجت من الصفا اطلبه بأبطح مكة، فأحتبست عن اصحابي فسألوني فأخبرتهم قالوا: الخضر؟ قلت: الخضر صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- قراءة من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء ابن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب، قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابراهيم بن خالد عن عمر ابن عبد العزيز القرشي قال: رأيت الخضر صلى الله عليه وسلم يمشي مشيا سريعا وهو يقول: صبرا يا نفس صبرا لأيام ينفذ لتلك الايام الأبد، صبرا لايام قصار لتلك الايام الطوال .
أخبرنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا ضمرة عن السريّ بن يحيى عن رباح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر ابن عبد العزيز معتمدا على يديه، فقلت في نفسي: إن هذا لرجل كافي، فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا: قال: وهل رأيته يا رباح؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلّا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل.
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي البويطي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال: حدثنا أبو عبد الله بن خالد قال: حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الملطي امام مسجد الجامع بمصر قال: حدثني أبي قال: كان سعيد الأدم يصلي في اليوم والليلة ألف ومائتي ركعة وكان قطوبا عبوسا، فاتصل به عن أبي عمرو ادريس الخولاني وكان رجلا صالحا حسن الخلق ولم يكن له اجتهاد مثل سعيد الأدم في الاجتهاد والعبادة، وكان الخضر يزور ادريس الخولاني، فجاء إليه سعيد فسأله واستشفع به الى الخضر ليكون له صديقا قال: فقال له ادريس لما رآه: إن سعيد الأدم سألني مساءلتك لتكون له صديقا، وأنا أسألك أن تكون له صديقا وتلقاه فتسلم عليه، قال: فلقيه وهو داخل من باب البرادع فأخذ يده بكلتا يديه وقال له: يا مرحبا يا أبا عثمان كيف أنت، وكيف حالك؟ قال: فقال له سعيد: ما بقي إلّا أن تدخل في حلقي، قال: فالتفت فلم يره، فعلم أنه هو الخضر، فكان غرضه أن صلى الغداه، فخرج سعيد يريد ادريس، وكان سعد يدخل مع النجم ويخرج مع النجم، فصلى الغداة وخرج الى ادريس فوجد الخضر قد سبقه إليه، فقال له: يا أبا عمرو كان حالي مع سعيد كذا وكذا، والله لا رآني بعدها أبدا، إن حدثت أن جبلا زال عن موضعه فصدق، وإن حدثت عن رجل أنه زال عن خلقه فلا تصدق .
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال: حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فقال فيما حدثنا: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس- أو من خيرهم-، فيقول: أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيى: والله ما كنت أشد بصيرة مني الآن، قال: فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه.
قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة نحاس، وبلغني انه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)