حمدان بن يوسف بن محمد البابي الضرير
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 550 و 650 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
حمدان بن يوسف بن محمد البابي:
الضرير من أهل باب بزاعا، قرية جامعة من عمل حلب، شاعر مجيد قد ذكرنا له القصيدة اليائية التي يذكر فيها قرى وادي بزاعا وغيرها من قرى حلب في مقدمة الكتاب اجتمعت به في مجلس شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي في شهر رجب من سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وستمائة وأنشده قصيدة في مدحه وسمعتها من لفظه فأوردتها ها هنا بكمالها وهي:
إن تمادت في تجنيها نوار ... فبها منها إليها المستجار
أو رأت وصلي حراما في الهوى ... فلها فيما تريد الاختيار
ليس لي عنها وإن فندني عاذل ... باللوم والعذل اصطبار
طار نومي عن جفوني مذ جفت ... ففؤادي مستهام مستطار
غادة تطمع في الأنس وما شا ... نها إلّا التنائي والنفار
للورى من فرعها الداجي ومن ... وجهها الوضاح ليل ونهار
وإذا ما ست دلالا ورنت ... كلّت السمر العوالي والشفار
طرفها يفعل في عشاقها ... مثل ما تفعل في العقل العقار
فكأن الراح من مبسمها وثنا ... ياها على الصبّ تدار
كم جوى خامرني شوقا إلى ... ما حوى منها نقاب وخمار
يا لها من كاعب حوراء في ... لحظها غنج وسحر واحوار
أين من يأخذ باثأر فلي ... عند تلك الظبية الأدماء ثار
في جفوني من دموعي لحج ... وبقلبي من لظى الوجد شرار
واذا ما ضنت السحب ففي ... مقلتي سحب من الدمع غزار
من سناها تخجل الشمس ومن ... قدها الغصن اذا ما مالت يغار
فضياء البدر من بهجتها ... وقضيب البان ما ضم الا زار
أكتم الحبّ ولكن الهوى ... سره المكتوم في القلب جهار
غادرتني مثلا بين الورى ... ليس لي غمض ولا عندي قرار
عيرتني بهواها أسرة ... قلت مهلا ما على العاشق عار
لو رأيتم وجه من همت بها ... لعلمتم أن لي فيه اعتذار
كملت في حسنها الموفى كما ... كمل الفخر الشريف الافتخار
الامام الأروع الصدر الذي ... قد كفاه المدح علم ونجار
نسب منه على البدر سرار ... وعلى الشمس شعار ودثار
وعليه كلما بينته من ... رسول الله سيما ووقار
تقصر الألباب عن ادراكه ... فإذا ما حاولوا الادراك حاروا
وكأن الناس في أحوالهم ... كنقود بهرجت وهو نضار
ظهرت بين الورى سيرته ... وتبدتّ مثل ما يبدو النهار
كل فخر حازه أهل النهى ... فهو جزء من علاه مستعار
كلم تسمع من أيسرها ... حكما فيهن للدر احتقار
كلم تسمع من أيسرها ... حكما فيهن للدر احتقار
أبدا ما قاله ممتثل في الدنا ... يومي اليه ويشار
يعذب الاسهاب من ألفاظه ... ومن الغير يملّ الاختصار
من أياديه لنا سحب غزار ... أبدا تترى إذا ضنّ القطار
وبجنبيه من الحليم جبال ... راسيات ومن العلم بحار
كل يوم لثغور الدين من ... علمه الجم ابتسام وافترار
وبأغصان الاماني أبدا لذوي ... البؤس من النجح ثمار
أيها المولى الذي عن طوله ... في مساعيه لا عداه اقتصار
يا شريفا شرف الدهر به ... فهو للدنيا وللدين منار
أنت من قوم اذا ما شفعوا ... لا مرىء في الحشر لم تمسسه نار
زرت مغناك الذي إن زاره ... مستميح لم يرعه الافتقار
راجيا صرفك جيش البؤس ... عن ريع مسكين له فيه مغار
وانتصاري بك يا من لم يزل ... أبدا منه لراجيه انتصار
جاء بالاقبال يسعى رحب ... بعد بعد ودنا منه المزار
رجب الله تعالى شهره فله ... بين الشهور الاشتهار
فابق مسرورا مهنّا بالعلى ... أبدا ما طرد الليل النهار
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)