الحسين بن علي بن عمر بن عيسى الحلبي العبسي القمي أبي القاسم
ابن كوجك
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الحسين بن علي بن عمر بن عيسى:
أبو القاسم الحلبي، المعروف بابن كوجك العبسي القمي الأصل، شاعر مجيد من أهل حلب، وكان يورق حسنا. روى عن أبي مسعود كاتب حسنون المصري، وعن أبيه علي بن عمرو، وأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري الحلبي الشاعر، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الانطاكي، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي، وأبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني. روى عنه ولده علي بن الحسين وغيره ولأبي بكر الصنوبري إليه أبيات.
قرأت في شرح شعر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، الذي جمعه وشرحه أبو عبد الله بن خالويه أبياتا لأبي القاسم الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي، قالها في سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، لما بنى الحدث، وسكن أهلها بها، وقصدها نقفور ملك الروم في جموع عظيمة، ونفر اليه سيف الدولة، فهرب عند اشرافه عليه، قبل اللقاء، وخلى أصحابه السلاح، فاشتد على سيف الدولة قرب نقفور، وذكر أبو عبد الله بن خالويه بعض القصيدة، وقال: انها قصيدة يصف فيها الحال، كثيرة المحاسن، والأبيات التي ذكرها:
رام هدم الاسلام بالحدث المؤذن ... بنيانها بهدم الضلال
نكلت عنك منه نفس ضعيف ... سلبته القوى رؤوس العوالي
فتوقى الحمام بالنفس والمال ... وباع المقام بالارتحال
ترك الطير والوحوش سغابا ... بين تلك السهول والأجبال
ولكم وقفة قريت عفاة ... الطير فيها جماجم الأبطال
أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: الحسين بن علي بن كوجك أبو القاسم الكوجكي، حدث بطرابلس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عن أبي مسعود كاتب حسون المصري وعن أبيه علي، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الأنطاكي، وأبي بكر أحمد ابن محمد الصنوبري الشاعر، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي وغيرهم. كتب عنه بعض أهل الادب، وأنشد له بعض هذه الأبيات:
وما ذات بعل مات عنها فجأة ... وقد وجدت حملا دوين الترائب
بأرض نأت عن والديها كلاهما ... تعاورها الوراث من كل جانب
فلما استبان الحمل منها تنهنهوا ... قليلا وقد دبّوا دبيب العقارب
فلما غدا للمال ربا ونافست ... لاعجابها فيه عيون الكواعب
وكاد يطول الدرع في القد جسمه ... وقارب أسباب النهى والتجارب
وأصبح مأمولا يخاف ويرتجى ... جميل المحيا ذا عذار وشارب
أتيح له عبل الذراعين محذر ... جرى على أقرانه غير هائب
فلم يبق منه غير عظم مجزر ... وجمجمة ليست ذات ذوائب
بأوجع مني يوم ولت حدوجهم ... يؤم بها الى دون وادي غباغب
وقع إلي جزء في مدائح الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين بن المهذب الكاتب كاتب العزيز والمعتز الفاطميين بمصر فقرأت فيه قصيدتين من شعر الحسين بن علي بن كوجك يمدح بهما أبا جعفر المذكور إحداهما نقلت منها:
ما وقوفي بمربع مجهول ... وسؤالي لرسم دار محيل
درست آيه فأصبح ... كالوحي لنشر الصبا وطي القبول
فتعفى فما به غير نوئي ... لائح في مجال رمل مهيل
يفتق البرق ما تنسج كف ... الرعد بين الربى وبين السهول
بعد أنس من الأنيس وأوقات ... سرور في ظل عيش ظليل
إذ شبابي رهن المجون لدى ... الحانة لا أرعوني لعذل عذول
ساحبا بردة الصبى خالعا ... فيه عذاري الى وصال الشمول
يا ليالي الهوى سقيت فكم ... واصلت فيك المنى بخل وصول
ابكر الراح بكرة في ندامي ... واصلوها في بكرة وأصيل
يترك العاقل اللبيب إذا ... واصل أقداحها بلا معقول
دع صفات اللذات وإله ... عن اللهو بمدح المسود البهلول
بأبي جعفر محمد الفاضل ... بابن المهذب المأمول
طاب فرعا ولم نزل نعرف ... الفرع قديما يزكو لطيب الأصول
ترب مجد سما باكليل فخر ... طال حتى علا على الاكليل
حسن البشر طيب النشر محمود ... السجايا مؤمل في المحول
كاتب ينثر البلاغة كالدر ... نظيما ما بين نظم الفصول
قلم في يمينه يقلم الخطب ... ويأتي على الزمان المهول
بين سنيه للوفود هبات ... ناطقات بصحة التأميل
يستقي الفهم عن فؤاد صحيح ... الرأي لا ذاهل ولا معلول
مرهف الحد مقبل الجدا ... مضى في الملمات من حسام صقيل
وأما القصيدة الاخرى فأولها:
نمت بمكنون الأسى أشجانه ... فغدت شهودا في الهوى أجفانه
وتذكر الأوطان حين نأت به ... عن قربها أيامه وزمانه
شوق أمر من الفراق يشوقه ... وجوى يهيج وهجه نيرانه
غربت به أيامه فطوته عن ... خلانه فبكى له أخوانه
وغدا وريعان الشباب يروعه ... بفراقه لما ارعوى ريعانه
لاح المشيب بعارضيه فصده ... فغدا قصيرا في المجون عنانه
وطوى الهوى طي المشيب شبابه ... فجفا حبائبه وهم أشجانه
قال في المدح يصف كتابته:
وإذا الصوارم والأسنة أرهفت ... فابن الدواة حسامه وسنانه
وإذا ثلاث بنانه ارتحلته في ... طرس أتى بالسحر منه بنانه
يدع الطروس إذا علاها نزهة ... من نظم نثر خطّه عقيانه
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)