الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن:
ابن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، أبو محمد الحسيني، القاضي القمي، انتقل أبوه العباس بن الحسن من قم إلى حلب، وانتقل معه ابنه الحسن وأخوته الباقون في أيام سيف الدولة بن حمدان، ثم انتقل أبو محمد واخوته الى دمشق وولي أبو محمد قضاء دمشق، ثم إن الحاكم أرسله عنه الى حلب الى أبي نصر منصور بن لؤ لؤ السيفي ، فتوفي بها وكان رئيسا نبيلا جوادا ممدحا.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن إدريس بن الحسن الادريسي الحسني: قال لي الشريف نظام الدين أبو العباس بن أبي الجن الحسيني: كانت نقلتنا الى حلب- يريد نقله الحسن أبي محمد القاضي، وأخيه مع أبيهما، الى حلب من بلد العجم- أيام سيف الدولة.
قرأت بخط الشريف أبي الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمد الزيدي في كتابه «المجرد في النسب » قال: والعقب من أبي الفضل العباس بن الحسن بن الحسين ابن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل: أبو محمد الحسن القاضي، كان بدمشق، وأبو طالب محمد، وأبو عبد الله الحسين، وأبو الحسن علي القاضي كان ببعلبك، أمهم مريّه من العرب اسمها نقية. قال أبو الغنائم: كان القاضي أبو محمد الحسن، مقدم أهل بيته ورئيسهم، وكان جوادا وصولا بارا بأهله رضي الله عنه.
ونقلت من «كتاب المجدي في أنساب الطالبيين» تأليف الشريف أبي الحسن بن محمد بن علي العلوي العمري، المعروف بابن الصوفي، جمعه للشريف مجد الدولة أبي الحسن بن فخر الدولة أبي يعلى حمزة بن حاكم الدولة، صاحب هذه الترجمة الحسن بن العباس، وذكر في أثناء الكتاب شيئا من نسب أبي الحسن فقال: ومنهم، يعني، من ولد العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن الشريف القاضي بدمشق هو: الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن، مات عن أولاد سادة ولوا نقابة النقباء بمصر، والنقابة والقضاء بدمشق، وذكر من عقبه من صنف له الكتاب.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن العباس بن الحسين أبي الجن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الحسيني، ولي القضاء بدمشق خلافة أبي عبد الله محمد بن النعمان قاضي أبي علي منصور، الملقب بالحاكم، وكان أصلهم من قم، فانتقل أبو العباس الى حلب، وانتقل الحسن وأخوته الى دمشق، وولي قضاءها، ثم أرسله الملقب بالحاكم رسولا الى أمير حلب، فقال أبو الحسن ابن الدويدة المعري فيه، لما أن قدم الى حلب:
رأى الحاكم المنصور غاية رشده ... فأرسله للعالمين دليلا
أتى ما أتى الله العلي مكانه ... فأرسل من آل الرسول رسولا
فمات، فلما توفي رثاه الشعراء فقال فيه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسن ابن محمد الحسيني النسابة:
فروعك يا شريف شهدن حقا ... بأن الطاهرين لها أصول
على حال الرسالة في صلاح ... فقدت وهكذا فقد الرسول
قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: وفي ليلة الاربعاء لاثنين وعشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربعمائة ورد من حلب فيج بكتاب أبي تراب محسن بن أبي الجن يذكر فيه أن عمه أبا محمد بن أبي الجن الشريف القاضي مات بحلب يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة أربعمائة
أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الدمشقي قال: ذكر أبو محمد بن الاكفاني أن أبا محمد توفي في جمادى الاولى سنة أربعمائة. قال غيره: بحلب، وحمل الى دمشق، فدفن بها.
قرأت بخط أبي الغنائم الزيدي قال وتوفي القاضي أبو محمد بحلب سنة أربعمائة ونقل الى دمشق.
وقرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، وذكر أنه نقله من خط عبد المنعم بن علي النحوي قال: وفي جمادى الآخرة وصل تابوت الشريف أبي محمد ابن أبي الجن من حلب فدفنوه ببستانه الذي شقته في قصره.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)