الحسن بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي النسابة العلوي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة336 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • الرقة - سوريا
  • حلب - سوريا

نبذة

الحسن بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسين النسابة العلوي، شريف حسيني رئيس جواد كان مختصا بالإخشيذ، محمد بن طغج وسيره الى محمد بن رائق، وهو بحلب ليصلح بينهما، ثم توجه الإخشيذ الى حلب، ومضى معه الى المتقي وهو بالرقة وأكرمه المتقي ثم ان الإخشيد سيره بعد ذلك الى سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، فأصلح بينهما، وزوج سيف الدولة بابنة الإخشيد، وكان مثريا متمولا.

الترجمة

الحسن بن طاهر بن يحيى:
ابن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسين النسابة العلوي، شريف حسيني رئيس جواد كان مختصا بالإخشيذ، محمد بن طغج وسيره الى محمد بن رائق، وهو بحلب ليصلح بينهما، ثم توجه الإخشيذ الى حلب، ومضى معه الى المتقي وهو بالرقة وأكرمه المتقي ثم ان الإخشيد سيره بعد ذلك الى سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، فأصلح بينهما، وزوج سيف الدولة بابنة الإخشيد، وكان مثريا متمولا.
وذكر أبو الحسن الديلمي في «سيرة سيف الدولة» في حديث وقعة قنسرين قال: وسار الأمير سيف الدولة فلم يتعبه أحد من عسكر الإخشيذ وقطع الفرات من جسر منبج، وسار الاخشيذ فنزل الرقة، ونزل سيف الدولة مقابل عسكر الإخشيذ، ومشى الحسن بن طاهر في الصلح بينهما، واستقر على أن أفرج الإخشيذ لسيف الدولة عن حلب وحمص وأنطاكية، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين- يعني- وثلاثمائة.
قرأت في كتاب «نزهة القلب المعنى في نسب بني المهنا  » تأليف الشريف النقيب محمد بن أسعد الجواني النسابة قال: كان الحسن بن طاهر قد قدم على الإخشيذ بمصر، وتوسط بينه وبين محمد بن رائق وبينه وبين سيف الدولة بن حمدان، واتسع أمر الحسن بن طاهر واختص به الإخشيذ حتى بلغ ارتفاع ضياعه مائة ألف دينار.
وقع إليّ نسخة كتاب من انشاء البختري في الصلح بين الإخشيذ ومحمد بن رائق كتبه عن الإخشيد محمد بن طغج وقال في أثناء الكتاب: ويسر لنا من أبي محمد الحسن بن طاهر أعزه الله ميمون النقيبه، مأمون السفارة، فسعى بيننا بحسن النية، وصدق الروية، وعرق النبوة، وارادة المصلحة، فعطفنا على فضيله السلم، فتسابقنا اليها تسابق فرسي رهان اجتهدا جريا، فوردا معا فأحرزنا غايتها، وفزنا بشرفها وحوينا مزيتها، وفئنا الى أمر الله وتعاطينا السواء، وآثرنا الوفاء. وذكر تمام الكتاب.
قرأت في «سيرة الإخشيذ محمد بن طغج» جمع الحسن بن إبراهيم بن زولاق  قال: وكان الإخشيذ قد اختص من الاشراف بعبد الله بن أحمد بن طباطبا، وبالحسن بن طاهر بن يحيى وكانا لا يفارقانه، هذا حسني وهذا حسيني، وبينهما عداوة الرئاسة والاختصاص إلّا أن الحسن بن طاهر ناب عنه وسافر في صحابه، وتوسط بينه وبين محمد بن رائق مرتين، وتوسط بينه وبين ابن حمدان، وذكر أن سفارة الحسن بن طاهر بين الإخشيد ومحمد بن رائق في الصلح كانت في سنة ثمان وعشرين، وذكر أن الإخشيذ رد مزاحم بن محمد بن رائق حين سيره ابن رائق اليه بعد أن أحسن اليه مع الحسن بن طاهر الى أبيه، وزوج الإخشيد ابنته فاطمة من مزاحم بن محمد بن رائق، تولى ذلك أبو محمد الحسن بن طاهر، وان الحسن بن طاهر سفر في الصلح بينهما وقرر الأمر، وسيأتي ذكر ذلك مستوفى في موضعه ان شاء الله تعالى. وذكر ابن زولاق أيضا في سيرة الإخشيذ هذه: قال وورد في سنة تسع وعشرين نعي أبي علي عبيد الله بن طاهر والد مسلم، فلم يتأخر عن تعزيته أحد وكان الحسن بن طاهر أخوه عليلا فكتم ذلك عنه، فركب الإخشيذ الى أبي جعفر مسلم فعزاه وسقاه الشراب، ثم سأل: هل علم أبو محمد الحسن ابن طاهر بوفاة أخيه؟ فقالوا: لا، فركب إليه عائدا وعزاه.
قال ابن زولاق: وكان الحسن بن طاهر قد خدم الإخشيذ وناب عنه، وكان السفير بينه وبين محمد بن رائق وانتقع معهما، حتى بلغ ارتفاع أملاكه مائة ألف دينار سوى أرزاقه وأرزاق بيته وعبيده ومواليه، وكان أيضا هو السفير بين الإخشيذ وبين من نازعه.
قال ابن زولاق: وحدثني بعض الكتاب قال: كان محمد بن رائق لما سار لقتال الإخشيذ راسله الإخشيذ بأبي محمد الحسن بن طاهر بن يحيى الحسيني، وكانت كتب الحسن بن طاهر ترد من الشام الى أخيه الحسين بن طاهر شقيقه، وكان ينوب عنه ويوقف الإخشيذ علي ما يرد عليه ويوفقه على كتبه، وكان اذا كتب الى الإخشيذ كتب مع الطائر، ويكتب كثيرا الى أخيه الحسين، فقال أبو عبد الله الحسين بن طاهر: فورد علي كتاب أخي الحسن بن طاهر من الشام يقول فيه وتسأل الإخشيذ أن يعفيني من ضمان بلبيس وفاقوس  فاني قد عجزت عنهما لقلة فائدتهما وكثرة غشيان البوادي لها، ولم تكن هاتان الضيعتان في يد أخي فحملت الكتاب وجئت به الى الإخشيد وقرأته عليه فقال: هاتوا حديد بن الحصّان- يعني- كاتب ديوان الخراج، فقال في أبي محمد الحسن بن طاهر ضمان بلبيس وفاقوس؟ قال: لا، قال: فأطرق، ثم قال: ما قصر أبو محمد فيما قاله، عزم محمد بن رائق يجيئنا على غفلة الى مصر فأشار أبو محمد بحفظ فاقوس وبلبيس يخرج الساعة الى فاقوس ثلاثة آلاف فارس وراجل والى بلبيس مثلها وتزاح عللهم، ويكونون على غاية اليقظة ولا ينامون الليل، ويحفظون هذه المواضع، قال الحسين بن طاهر فعجبت من فطنته وكتبت الى أخي: قد أعفاك من ضمان فاقوس وبلبيس وضمنها ممن يقرر عليهما، لان الحسن بن طاهر كان يتقي محمد بن رائق أن تقع كتبه في يديه فانها وقعت في يده مرة، فحدثني سليمان بن الحسن بن طاهر قال: أرسل محمد ابن رائق الى أبي فركب وأخذني معه فدخل عليه وهو مقطب، فلما جلس لم يكن منه إليه الانبساط الذي يعرفه فقال له: ايش خبر الأمير فقال: قد وقعت في أيدينا كتبك الى محمد بن طغج، قال: مع من؟ قال: مع صاحبك المعروف بالزطّي فقال: سبحان الله ما أصاب الأمير الدين ولا السياسة، فأما الدين فنهى جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلع أحد في كتاب أخيه بغير أمره، والسياسة انخراق الهيبة، أفليس يعلم الامير أني جئته من قبل محمد طغج، أفلي بد من مكاتبته وتعظيم أمره في غيبته وأن أطلعه على ما يحتاج اليه، فهذه رسل الأرض فايش يقول الأمير في رسل السماء؟ قد والله كتبت مع الطائر أكثر من هذا، وأستودع الله الامير ما يراني بعدها، فأخذ بذيله وما زال يرفق به ويترضاه ويقول له: أنت أولى من احتمل، وكان شريفا قوي النفس جريئا في خطابه وأكثر نعمته اكتسبها في هذه الوساطة بين هذين الرجلين.
وذكر ابن زولاق في هذا الكتاب في حديث اجتماع الاخشيذ والمتقي على الرقة قال: وطلب منه المتقي الحسن بن طاهر الحسيني فأدخله اليه، وكنى المتقى الحسن بن طاهر في مجلسه وعطس المتقي فشمته الحسن بن طاهر فقال المتقي: يرحمك الله أبا محمد.
قلت: وهذا من المتقي زيادة عظيمة في الحرمة فان الخليفة كان لا يكنى أحدا حتى انه بلغني أنه قال في هذه النوبه للاخشيد: كيف أنت يا أبا بكر فاستعظم الإخشيد ذلك، وكتب الى نائبه بمصر وقال له: أكرمني أمير المؤمنين وكناني وقال لي: كيف أنت يا أبا بكر؟.

وذكر ابن زولاق في مسير الإخشيذ الى قنسرين والتقائه مع سيف الدولة واستظهار سيف الدولة على الاخشيد، وان الاخشيذ عاد واستظهر على سيف الدولة، وأن الامير سيف الدولة عسكر مواجها للاخشيد فاختار الاخشيذ المسالمة وراسله بالحسن بن طاهر على مال يحمله اليه، وأن يكون لسيف الدولة من خرشنة  الى حمص، وزوجه ابنته فاطمة، وكان الولي الحسن بن طاهر بتوكيل الإخشيذ، فسر سيف الدولة بذلك، وعقد النكاح، ونثر سيف الدولة في مضربه على الحاضرين ثلاثين ألف دينار ونثر خارج المضرب أربعمائة ألف درهم، وحمل الى الحسن بن طاهر مالا كثيرا وخلعا وحملانا.
قلت: والحسن بن طاهر هذا هو والد طاهر بن الحسن الذي مدحه المتنبي بقوله:
اعيدوا صباحي فهو عند الكواعب..  .
وسنذكره في حرف الطاء ان شاء الله تعالى.
ولما زرت الخليل صلى الله عليه وسلم في سنة سبع وثلاثين وستمائة، مضيت من زيارته الى مشهد اليقين فزرته  ، ورأيت في مغارة عند باب المشهد قبرا يزوره الناس مكتوب عنده على لوح من الرخام نقشا: هذا قبر فاطمة بنت الحسن بن طاهر ابن يحيى بن الحسن، وعلى لوح آخر من الرخام لذلك القبر مكتوب نقشا في الحجر:
اسكنت من كان في الاحشا مسكنه ... بالرغم مني بين الترب والحجر
يا قبر فاطمة بنت ابن فاطمة ... بنت الائمة بنت الأنجم الزهر
يا قبر بنت الزكي الطاهر ... الحسن بن طاهر من نماه أطهر البشر
يا قبر كم فيك من دين ومن ورع ... ومن حياء ومن صون ومن خفر

وعلى اللوح بخط النقاش الذي نقش اللوحين: صنعه محمد بن أبي سهل النقاش بمصر، وصاحبة القبر هي بنت الحسن بن طاهر هذا، والله أعلم.
وقال أبو الغنائم الزيدي النسابة في كتاب «نزهة عيون المشتاقين» أن الحسن بن طاهر توفي بمصر في شوال سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وذكر أن أمه أم ولد.
وقال ابن خداع في «كتاب المعقبين من ولد الحسن والحسين» - ووقع إليّ بخطه- وكان لأبي محمد الحسن حظ من الدنيا، وتقدم عند السلطان توفي بمصر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
ذكر محمد بن أسعد الجواني النسابة في كتابه الموسوم «بنزهة القلب المعنى في نسب بني المهنا» أن أبا محمد الحسن بن طاهر توفي بمصر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وقال القضاعي توفي في شوال من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
أنبأنا بذلك أحمد بن أزهر عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عنه.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)