محمد فهمي بن مصطفى العمري:
فاضل، له اشتغال بالأدب، وشعر. ولد بالموصل، وولي رياسة ديوان الإنشاء ببغداد مدة. وتقلب في المناصب. ثم عينته الحكومة العثمانية سفيرا في كرمانشاه (بإيران) ثم كان متصرفا بالسليمانية، وتوفي فيها، فنقل إلى الموصل. كان يجيد التركية والفارسية والفرنسية. وله رسائل بالعربية والفارسية. وشعره كثير، في بعضه جودة .
-الاعلام للزركلي-
الحاج محمد فهمي العمري
1849 - 1873
هو بن مصطفى بن محمد أمين بن يونس بن مراد بن أبي الفضائل علي المفتي بن مراد بن الشيخ عثمان بن الحاج علي بن الحاج قاسم العمري.
ولد في الموصل سنة ١٩٤٩ م ونشأ في بيئة العلم والفضل. تلقى العلوم على علامة عصره المرحوم محمود الاسي، وشهد له بالفضل والأدب والبراعة والكمال اكابر علماء العصر.
أدبه: كان من أفذاذ الرجال فضلًا وعلماً وأدباً وفصاحة، جمع بين العلم والأدب والسياسة، وكان شاعراً مجيداً وناثراً بليغاً في اللغات العربية والفارسية والتركية، وأنتج في مراحل حياته القصيرة ما يعجز عن إنتاجه كبار الأعلام، ولو امتد به الأجل لأتى بالعجيب في ميدان التأليف، ومن شعره قصيدة طويلة مدح بها أستاذه السيد شهاب الدين محمود الألوسي ومنها قوله:
قف بالمطي اذا أتيت زرودا
وانشد هناك معاهداً وعهودا
وانزل بهاتيك الربوع لعل أن
تلقى هنالك قلبي المفقودا
اترى الزمان يعيد لي عصراً بها
هيهات ما كان الزمان معيدا
يا صباحي ترفقا في مغرم
لم يلف في داء الغرام ودودا
وله أيضاً في مدح الوالي محمد سعيد باشا سنة ١٣٦٤ (عندما سافر لبغداد).
المت بنا والليل قد اسبل البردا
وقد اسعدتنا في زيارتها سعدى
وقد وعدت ان تزور فاخلفت
ولكنها ذا اليوم قد انجزت وعدا
إلى أن يقول
لقد قدم الزوراء فاستبشرت به
وحازت بعليا مجده العز والسعدا
قدوم كسى دار الرصافة بهجة
والبس جيد الكرخ في حسنه عقدا
فمقلة بغداد به اليوم ابصرت
وعين الحديبا أصبحت بعده رمدا
ومن نظمه في الرثاء:
إيا عهدنا بالجزع هل انت راجع
وهيهات ما بعد الممات رجوع
خلت منكما ياصاحبي منازل
وقد اقفرت بالساكنين ربوع
بكيت سواد العين بعد بعادكم
ولم يبق عندي للبكاء دموع
وما كنت ادري لا وقبريكما بان
اعود وشملي بالفراق صديع
وله رحمه اللّٰه مخمساً لهذين البيتين:
ومهفهف كالريم في لفتاته
قلبي سبا والله في لحظاته
وممايلا كالغصن في حركاته
ومكارياً عاينت في وجناته
ورد يلوح وجلنار يخطف
ملك الجمال وقد سما بين الورى
أسر الفؤاد بقده لما سرى
وبعذره اسمع اخي ما قد جرى
اخذ الكرى مني واحرمني الكرى
بيني وبينك يامكاري الموقف
وقد تقلب في وظائف القضاء، ثم عين سفيراً للدولة العثمانية في بلاط الدولة الايرانية.
وفاته: وفي ٢٢ مارت سنة ١٢٨٩ رومية الموافقة لسنة ١٨٧٣ م توفي في مدينة السليمانية، ثم نقل إلى الموصل ودفن خارج باب الجديد في الموصل في مقبرة خاصة.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 176=