إسماعيل بن محمد بن علي بن حميد القرشي الإسكندراني أبي الطاهر

القائد

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 425 و 525 هـ
أماكن الإقامة
  • حلب - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

إسماعيل بن محمد بن علي بن حميد بن مكنسة القرشي: أبو الطاهر الإسكندراني الشاعر، ويعرف بالقائد شاعر مجيد مشهور، وفاضل بليغ مذكور، روى عنه شيئا من شعره علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي  ، وعطايا بن الحسن القرشي، ودخل حلب وسمع بها انشاد أبي الحسن علي بن مقلد بن منقذ.

الترجمة

إسماعيل بن محمد بن علي بن حميد بن مكنسة القرشي:
أبو الطاهر الإسكندراني الشاعر، ويعرف بالقائد شاعر مجيد مشهور، وفاضل بليغ مذكور، روى عنه شيئا من شعره علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي  ، وعطايا بن الحسن القرشي، ودخل حلب وسمع بها انشاد أبي الحسن علي بن مقلد بن منقذ.
قرأت في رسالة أبي الصلت أمية بن عبد العزيز في صفة  مصر ومن بها من الفضلاء قال: ومن شعرائها المشهورين أبو الطاهر إسماعيل بن محمد المعروف بابن مكنسة، وهو شاعر كثير التصرف، قليل التكلف، مفتن في نوعي جد القريض وهزله، وضارب بسهم دقيقه وجزله، وكان في ريعان شبيبته وعنفوان حداثته يتعشق غلاما من أبناء العسكرية المصريين يدعى عز الدولة بن فائق، وهو الآن بمصر من رجال دولتها المعدودين، وأكابرها المقدمين، ولم يزل مقيما على عشقه له وغرامه به الى أن محا محاسنه الشعر، وغير معالمه الدهر، ولم يزل عز الدولة هذا محسنا اليه مشتملا عليه الى أن فرق الموت بينهما.
وكان في أيام أمير الجيوش بدر الجمالي منقطعا الى عامل من النصارى يعرف بأبي مليح بن مماتي، وأكثر أشعاره فيه، فلما انتقل الامر الى الأفضل تعرض لا متداحه واستماحه، فلم يقبله ولم يقبل عليه، وكان سبب حرمانه ما سبق من مدائحه لأبي مليح ومراثيه، ولا سيما قوله:
طويت سماء المكرما ... ت وكورت شمس المديح
وتناثرت شهب العلا ... لما ثويت أبا مليح
من أبيات منها:
ماذا أرجي في حياتي ... بعد موت أبي المليح
كفر النصارى بعد ما ... غدروا به دين المسيح
قرأت بخط صديقنا عمر بن الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار الموصلي في مجموع ذكر أنه نقل هذا الخبر من مجموع بالديار المصرية: لما توفي ابن مماتي عامل ديوان النظر الخاص يومئذ فرثاه ابن مكنسة، شاعر الدولة المصرية، والوزارة الأفضلية بقصيدة من جملتها:
طويت سماء المكرمات ... وكورت شمس المديح
يا نفس ماذا تصنعيين ... وقد فقدت أبا مليح
وكان متواتر الصلة اليه، فاتصل ذكر هذه الأبيات بالأفضل أمير الجيوش، وزير الآمر، فعظم عليه، وقال: يقول كذا وكذا، وكرر القول مرارا، وقال: اذا كان قولك هذا في نصراني خنزير فما الذي أبقيت لنا؟ تقول: «طويت سماء المكرمات» وما بقي بعده كريم، ثم أمر بابعاده من مصر وقطع جاريه وجرايته ورسمه، وقال: ان سمعت بخبره ضربت رقبته، فلما طال الأمر عليه، وحرم رزقه وعجز عن قيام أوده، عدّى في مركب حتى أرسى تحت الروضة، فلما رآه الأفضل انتهره وقال: ما سمعت أني متى رأيتك في الدنيا ضربت عنقك؟ أحضروا السياف، فقال: وحق نعمتك ما أنا في الدنيا، ولا أنا إلّا في الآخرة في النعيم المقيم، وهذه روضة الجنة، ثم أنشده قصيدة من جملتها:
أين محل النجوم من هممك ... وأين فيض السحاب من كرمك
وبالمعالي التي شرفت بها ... حتى كأن النجوم من خدمك
احتكمت فيه كل نائبة ... حكم المداد الذي على قلمك
فعفا عنه، وأجرى عليه راتبه، وأجري على الانشاد بالحضرة الأفضلية، وقيل انه أنشده القصيدة التي فيها:
لا تغررنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد
وقيل انه كتب اليه:
هل أنت منقذ شلوى من يدي زمن ... أضحى يقد قميصي قد منتهس
دعوتك الدعوة الأولى وبي رمق ... وهذه دعوتي والدهر مفترسي
فأحضره وعفا عنه، وسأله عن قيام أوده في هذه المدة، فأخبره أنه باع حتى الثوب الذي عليه، إلى أن سببّ الله له باجتماعه بإنسان فأعلمه بعلته، فاشتراه، فاستعلمها الشيخ الأجل منه  ، فقال له الأفضل: ما سألته عن حاله في أيّام عسرته، تسأله عن شيء أغناه الله به عنا! واستكتمه، وقال له: أمسك، ثم قال:
أنشدنا مما رّقفت وزينت لفظه ولفّقت، فقال ارتجالا:
(و)  لما رأيتك فوق السرير ... ولاح لي الستر والمستند
فقال: ما أتيت بشيء، فما انقطع، وقال:
رأيت سليمان في ملكه ... يخاطبني وأنا الهدهد
قلت: والبيتان اللذان على قافية السين هما لبعض الشعراء المتقدمين، وليسا له، بل تمثل بهما.
أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي قال: حكى لي الشيخ الفقيه أبو علي منصور بن أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري قال: حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن قيصر الأزدي قال: حضر ابن مكنسة الشاعر وولد ابن منقذ الشاعر بن يدي الأفضل شاهنشاه بن بدر أمير الجيوش، وقد رأيت أنا  ابن مكنسة هذا، فقال له الأفضل: يا أبا الطاهر والد هذا يزعم أنك كذاب، فقال: يا مولانا ما الذي اطلع من كذبي؟ قال: قولك:
أقول ومجرى النيل بيني وبينكم ... ونار الأسى مسعورة بضلوعي
تراكم علمتم أنني لو بكيتكم ... على النيل لاستغرقته بدموعي
فقال له: أنا أعرف لوالد هذا أشد من هذا، وقد خرجنا من حلب نقصد إلى شيزر فأنشدني لنفسه:
أحبابنا لو لقيتم في إقامتكم ... من الصبابة ما لاقيت في ظعني
لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا ... والبرّ من أدمعي ينشق بالسفن
فالتفت الأفضل إلى ولد ابن منقذ فقال: ما تقول؟ فقال: هما أهل صناعة واحدة، فلا أدخل بينهما.
قلت: وهذان البيتان لأبي الحسن علي بن مقلد بن منقذ.
أنشدنا رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي من لفظه بالقاهرة قال: أنشدنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وقد أجاز لنا أبو الحسن في كتابه، قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني قال:
أنشدنا عطايا بن الحسن القرشي قال: أنشدنا أبو الطاهر إسماعيل بن مكنسه لنفسه:
لئن تأخرت عن مفروض خدمته ... تحشما فضميري غير متهم
سعى إليه ابتهالي بالدعاء له ... والسعي بالقلب فوق السعي بالقدم
نقلت من خط علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي قال: أنشدنا ابن مكنسة في الخمر من أبيات:
أيام عودك مطلول بوابلها ... والدهر في غفلة من مسها خبل
تنزو إذا قرعتها كف مازجها ... كأنما نارها بالماء تشتعل
وقوله في وصف كأس:
وخضبية بالراح يجلوها ... عليك خضيب راح
ما زال يقدح نارها في ... الكاس بالماء القراح
ونقلت من خطه: وحدثني ابن مكنسة قال: حضرت جنازة ابن الطائي المقرئ فرأيت من اعظام الناس له وهو محمول على نعشه ما لم يكن له منهم في حياته، فقلت بديها:
أرى ولد الطائي أصبح يومه ... تعظمه الأقوام أكثر من أمس
وقد كرموه في الممات تراهم ... يظنون أن الجسم أزكى من النفس
ومما وقع إلي من مستحسن شعر ابن مكنسة، وأنشدته له، قوله، واختارها أبو الصلت:
رقت معاقد خصره فكأنها ... مشتقة من عهده وتجلدي
وتجعدت أصداغه فكأنها ... مسروقة من خلقه المتجعد
ما باله يجفو وقد زعم الورى ... أنّ الندى يختص بالوجه الندي
لا تخدعنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)