إسماعيل بن غازي بن عبد الله النقيب:
أبو محمد الحراني، حكي عن زاكي المجنون الحراني، وكان يرجع إلى فضل وخير، روى عنه ابنه إبراهيم الذي قدمنا ذكره، ذكر لي ذلك رفيقنا أبو محمد عبد الرحمن بن شجانة الحراني، وحكى لنا عنه، وذكر لي أنه دخل حلب غير مرة.
أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شجانة الحراني بها قال: أخبرني إبراهيم بن إسماعيل النقيب قال: قال أبي: خرجت من حرّان الى الموصل في زمن الشتاء والوحل والأمطار، وكانت جمال الناس تقع كثيرا، وقاسى الناس شدة عظيمة، وكنت أخشى على نفسي لما أعلم من ضعفي، فنمت فسمعت قائلا يقول: ألا أعلمك شيئا إذا قلته لم يقع جملك وتأمن به؟ فقلت له: بلى والله ولك الأجر، فقال لي: قل: «إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا » الآية، فقلتها فما وقع جملي حتى دخلنا الموصل، وهلك للناس شيء كثير من سقوط جمالهم وسلم ما معي.
أنشدني أبو محمد بن شجانة قال: أنشدني أبو إسحاق الحراني قال: أنشدني أبي إسماعيل قال: سمعت زاكي المجنون الحراني ينشد:
قد تحرق النار من له كبد ... فمن هو النار كيف يحترق
قالوا: به جنّة ولو علموا ... أن جنوني به لما نطقوا
توفي أبو محمد النقيب بإربل.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)