محمد بن عمر بن سليمان التونسي:
عالم بمفردات اللغة واصطلاحاتها. ولد في تونس. ورحل إلى السودان ومصر، فاختير مصححا للكتب في مدرسة أبي زعبل بمصر. وترجمت في أيامه كتب كثيرة في الكيمياء والطب والنبات فكان يحررها ويهذب لغتها ويأتي لمصطلحاتها بصحيح الألفاظ. ثم عكف على إلقاء دروس في الحديث بمسجد السيدة زينب. وتوفي بالقاهرة.
من كتبه (الشذور الذهبية في الألفاظ الطبية - خ) رتبه على الحروف، و (تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد المغرب والسودان - ط) وصف فيه رحلته إلى السودان، وقد ترجم إلى الفرنسية وطبع فيها باسم Voyage au Darfour في مجلدين، وكتاب آخر في (الرحلة إلى وادي) ترجمه الدكتور بيرون Dr Perron إلى الفرنسية باسم Voyage au Ouaday وطبع بها، وضاعت نسخته العربية. و (الدر اللامع في النبات وما فيه من الخواص والمنافع - ط) .
-الاعلام للزركلي-
التونسي (1204 - 1274 هـ) (1790 - 1857 م)
محمد بن عمر بن سليمان التونسي، نزيل القاهرة، اللغوي، المشارك في بعض العلوم، الرحّالة. كان والده مجاورا في الأزهر، فتزوج بمصر، ولد ابنه المترجم له في تونس وعكف على تحصيل العلم ونبغ فيه حتى تمكن أن يكون واعظا في خدمة إبراهيم باشا في حملته إلى المورة وقبل ذلك سافر إلى بلاد السودان ورأى فيها من العجائب ما أدهشه.
ولما عاد من تلك الحملة كان قد أنشئت مدرسة أبي زعبل، وأخذوا في نقل كتب الطب وغيرها، فتعيّن مصححا للكتب فيها. وأخذت مواهبه تظهر في التحرير والتصحيح، وامتاز عن سائر أقرانه المصححين بمعرفة المصطلحات العلمية باللغة العربية، فكانوا يرجعون إليه في تحقيقها ويسمونه «مصحح كتب الطب ومحرّرها» فكانوا إذا نقلوا كتابا في أوائل إنشاء المدرسة الطبية يرون مشقة في إيجاد الألفاظ الوضعية العربية الملائمة للألفاظ الإفرنجية الموجودة في الكتاب المترجم، فيرجعون إليه في تحرير الكتب المهمة. وكان ماهرا في صياغة الألفاظ والمعاني في قالب عربي، فيعوّلون عليه في ذلك كما فعلوا في تنقيح كتاب «الدرر الغوالي في علم أمراض الأطفال» تأليف الدكتور كلوت بك، وكتاب «كنوز الصحة» للدكتور كلوت بك «والجواهر السنية» في الكيمياء لبيرون بك. وقد تعب في تحرير مصطلحات هذا العلم على الخصوص، ودرس عليه الحكيم بيرون Perron الفرنسي أستاذ الكيمياء بمدرسة أبي زعبل كتاب كليلة ودمنة باللغة العربية، وهو الذي حمله على تدوين ما عاينه في أسفاره من العجائب.
مؤلفاته:
تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، وهو رحلة وصف فيها سفره إلى السودان، وذكر ما شاهده في طريقه من واحات مصر إلى دارفور ووادي، وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك قطعة منها في وصف الواحات ج 17 ص 32.ط على الحجر باعتناء الدكتور بيرون، باريس 1851، ص 311 وعلّق عليها سدييو Sedillot بمقالة في المجلة الآسيوية. وطبعت ترجمة الكتاب على حدة بعناية الدكتور المذكور سنة 1850 وبها خرائط ورسوم وسمّى الكتاب، Voyage au Darfour في مجلدين.
وقد حقّقه وكتب حواشيه د/خليل محمود عساكر د/مصطفى محمد مسعد، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، الدار المصرية للتأليف والترجمة سنة 1969، 578 ص مع خرائط وجداول.
كما ترجم له الدكتور بيرون المذكور Dr Perron الرحلة إلى وداي Wadday Voyage au وطبع بها وضاعت نسخته العربية وطبع كتاب تشحيذ الأذهان منذ أكثر من عقد ونصف من السنين في القاهرة في سفر واحد في سلسلة «تراثنا».
الدرر اللوامع في النباتات وما فيها من المنافع (طب) فرغ منه سنة 1256 (مطبوع)، إيضاح المكنون 1/ 468.
الشذور الذهبية في الألفاظ الطبية، وهو معجم للمصطلحات العلمية على اختلاف موضوعاتها. وهو كتاب في نحو 600 ص متوسطة الحجم، وقد حمل إلى باريس وفي دار الكتب نسخة منقولة بالتصوير من نسخة باريس وهو معجم مرتّب على الحروف لم يطبع
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين – الجزء الأول – صفحة 203 – للكاتب محمد محفوظ