أسعد بن عمار بن سعد بن عمار الخلاطي الموصلي أبي المعالي

الربيب

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 550 و 650 هـ
مكان الوفاةالموصل - العراق
أماكن الإقامة
  • الموصل - العراق
  • حلب - سوريا

نبذة

أسعد بن عمّار بن سعد بن عمّار بن علي: أبو المعالي الخلاطي ثم الموصلي، الملقب بالربيب، سمع محمد بن سعد الله بن نصر بن الدجاجي الواعظ، وأبا الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي، وبرهان الدين إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم المعروف بابن البرني.

الترجمة

أسعد بن عمّار بن سعد بن عمّار بن علي:
أبو المعالي الخلاطي ثم الموصلي، الملقب بالربيب، سمع محمد بن سعد الله بن نصر بن الدجاجي الواعظ، وأبا الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي، وبرهان الدين إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم  المعروف بابن البرني.
وشاهدت سماع الربيب أسعد بن عمار على جزء من حديث أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين على محمود بن سعد الله بن الدجاجي في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وقد حدث به عنه موفق الدين أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد القيسي الاسكندري في سنة أربع وعشرين وستمائة.
روى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد شيئا من شعر غيره خرجه عنه في معجم شيوخه.
أخبرنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل بهاء الدين ربيب الدولة أبو المعالي أسعد بن عمار بن سعد بن عمار أبياتا قيلت في أبي أيوب سليمان ابن محمد المورياني وزير أبي جعفر المنصور لما نكبه المنصور وأشار هذا الشاعر في أبياته إلى قتل أخيه السفاح لأبي سلمة حفص بن سليمان الخلال رحمه الله:
قد رأيت الملوك تحسد من قد ... قلدوه أزمة التدبير
إذا مالئوا له الأمر والنهي ... رموه من عرفهم بنكير
شرب الكاس بعد حفص سليما ... ن ودارت عليه دوائر التدبير
أسوأ الحالين حالا لديهم ... من تسمي بين الورى بالوزير
قال القوصي: ومن العجائب والغرائب أنني بعد مفارقتي له من الموصل، وهو في عزه ونفاذ حكمه مخافة وهيبة، وارتسام رسمه، لم أصل إلى مدينة حران حتى بلغني أن أتابك الموصل نور الدين قد قبل قول أعداؤه في فساد أحواله، وأنه قبض عليه ونكبه واستأصل جميع أمواله وحبسه بالموصل إلى أن توفي رحمه الله في اعتقاله. وكان انشاده لي في شعبان.
شاهدت بخط الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار رحلته من خلاط إلى مكة شرفها الله في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ثم أتبعها برحيله إلى الشام متقدما على عسكر الموصل في سنة ست وثمانين، وذكر في أولها فصلا من أحواله، فأحببت نقله لما فيه من ذكر شيء من أموره، وحقيقة حاله، وصورته:
أما بعد: فلما وفق الله سبحانه وأثبتّ منازل الحج، وما تأتى في تلك السفرة الميمونة، وكانت حجة الإسلام، فإنني قضيتها في شهور سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكنت حينئذ في خدمة الملكة شاه بانوان ابنه بيلدق بن علي بن أبي القاسم، وهي يومئذ ملكة بلاد الروم، وأرمانية، زوجة شاه أرمن سكمان بن إبراهيم بن سكمان صاحب خلاط واقليمها رحمه الله، وكنت متقلدا أمورها، فشغلني ذلك عن تحرير طريق الحج في تلك السفرة، فأثبته في السفرة الثانية، وكان لي عدة سفرات يستحسن ثبت عجائبها، ويستطرف ذكر غرائبها من الجهاد في الجزر والسّناسنة  حتى قدر الله فتحها وتطهيرها من الكفر في يوم الأحد عاشر المحرم من سنة سبعين وخمسمائة، وكان صاحب جيش الاسلام في ذلك الأوان شاه أرمن سكمان بن إبراهيم بن سكمان، وكان استخلاصها بعد حصارها ثلاث سنين والجهاد فيها، والحمد لله على ذلك.
ثم بعد ذلك انتقلت من خلاط الى الموصل حماها الله الى خدمة المولى الملك العادل عز الدين أبي المظفر مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر، فأحسن إلي وقربني، ورد إليّ أمور ملكه ومصالح دولته، فلم أر شيئا أكافىء ذلك الانعام به إلّا بذل المجهود في الشفقة، وحفظ مصالحه في أمر دينه ودنياه وتقصير الأيدي المتطاولة والأطماع الفاجرة عن ماله وملكه بوسع الطاقة، وهو عارف لي بذلك، موفر حرمتي، ويزيد في معيشتي، وكان كلما تجدد حال أو حدث أمر من المهام العظام استندبني فيه، فلما قدر الله سبحانه وتعالى فتح بيت المقدس عمره الله في شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وطهر ذلك البيت المطهر من نجسهم، تفرقوا في بلاد الكفر، وجمعوا الجموع من أقصى بلاد الكفر، وجاءوا بخيلهم ورجلهم، ونزلوا على عكة وحصروها، واستنجد المسلمون المولى أتابك عز الدين فبادر إلى اجابتهم، وتلبية دعوتهم، وجمع الجموع، وجهز الجيوش، وأخرج الأموال، وجعل ولده أميرا عليهم، وهو الملك السعيد علاء الدين، وجعلني مقدم جيشه، ومر بي ولده، وقلدني أمورهم، وحفظ مصالح الدولة ومصالحهم، بحيث كان طريق الطاعة والجهاد في سبيل الله، وزيارة بيت الله المقدس عمره لله أحببت أن أثبت مراحله ومنازله، وما تجدد لنا في تلك السفرة المباركة، ثم ذكر المراحل، وأن الحركة من الموصل يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة.
ثم ذكر المنازل إلى أن قال: الاثنين رابع عشر- يعني ربيع الآخر من السنة-:
المنزل في قرا حصار  ، وعرضنا العساكر.
الثلاثاء خامس عشر ربيع الآخر: المنزل في مدينة حلب على شاطىء قويق، ثم ذكر المنازل من حلب الى أن ذكر وصولهم الى ظاهر عكة والتقاء الملك الناصر لهم  ، وذكر الربيب في هذا التعليق أنه خدم المقتفي بأمر الله مدة سنتين وستة أشهر آخرها غرة ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
أخبرني عمر بن الربيب أسعد بن عمار أن ولادة أبيه سنة ثلاثين وخمسمائة، وخدم الخليفة المقتفي سنتين ونصفا، وكان في خدمته أيام حصار السلطان محمد بن محمود بغداد وسمع الحديث على أبي الوقت وغيره، ودخل حلب أيام نور الدين محمود بن زنكي، ثم في أيام صلاح الدين يوسف بن أيوب ثلاث مرات، كان يأتي مقدما على عسكر الموصل الى خدمته وقبض عليه صاحبه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود في ثاني عشر رمضان سنة ست وستمائة، فمات بالسجن بالموصل.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)