إبراهبم بن بختي بن إبراهيم الفرنسي الصونسي

دده خليفة

تاريخ الوفاة973 هـ
أماكن الإقامة
  • أماسية - تركيا
  • أمد - تركيا
  • بروسة - تركيا
  • حلب - سوريا

نبذة

إبراهبم بن بختي بن إبراهيم الفرنسي الصونسي الحنفي الشهور بدده خليفة. أول من درس بمدرسة خسرو باشا بجلب ، وأول من أفتي بجلب من الروميين . محبناه فاذا هو مفنن ذو حفظ مفرط حتى ترجمه عبد الباقي العربي وهو قاضيها بانه انفرد في المملكة الرومية بذلك.

الترجمة

إبراهبم بن بختي بن إبراهيم الفرنسي الصونسي الحنفي الشهور بدده خليفة.
أول من درس بمدرسة خسرو باشا بحلب ، وأول من أفتي بجلب من الروميين . محبناه فاذا هو مفنن ذو حفظ مفرط حتى ترجمه عبد الباقي العربي وهو قاضيها بانه انفرد في المملكة الرومية بذلك ، مع غلبة الرطوبة على أهلها ، واستلاء النسيان عليهم بواسطتها . وذكر هو عن نفسه أنه كان بحيث لو توجه الى حفظ ( التلويح ) في شهر لحفظه ؛ إلا أنه كان يواظب على صوم داود - عليه الصلاة والسلام - ثماني سنين ، فاختلف  دماغه ، فقل حفظه ولم يزل بحلب على جد في المطالعة ، وديانة في الفتوى إلى أن ولي منصب الافتاء بازنيق من بلاد الروم .
وكان يقول : لو أني أعطيت بقدر هذا البيت ياقوتا ما حلت عن الشرع قدر شبر.
ووقفت له على مؤلفات منها : «رسالة في تحريم اللواط)، وأخرى : ( في بيان أقسام أموال بیت المال وأحكامها و مصارفه ) ألفها باسم السلطان مصطفی  بن سلمان بن عثمان ، جمع فيما فاوعی .
وأخرى : ( في تحريم الحشيش والبنج ) . انتخبت منها رسالة لطيفة وشرحتها شرحا سميته : ( بظل" العريش في منع حل البنج والحشيش)). فاطلع عليه ، فوقع عنده موقعا عظيما وأخذ منه نسخة. وطالما تتبع الفوائد الفربدة والمؤلفات الغريبة المفيدة ، لا سيما الفقهية فاقتناها .
وطلب مني يوما كتابا من کتب الزاهدي فقلت له : أيفتی منها وهو معتزلي العقيدة ؟ قال : نعم ، لأنه حنفي الفروع - و كذا كل معتزلي وأنا أحسن الظن به وبغيره من العلماء مع أن ( قنيته ) مختصرة من كتاب كذا لبعض الحنفية ، وليس فيها ماقاله هو بنفسه إلا القليل ، عزاه الى نفسه .
هذا ، ومع ديانته كانت تغلب عليه كثرة القهقة في المجلس الواحد ، وله الخلاعة الزائدة مع جواربه قيل : وكان في الأصل دباغ فمن عليه الله ذو الفضل بالفضل ، و ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشا)).
انظر كامل الترجمة في كتاب درر الحبب في تاريخ أعيان حلب للشيخ (رضى الدين محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي).

 

 

وَمِنْهُم الْمَعْرُوف بدده خَليفَة
كَانَ رَحمَه الله من نواحي قَصَبَة سونسه من بعض الاتراك وَكَانَ فِي اول الامر من أَصْحَاب البضائع مشتغلا بِبَعْض الصَّنَائِع وعالج صَنْعَة الدباغة سِنِين حَتَّى أناف عمره على عشْرين وَمَا قرا حرفا من الْعُلُوم وَمَا اجْتمع بِوَاحِد من ارباب الفهوم ثمَّ من الله تَعَالَى عَلَيْهِ بأكبر آلائه فَصَارَ من أَعْيَان عصره وعلمائه كَانَ رَحمَه الله مشتغلا بِعَمَل الدباغة فِي بَلْدَة أماسيه فاتفق انه جَاءَ بهَا مفت من عُلَمَاء ذَلِك الْعَصْر فَاجْتمع فرقة من أَعْيَان الْبَلدة المزبورة لضيافة الْمُفْتِي الْمَزْبُور فَذَهَبُوا بِهِ الى بعض الحدائق وَذهب الْمولى الْمَزْبُور متلطفا لبَعض ارباب الْمجْلس فَلَمَّا باشروا أَمر الطَّعَام طلبُوا من يجمع لَهُم الْحَطب والمرحوم قَائِم على زِيّ الدباغين الجهلة فَقَالَ الْمُفْتِي الْمَزْبُور مُشِيرا الى المرحوم ليذْهب اليه هَذَا الْجَاهِل ففهم مِنْهُ المرحوم ازدراءه لشأنه وَعلم انه لَيْسَ ذَلِك الا من شَائِبَة الْجَهْل وَذهب الى جمع الْحَطب وَفِي نَفسه تأثر عَظِيم من ازدرائه وتحقيره فَلَمَّا بعدعنهم نزل على مَاء هُنَالك وتوضا مِنْهُ وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ضرب وَجهه على الارض وَتوجه بِكَمَال التضرع والابتهال الى جناب حَضْرَة المتعال وَطلب مِنْهُ الْخَلَاص من ربقة الْجَهْل وَالنُّقْصَان واللحوق بمعاشر الْفضل والعرفان متكلا على قَوْله تَعَالَى فَانِي قريب اجيب دَعْوَة الداع اذا دعان ثمَّ قَامَ وَأخذ من الْحَطب مَا يتحمله وَجَاء الى الْمجْلس وَفِي وَجهه جراحات تدمي من شدَّة مسح وَجهه بِالتُّرَابِ فتضاحك الْقَوْم مِنْهُ وظنوا ان ذَلِك من مصادمة الاشجار عند الاحتطاب فَلَمَّا تمّ الْمجْلس قَامَ المرحوم وَقبل يَد المتفي وَقَالَ اريد ترك الصِّنَاعَة وَالدُّخُول فِي طلب الْعلم فَقَالَ الْمُفْتِي ابعد هَذَا تطلب الْعلم وَهُوَ لَا يحصل الا بِجهْد جهيد وعهد مديد وعزم صَادِق وحزم فائق وَلَا بُد من خدمَة الاستاذ اكثر من الْمُعْتَاد وَأَنت لَا تتحمل بِهَذِهِ المشاق وَلَا تحْتَمل ذَلِك الوثاق فتضرع المرحوم وأبرم عَلَيْهِ فِي الْقبُول الى ان قبله الْمُفْتِي لخدمته وَرَضي بتعليمه فَلَمَّا اصبح بَاعَ مَا فِي حانوته وَاشْترى مُصحفا وَذهب الى بَاب الْمُفْتِي وَبَدَأَ فِي الْقِرَاءَة وَقَامَ فِي الْخدمَة الى ان حصل مباني الْعُلُوم وَدخل فِي سلك ارباب الاستعداد وتحرك على الْوَجْه الْمُعْتَاد حَتَّى صَار معيدا لدرس الْمولى سِنَان الدّين المشتهر بالق فِي مدرسة السُّلْطَان مُرَاد بِمَدِينَة بروسه ثمَّ تولى مدرسة بايزيد باشا فِي الْبَلدة المزبورة بِعشْرين ثمَّ مدرسة اغا الْكَبِير باماسيه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة القَاضِي بتره بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد بمرزيفون باربعين ثمَّ مدرسة امير الامراء خسرو بِمَدِينَة آمد بِخَمْسِينَ ثمَّ مدرسة خسرو باشا بِمَدِينَة حلب وَهُوَ اول مدرس بهَا وفوض اليه الْفَتْوَى بِهَذِهِ الديار ثمَّ نقل الى مدرسة سُلَيْمَان باشا بقصبة ازنيق ثمَّ نصب مفتيا بديار كعة وَعين لَهُ كل يَوْم سَبْعُونَ درهما ثمَّ تقاعد عَن المنصب وَعين لَهُ كل يَوْم سِتُّونَ درهما وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَسبعين وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله عَالما فَاضلا مُجْتَهدا فِي اقتناء الْعُلُوم وَجمع المعارف آيَة فِي الْحِفْظ والاحاطة لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَكتب رَحمَه الله تَعَالَى حَاشِيَة على شرح التَّفْتَازَانِيّ فِي الصّرْف وَبسط الْكَلَام وَبَالغ فِي جمع الْفَوَائِد والمهمات وَله منظومة فِي علم الْفِقْه وعدة رسائل من فنون عديدة رَحمَه الله
العقد المنظوم فِي ذكر افاضل الرّوم على هامش الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.