محمد بن عبد الواحد القصار، أبو الحسن، المعروف بصريع الدلاء قتيل الغواشي، ذي الرقاعتين:
شاعر، بصريّ المولد والمنشأ. استوطن بغداد. وقدم مصر، ومدح الظاهر الفاطمي، وتوفي فيها.
قال الثعالبي: لما رأى سخف الزمان وأهله، نزع ثياب الجد وتلقب بصريع الدلاء، ونفقت سوقه وأغناه (فخر المُلك) . ومن شعره (مقصورة) تزيد على مئة بيت، منها:
(من نام لم يبصر بعيني رأسه ... ومن تطأطأ راكعا قد انحنى!)
(من دخلت في عينه مسلّة ... فسله من ساعته عن العمى!)
وله (ديوان شعر - خ) رآه ابن خلكان ورأيت نسخة منه في خزانة محمد سرور الصبان بجدة، كتبت سنة 982 .
-الاعلام للزركلي-
صريع الدلاء :
الأَدِيْبُ الخليعُ، أَبُو الحَسَنِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الواحد، البصري، نزيل بغداد.
له "ديوان" مشهور، وَقَدْ تَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
وَكَانَ صَاحِبَ مُزَاحٍ وَلَعِبٍ، وَلَهُ تِيْكَ القَصِيْدَة السَّائِرَة.
وَهِيَ:
قَلْقَلَ أَحْشَائِي تَبَارِيْحُ الجَوَى ... وَبَانَ صَبْرِي حِيْنَ حَالَفْتُ الأَسَى
وَطَارَ عَقْلِي حِيْنَ أَبْصَرْتُهُمُ ... تَحْتَ ظلام اللّيل يطوون السّرى
لم أَزَلْ أَسْعَى عَلَى آثَارِهِمْ ... وَالبَيْنُ فِي إِتْلاَفِ رُوْحِي قَدْ سَعَى
فَلَو دَرَتْ مَطِيُّهُم مَا حَلَّ بِي ... بَكَتْ عَلَيَّ فِي الصَّبَاحِ وَالمَسَا
فَسَوْفَ أَسْلِي عَنْهُم خَوَاطِرِي ... بحمقٍ يَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ وَعَا
وطرفٍ أَنْظِمُهَا مَقْصُورَةً ... إِذْ كُنْتُ قَصَّاراً صَرِيْعاً للدِّلاَ
مَنْ صَفَعَ النَّاسَ وَلَمْ يَدَعْهُمُ ... أَنْ يَصْفَعُوهُ مِثْلَهُ قَدِ اعْتَدَى
مَنْ صَعَدَ السَّطْحَ وَأَلْقَى نَفْسَهُ ... إِلَى قَرَارِ الأَرْضِ يَوْماً ارْتَدَى
وَلَيْسَ للبَغْلِ إِذَا لَمْ يَنْبَعِثَ ... مِنَ الطَّرِيْقِ باعثٌ مِثْلُ العَصَا
وَالذَّقْنُ شعرٌ فِي الوُجُوهِ نابتٌ ... وَإِنَّمَا الدُّبْرُ الَّذِي تَحْتَ الخُصَى
وَالجَوْزَ لاَ يُؤْكَلُ مَعَ قُشُورِهِ ... وَيُؤْكَلُ التَّمْرُ الجَدِيْدُ بِالِّلبا
مَنْ طَبَخَ الدِّيْكَ وَلاَ يَذْبَحُهُ ... طَارَ مِنَ القِدْرِ إِلَى حَيْثُ اشْتَهَى
مَنْ دَخَلَتْ فِي عَيْنِهِ مسلّةٌ ... فَسَلْهُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ العَمَى
مَنْ فَاتَهُ العِلْمُ وَأَخْطَاهُ الغنى ... فذاك والكل على حدٍّ سوا
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي