أحمد بن مروان بن دوستك الكردي أبي نصر نصر الدولة
القادر بالله
تاريخ الولادة | 377 هـ |
تاريخ الوفاة | 453 هـ |
العمر | 76 سنة |
مكان الوفاة | ديار بكر - تركيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أحمد بن مروان بن دوستك أبو نصر نصر الدولة الكردي:
وهو ابن أخي باد الكردي وكان من الأكراد الحميدية ويلقبون بالجهار بختية ملك ميافارقين وآمد بعد قتل أخيه أبي منصور سعد بن مروان بالهتاخ، وكان أبو نصر هذا قد ورد حلب مجتازا الى إنجاد يغيسغان ملك أنطاكية حين قصده الفرنج.
قرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال: بعد أن ذكر قتل أخيه أبي منصور سعد في الحصن المعروف بالهتاخ في ليلة الخميس الخامس من جمادى الأول سنة إحدى وأربعمائة قال: وولى أخوه أبو نصر أحمد بن مروان ولقبه القادر بالله نصر الدولة وعدل في رعيته وتنعم تنعما لم يسبق إليه وملك خمسمائة سرية سوى خدمهن وتوابعهن، وكان معروفا بكثرة الأكل والشرب والنكاح، وتزوج بنات ملوك الأطراف وكان يجمع في مجلس لذته من الأواني ما تزيد قيمته على مئتي ألف دينار، وكان يصدّق بالصدقات الكثيرة، ووقع وباء في بلاده وكفن في سنة واحدة أربعة عشر ألف انسان، وكان لأهل الدين والعلم عنده مقدار عظيم، والتمس مائة ألف دينار يصرفها في بعض حروبه، فأحضر له وزيره توزيعا على أرباب الاموال بها، فقال: لو أردت أموال الناس لعولت على صاحب الشرط وإنما أريد ذلك من أموال المتاجرة، فأتاه تاجر بألف دينار وقال: أسألك يا مولانا قبولها في هذا البيكار فإني اكتسبت أمثالها في بعض الايام فقال: خذها ولا حاجة لي فيها وأمر أن يتصدق من خزانته بألف دينار شكرا لله تعالى على عمارة بلده، وكان بآمد في أيامه أربع عشرة دارا للمرابطين وعشرة آلاف رجل من المجاهدين وسلاح عظيم وذلك في وزارة فخر الدولة أبي نصر محمد بن جهير لابن مروان، وتوفي في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وعمره ست وسبعون سنة وثمانية أشهر، وإمارته ثلاث وخمسون سنة تنقص شهرا واحدا، وولي بعده ابنه نظام الدين أبو القاسم نصر .
وروي له شعر قرأته في مجموع لابن نوين المعري قال: للملك ابن مروان مالك ديار بكر :
يا ويح بيت ماله أصحاب ... بيت يدبره نجا وشراب
فشراب إن ظفرت بشيء لبوة ... ونجا لما تحوي يداه عقاب
نقلت من كتاب «الربيع» تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال ابن المحسن بن ابراهيم بن هلال المعروف بابن الصابئ، وأنبأنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن، قال: وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر قال: حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب آمد وميافارقين وتلك الثغور، وكان ناظرا له إلى حين وفاته، قال: كان بعض متقدمي الأكراد معي على الطبق فأخذت حجلة مشوية مما كان بين يدي فأعطيته إياها، فأخذها وضحك فقلت: مم تضحك؟ فقال: خير فظننت أنه قد عاب علي ذلك فألححت عليه ودافع عن الجواب حتى رفعت يدي وقلت لا آكل شيئا حتى تعرفني سبب ضحكك ما هو، فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة وذاك أنني كنت أيام الشباب والجهالة قد أخذت بعض التجار في طريق وما كان معه من المتاع وقربته الى لحف جبل، فأردت قتله خوفا على نفسي منه وأن يعرفني من بعد ويطالبني ويعرضني للقبيح وتعترضني، فقال: يا هذا قد أخذت مالي وأفقرتني وأولادي فدعني أرجع الى عيلتي فأكد عليهم ولا تحرمهم مالي ونفسي وبكى وسألني وتضرع إليّ، فلم أرق له شرها الى ما كان معه، فلما أيس من الحياة التفت الى حجلتين على جبل وقال لهما: أشهدا لي عليه عند الله تعالى أنه قاتلي ظلما، وقتلته فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت ذلك الرجل وحمقه في استشهاده الحجل علي، قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتى لم أملك نفسي وتقدمت بأخذه وكتفه ثم ضرب رقبته بين يدي، فلم آكل حتى رأيت رأسه مبرّأ بين يديه بعد أن قلت له: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل وأخذ له بحقه منك.
قال: وحدثني- يعني- الوزير فخر الدولة قال: كان لبعض الأكراد المتوجهين فرس أعطي به ألف دينار وجعلها ابن مروان ألف دينار وضيعة فلم يبعه ولا طابت نفسه بمفارقته، وركب يوما ابن مروان الى الصيد فقيل له أيها الأمير نفق البارحة الفرس الفلاني فاغتم به وحزن عليه: وأحضر صاحبه إليه وعزاه به لعظيم ما كان عنده منه، فوجده لا يقبل العزاء وعنده من الأسف على المال لا على الفرس ما غاظه، فقال له: يا هذا مالك وما فرس حتى يلحقك هذا الأمر العظيم عليه ولعل الله تعالى قد دفع عنك ما هو أعظم من ذهاب ثمنه منك، فقال: أهي فرس أيها الأمير هي ألف دينار، فقال له: تأخذ ألف دينار وتجعل ثواب الفرس لي؟
فقال: نعم فتقدم باطلاقها له، وحضرني وتقدمت بتسليمها اليه وانصرف بها فلم يصبح إلّا أعمى يتلمس الحيطان وجاءنا الخبر فعجب الامير والناس أجمعون مما جرى في ذاك، ووقع للأمير أن الله تعالى قد دفع عنه بالألف دينار ما نزل بمن أخذها وسر بذاك.
وقال حدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر بن جهير قال: حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب ديار بكر عند خدمتي له وقد جرى حديث أبي القاسم ابن المغربي قال: لما خدمني عند مجيئه من مصر وما جرى له مع الحاكم جاءني يوما ومعه سدس كاغد فقال لي: قد أثبت في هذا السدس أسماء أصحابك الذين قد أخذوا أموالك وأخلوا خزانتك من مال يعد فيها لحاجة أو شدة ما قيمته ثلاثمائة وسبعون ألف دينار- شك الوزير في ذاك- وقال: اذا أخذت هذا القدر منهم لم تجحف بأموالهم وكان كل منهم مرتبا في خدمته ومركزه وولايته وتكون قد نقصت من أموالك التي احتجنوها ما جعلته لك خزانة وعدة، فقلت له: يا هذا إنما نصبتك وزيرا لتعطيني وتعطي أصحابي بعمارة بلادي وتوفير أموالي، فأما مصادرة أصحابي فلو أردت هذا لأخذت أنا أضعافه وكفاني فيك مردك صاحبي هذا الذي هو أهون وأدون من يخدمني، ولم أكن محتاجا فيه إلى مثلك، فقال لي إذا كان هذا رأيك فأحرسني من أصحابك ولا تطلعهم على ما قلته في معناهم فتفسد ما بيني وبينهم، فقلت: أفعل وتركني مديدة قريبة، وقال لي: قد جرى في الجزيرة خلف بين الضامن لها وبين فلان تفاقم الأمر فيه إلى أن احتاج إلى مشارفتي له واصلاحه بنفسي، فتأذن في الانحدار إلى هناك فمدة الغيبه عشرون يوما، وأعود وقد حسمت مادة ربما طمحت الى حد يشغل قلبك، فعلمت أنه يريد المضي إلى الموصل وقرواش بن المقلد أمير بني عقيل لمّا لم ير لشره عندي نفاذا، ولا علي نفاقا، ولم يكن يحسن غيره، فقلت له: افعل ما ترى، وتشاغل بإصلاح أمره للانحدار فجاءني موسك خالي وقال لي: عرفت أن أبا القاسم بن المغربي على الانحدار إلى الجزيرة، وكذب فإنه بنية المضي إلى الموصل فقلت: قد عرفت ذلك وعلمته ودعه يمضي الى اللعنة فما في مقامه هاهنا لكم فائدة، وكان موسك ممن سعى ابن المغربي به، وأراد مصادرته، وأخذ المال منه، قال: وتدعه يمضي وقد أخذ أموالك وسرقها وحصلها، واحتجنها، ولم لا تقبض عليه وتأخذ ما أخذ ثم تصرفه الى اللعنة وسوء المنقلب؟ فضحكت منه وقلت: ليس كل من يأخذ مالي أرتجعه منه، ولعمري إنه خدمنا وانتفع منا وكسب معنا، وأخذ ذلك منه لؤم، فأمسك وانحدر ابن المغربي إلى الجزيرة ومنها الى الموصل وخدمة قرواش، ثم انحدر الى بغداد وخدمة الملك مشرف الدولة أبي علي بن بويه في سنة خمس عشرة وأربعمائة.
بغية الطلب في تاريخ حلب - كمال الدين ابن العديم (المتوفى: 660هـ)
أحمد بن مروان بن دوستك:
صاحب ديار بكر وميافارقين. كردي الأصل. يلقب بالملك نصر الدولة. تملك بعد مقتل أخيه منصور سنة 401 هـ، واستمر في الملك 51 سنة. وكان مسعودا عالي الهمة حازما عادلا، محافظا على الطاعات، مع إقباله على اللهو. وكانت له 360 سرية. استوزر أبا القاسم ابن المغربي، الأديب، مرتين، وفخر الدولة ابن جهير. ومات بميافارقين .
-الاعلام للزركلي-
نصر الدولة ابن مروان الكردي
أبو نصر أحمد بن مروان بن دوستك، الكردي الحميدي الملقب نصر الدولة صاحب ميافارقين وديار بكر؛ ملك البلاد بعد أن قتل أخوه أبو سعيد منصور ابن مروان في قلعة الهتاخ ليلة الخميس خامس جمادى الولى سنة إحدى وأربعمائة، وكان رجلاً مسعوداً عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم، قضى من اللذات وبلغ من السعادة ما يقصر الوصف عن شرحه.
وحكى ابن الأزرق الفارقي في تاريخه أنه لم ينقل أن نصر الدولة المذكور صادرأحدا في أيامه، سوى شخص واحد، وقص قصته ولا حاجة إلى ذكرها، وأنه لم تفته صلاة الصبح عن وقتها مع انهماكه في اللذات، وأنه كان له ثلثمائة وستون جارية يخلو كل ليلة من ليالي السنة بواحدة، فلا تعود النوبة إليها إلا في مثل تلك الليلة من العام الثاني، وأنه قسم أوقاته: فمنها ما ينظر فيه في مصالح دولته، ومنها ما يتوفر فيه على لذاته والاجتماع بأهله وألزامه، وخلف أولاداً كثيرة، وقصده شعراء عصره ومدحوه وخلدوا مدائحه في دواوينهم.
ومن جملة سعاداته أنه وزر له وزيران كانا وزيري خليفتين: أحدهما أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بابن المغربي صاحب ديوان الشعر والرسائل والتصانيف المشهورة، وكان وزير خليفة مصر وأنفصل عنه، وقدم على الأمير أبي نصر المذكور فوزر له مرتين، والآخر فخر الدولة أبو نصر بن جهير، كان وزيره ثم انتقل إلى وزارة بغداد - وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى -.
ولم يزل على سعادته وقضاء أوطاره إلى أن توفي في التاسع والعشرين من شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، ودفن بجامع المحدثة، وقيل: في القصر بالسد لي، ثم نقل إلى القبة المعروفة بهم الملاصقة لجامع المحدثة.
وعاش سبعا وسبعين سنة (1) ، وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة، وقيل اثنتين وأربعين سنة، رحمه الله تعالى.
وميافارقين مشهورة فلا حاجة إلى ضبطها.
والمحدثة - بضم الميم وسكرن الحاء المهملة وفتح الدال المهملة وبعدها ناء مثلثة - رباط بظاهر ميافارقين.
والسدلي - بكسر السين المهملة والدال المهملة وبعدها لام مشددة مكسورة أيضا - قبة في القصر مبينة على ثلاث دعائم، وهو لفظ عجمي معناه ثلاث قوائم.
وملك بعده ابنه نظام الدين أبو القاسم نصر.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
نَصرُ الدَّولة القادر بالله أحمد بن مَرْوَان بن دُوسْتك الكُرْدي الحُمَيدي، صاحب ديار بكر ، المتوفى بميافارقين في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة عن سبع وسبعين سنة.
ملك بعد أن قُتل أخوه منصور سنة 401. وكان حازمًا مسعودًا حسن السياسة. ذكر ابن الأزرق الفارقي في تاريخه أنه لم تفته صلاة الصبح في وقتها مع انهماكه في اللذات، وأنه قسم أوقاته إلى مصالح دولته ولذته. ووزر له وزيران كانا وزيري خليفتين: ابن المغربي وفخر الدولة بن جهير.
وكان كثير الخير والصدقات عدل في رعيته وتنعم تنعمًا لم يسبق إليه في أنواع اللذات، وكانت دولته إحدى وخمسين سنة وقام بعده ولده نصر. ذكره ابن خلكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
صَاحِبُ دِيَارِ بَكْرٍ وَمَيَّافَارِقين المَلِكُ نَصْرُ الدَّوْلَةِ أحمد بن مروان ابن دوسْتك الكُرْدِيُّ.
قَتَلَ أَخَاهُ مَنْصُوْراً بِقَلْعَة الهَتَّاخ وَتَمَكَّنَ وَكَانَتْ دَوْلَتُه إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ سَنَةً.
وَكَانَ رَئِيْساً حَازِماً عَادِلاً مُكِبّاً عَلَى اللَّهْو وَمَعَ ذَا فَلَمْ تَفُتْهُ صَلاَةُ الصُّبْح فِيْمَا قِيْلَ وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتُّوْنَ سُرِّيَّة يَخلو كُلّ لَيْلَةٍ بوَاحِدَة خَلَّفَ عِدَّة أَوْلاَد مَدَحَتْهُ الشُّعَرَاء وَوزر لَهُ الوَزِيْرُ أَبُو القَاسِمِ ابْن المَغْرِبِيّ صَاحِب الأَدب مرَّتين ثُمَّ وَزر لَهُ فخر الدولة بن جَهِيْر وَكَانَ مُحْتَشِماً كَثِيْرَ الأَمْوَال نَفَّذ إِلَى السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك تَقدِمة سَنِّيَّة وَتُحَفاً مِنْ جملتهَا الْجَبَل اليَاقُوْت الَّذِي كَانَ لِبَنِي بُويه أَخَذَه بِالثمن مِنِ ابْنِ جَلاَل الدَّوْلَة وَكَانَ مِنْ كَرَمِهِ يَبذُرُ الْقَمْح مِنَ الأَهرَاءِ لِلطُّيور.
تُوُفِّيَ فِي شَوَّال سَنَةَ ثَلاَثٍ وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَعَاشَ نَحْوَ الثَّمَانِيْنَ وَتَملَّكَ بَعْدَهُ ابْنُه نِظَام الدَّوْلَة نَصْر.
فَمِنْ أَخْبَار نَصْر الدَّوْلَة وَالحَدِيْثُ شجُوْنٌ أَنَّ مملكَةَ المَوْصِلِ ذَهَبت مِنْ أَوْلاَد نَاصِر الدَّوْلَة ابْنَ حَمْدَان سَنَوَات وَانضمَّ وَلدَاهُ إِبْرَاهِيْمُ وَحُسَيْن إِلَى شرف الدَّوْلَة ابْنِ عَضُدِ الدَّوْلَة فَكَانَا مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا تَملَّكَ أَخُوْهُ بهاء الدَّوْلَة؛ اسْتَأْذنَاهُ فِي المَسِيْر لأَخذ المَوْصِل فَأَذنَ لَهُمَا فَقَاتَلهُمَا عَامِلُهَا فَمَالتِ المَوَاصلَةُ إِلَى الأَخوين فَهَرَبَ العَامِلُ وَجُنده وَدَخَلَ الأَخَوَانِ المَوْصِلَ فَطَمِعَ فِيْهِمَا الأَمِيْرُ بَاد؛ صَاحِبُ ديَار بكر فَالتقَاهُمَا فَقِيْلَ: فَبَادَرَ ابْنُ أُخْته الأَمِيْرُ أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَرْوَانَ الكُردي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة إِلَى حصنِ كَيْفَا وَهُنَاكَ زَوْجَةُ بَاد فَقَالَ لَهَا: قُتِلَ خَالِي وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ فَمَلَّكَتْهُ الحِصنَ وَغَيْرهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى بلاَد خَالِهِ وَحَارَبَ وَلَدَي نَاصِرِ الدَّوْلَة مَرَّات وَسَارَ إِلَى مِصْرَ وَتَقلَّد مِنَ العَزِيْز حلبَ وَأَمَاكن وَرجَعَ فَوَثَبَ عَلَيْهِ شُطَّارُ آمِدَ بِالسكَاكين فَقتلُوْهُ وَتَملَّك بآمِدَ ابْنُ دمنَة وَقَامَ مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخُو أَبِي عَلِيٍّ فَتَمَلَّك مَيَّافَارِقين فَعمل الأَمِيْرُ شروَةُ لَهُ دَعْوَةً قَتَلَهُ فِيْهَا وَاسْتَوْلَى عَلَى ممَالِك بنِي مَرْوَان سَنَة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِ مائَة وَحَبَس مُمَهِّدُ الدَّوْلَة أَخَاهُ وَهُوَ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ صَاحِبُ التَّرْجَمَة لأَجْل رُؤْيَا فَإِنَّهُ رَأَى الشَّمْس فِي حَجْره وَقَدْ أَخَذَهَا مِنْهُ أَحْمَدُ فَأَخْرَجَهُ شروَةٌ مِنَ السجْن وَأَعْطَاهُ أَرْزَن. هَذَا كُلّه وَأَبُوْهم مَرْوَان باقٍ أَعْمَى مقيمٌ بِأَرْزَنَ فَتمكَّن أَحْمَدُ وَخَرَجتِ البِلاَدُ عَنْ، طَاعَة شَروَة وَاسْتَوْلَى أَحْمَدُ عَلَى مَدَائِن ديَار بكر وَامتدت أَيَّامُهُ وَأَمَّا المَوْصِل فَقصدهَا الأَمِيْرُ أَبُو الذّوَّاد مُحَمَّدُ بنُ المُسيِّب العُقَيْلِيّ وَحَارَبَ وَظفر بصَاحِبهَا أَبِي الطَّاهِر إِبْرَاهِيْمَ بن نَاصِر الدَّوْلَة وَبأَوْلاَدِه وَبجَمَاعَةٍ مِنْ قواده فقتلهم وتملك زمانًا.
طَالت إِمْرَةُ ابْنِه نَصْر
وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة، وَتَمَلَّكَ بَعْدَهُ ابْنه مَنْصُوْر.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي.